يافا
واحدة من أقدم مدن الساحل الفلسطيني على البحر الأبيض المتوسط، سقطت من سلطان العثمانيين في انتداب الإنكليز ثم وقعت في قبضة الاحتلال اليهودي فمسخ معالمها وشوه أسماءها وهجر سكانها.
الموقع
تقع يافا على البحر الأبيض المتوسط، إلى الجنوب من مصب نهر العوجا، على بُعد سبعة كيلومترات، وإلى الشمال الغربي من مدينة القدس على بُعد 60 كيلومترا.
وقد قدرت مساحة أراضيها عند احتلالها بنحو 17510 دونمات معظمها للفلسطينيين، ونحو 1375 دونما اقتطعت لليهود، استخدمت غالبيتها لأغراض السكن والبناء والزراعة.
وهي تتمتع بمناخ البحر الأبيض المتوسط، مع صيف حار رطب، وخريف دافئ بارد في بعض الأحيان، وشتاء ماطر بارد.
السكان
قدر عدد سكان مدينة يافا حين سقوطها عام 1950 بنحو 120 ألف فلسطيني، لكن لم يبق منهم بسبب التهجير سوى حوالي أربعة آلاف نسمة، جُمعوا في حي العجمي وأحيطوا بالأسلاك الشائكة لأكثر من عام.
وفي عام 1958 بلغ عدد الفلسطينيين فيها نحو 6500 نسمة، بينما بلغ عدد اليهود نحو 50 ألف نسمة، في حين قدر عددهم عام 1965 بنحو عشرة آلاف فلسطيني و90 ألف يهودي.
وقدر عدد السكان العرب في المدينة أواخر 2009 بنحو 15800 نسمة بارتفاع نسبتُه 3% عن العام الذي سبقه (2008) من مجموع سكان "تل أبيب-يافا" البالغ نحو 400 ألف نسمة، في حين قدر عدد اللاجئين الذين تعود أصولهم إليها عام 1998 بنحو 472.368 نسمة.
الاقتصاد
ظل اقتصاد المدينة حتى احتلالها يعتمد على ثلاثة ركائز أساسية، زراعة الحمضيات -وخاصة البرتقال- وشركات الاستيراد والتصدير والمصارف وشركات النقل البري والبحري، والمجال السياحي.
وفي مراحل لاحقة احتلت مركزا مهما في التجارة الداخلية والخارجية بفضل مينائها، كما قامت بها عدة صناعات، مثل صناعة البلاط والإسمنت والسجائر والورق والزجاج وسكب الحديد والملابس والنسيج.
وكانت أيضا مركزا مهما لصيد الأسماك، كما كانت مركزا للنشاط الثقافي والأدبي، حيث صدرت فيها معظم الصحف والمجلات الفلسطينية.
التاريخ
دخلت يافا الحكم العثماني عام 922 للهجرة/1517 للميلاد، وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى أصبحت تحت الانتداب البريطاني، ثم سقطت في مايو/أيار 1948 في يد العصابات الصهيونية.
وفي عام 1950 ضم الاحتلال مدينة يافا إلى نطاق بلدية تل أبيب لتصبح بلدية موحدة تحت اسم "تل أبيب-يافا"، وحُولت الممتلكات التي هجرها أصحابها -بما فيها البيوت والمؤسسات والمتاجر- إلى شركات حكومية، بالتوازي مع الضغط على السكان العرب ومنعهم من أي تغيير على مساكنهم.
خضعت يافا للتهويد بأشكال مختلفة، منها تغيير المعالم والأسماء والآثار العربية والإسلامية، واستبدالها بمعالم وأسماء عبرية، إضافة إلى تغيير طرازها المعماري من خلال هدم جزء كبير من المباني القديمة والقرى والأحياء المهجرة. وقد وضُع للسكان العرب منهاج دراسي لا يتطرق إلى تاريخ مدينتهم.