حديث الثورة

هل يجدد النفط صراع الفرقاء في ليبيا؟

ناقش برنامج “حديث الثورة” مدى تأثير إدارة الموارد النفطية في ليبيا على مواقف الأطراف المتصارعة فيها والقوى الدولية من مستقبل هذا البلد.

قال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا مصطفى صنع الله إنه تسلم مسؤولية الموانئ الرئيسية في منطقة الهلال النفطي من قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وإنه قرر رفع حالة القوة القاهرة واستئناف تصدير النفط على الفور.

حلقة (2016/9/15) من برنامج "حديث الثورة" ناقشت مدى تأثير إدارة الموارد النفطية في ليبيا على مواقف الأطراف المتصارعة فيها والقوى الدولية من مستقبل هذا البلد.

وفي هذا الصدد قال المحلل السياسي الليبي وليد ارتيمه إن مؤسسة النفط تحركت كمؤسسة تابعة للجهاز التنفيذي، وهو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، مشيرا إلى أنها إذا أشرفت على تصدير النفط فإن العائدات ستذهب للحكومة، أما إذا ذهبت العائدات لمؤسسات موازية فإن ذلك سيؤدي لتغذية الصراع في البلد.

ووصف ارتيمه الحديث عن احتلال قوات حفتر موانئ منطقة الهلال النفطي بالقوة بأنه "تمويه إعلامي وخديعة"، وقال إن ما حدث هو تحالفات قبلية سلمت بموجبها الموانئ.

وأكد أن حفتر لا يسيطر على الموانئ فعليا، ولا يستطيع تصدير قطرة نفط واحدة من دون موافقة حكومة الوفاق الوطني والمجتمع الدولي.

واتهم حفتر بأنه هو فقط من يتحرك خارج الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات، وهو من جعل نفسه خارج إطار الاتفاق بإصراره على تنفيذ انقلابه بدعم من مصر والإمارات.

دفاع
في المقابل دافع الكاتب الصحفي الليبي كامل المرعاش عن حفتر، وقال "إن ما قام به في منطقة الهلال النفطي هو لصالح الشعب الليبي، فقد حرر تلك الموانئ من سيطرة ما سماها مليشيات حرمت البلاد من 110 مليارات دولار من عائدات النفط في السنوات الثلاث الماضية".

ووصف حفتر بأنه "قائد الجيش الليبي الذي عينه البرلمان الشرعي في طبرق، وقد رقاه إلى رتبة مشير رئيس البرلمان الشرعي صالح عقيلة، وهذا من صلاحيات عقيلة وليس من صلاحيات قناة الجزيرة".

وأكد أن حفتر "واجه إقصاء من الأطراف الأخرى، في حين أنه لم يهاجم أحدا ولم يقص أحدا"، واعتبر أنه لا وجود لحكومة في ليبيا الآن، حيث إن "حكومة الوفاق الوطني لا تزال في انتظار منحها الثقة ونيل الشرعية من البرلمان في طبرق"، حسب قوله.

دور حفتر
أما وليام لورنس أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جورج واشنطن والمسؤول الدبلوماسي السابق في ليبيا، فقد أكد أن من الصعب أن يبيع حفتر النفط الليبي، لأن الغرب يدعم حكومة الوفاق الوطني.

وقال إن الاتفاق السياسي في الصخيرات به ثغرات خطيرة، أبرزها مصير حفتر، مشيرا إلى أن حفتر يعد منقذا في نظر بعض الليبيين بينما يعد مصدرا للمشاكل برأي آخرين، مؤكدا أن لدى حفتر خيار الدخول في اللعبة السياسية.

وأكد أن المجتمع الدولي يأمل في صفقة أو اتفاق بين الأطراف في ليبيا لا بد أن تشمل حفتر، الذي لم يثبت استعداده للدخول في المشهد السياسي وما إذا كان يريد أن يكون جزءا من الحل أو المشكلة. وكشف عن مفاوضات تجري حاليا حول دور لحفتر إذا كان مستعدا للتخلي عن قواته "والأمر في النهاية يعود لحفتر نفسه".