الهلال النفطي.. بؤرة الثروة الليبية الملتهبة

A general view of pipelines at the Zueitina oil terminal in Zueitina, west of Benghazi April 7, 2014. Libya's acting Prime Minister Abdullah al-Thinni said on July 3, 2014 the government had reached a deal with Ibrahim Jathran, a rebel leader controlling oil ports, to hand over the last two terminals of Ras Lanuf and Es Sider and end a blockade that crippled the OPEC nation's petroleum industry. Thinni said the ports had been reclaimed after an agreement with Jathran,
منطقة الهلال النفطي تحتوي على 80% من قطاع النفط الليبي المقدر حجمه بأكثر من 45 مليار برميل (رويترز)

"الهلال النفطي" حوض نفطي ليبي، يقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط ممتدا على طول 205 كلم من طبرق شرقا إلى السدرة غربا، ويعتبر أغنى مناطق البلاد بالنفط. سيطرت عليه بالكامل قوات "عملية الكرامة" التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر يوم 14 سبتمبر/أيلول 2016، مما أثار مخاوف دولية من اندلاع نزاع بين هذه القوات ونظيرتها الموالية لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج.

معطيات عامة
منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011، يعيش قطاع النفط في ليبيا تراجعا مستمرا، فقد انخفضت معدلات الإنتاج اليومي من نحو 1.6 مليون برميل يوميا بلغها عام 2012 إلى نحو 200 ألف برميل عام 2014، ثم ارتفع إلى 350 ألف برميل في الشهور الأولى من 2016.

وطبقا لإحصاءات منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، فإن ليبيا -وهي أغنى دول قارة أفريقيا نفطيا- كانت أقل البلدان الأعضاء في المنظمة إنتاجا في عام 2015. وتعتمد صناعة النفط الليبية -التي بدأ إنتاجها عام 1959- بدرجة كبيرة على تصدير الخام عبر البحر المتوسط.

وتحتوي منطقة الهلال النفطي -الواقعة بين مدينتيْ سرت وبنغازي– على نسبة 80% من قطاع الطاقة الليبي المقدر حجمه بأكثر من 45 مليار برميل نفط، و52 تريليون قدم مكعب من الغاز. ومن أكبر حقول النفط فيها "السرير" و"مسلة" و"النافورة" التي تنتج مجتمعة نحو 60% من إنتاج البلاد النفطي، كما تقع فيها أكبر مجمعات تكريره وموانئ تصديره إلى العالم.

وقد أغلِق ميناءا راس لانوف والسدرة في يناير/كانون الثاني 2016، بعد أن اشتعلت النيران في خزاناتهما جراء هجمات تنظيم الدولة الإسلامية (فرع ليبيا) الساعية للسيطرة على المنطقة النفطية، ولحقت أضرار كبيرة بنسبة 48% من خزانات الوقود فيهما.

لكن الميناءين فُتحا مجددا يوم 29 يوليو/تموز 2016 لاستئناف تصدير النفط، بعد التوصل لاتفاق بين حرس المنشآت النفطية وحكومة الوفاق الوطني. وأغلق الحرس عدة مرات منذ يوليو/تموز 2013 موانئ الهلال النفطي أمام التصدير، للمطالبة بمستحقات مالية لأفراده.

أبرز الموانئ
1- ميناء السدرة: استكمِل بناء مرافقه عام 1962، ويبعد 180 كلم شرق سرت، ويعد أكبر ميناء لتصدير النفط في ليبيا، إذ تزيد طاقته الإنتاجية على 400 ألف برميل يوميا، ويضم 19 خزانا بسعة نحو 6.2 ملايين برميل.

2- ميناء راس لانوف: استكمل بناء مرافقه عام 1964. يبعد 23 كلم من ميناء السدرة، ويأتي في المرتبة الثانية من حيث حجم التصدير، إذ تبلغ طاقته الإنتاجية 220 ألف برميل يوميا، وبه 13 صهريجا لتخزين النفط تبلغ سعتها 6.5 ملايين برميل.

3- ميناء الزويتينة: افتتح هذا الميناء عام 1968، ويقع في مدينة أجدابيا على مسافة 180 كلم غرب بنغازي، وتبلغ طاقته الإنتاجية مئة ألف برميل يوميا، وتقدر سعة صهاريج التخزين فيه بـ6.5 ملايين برميل، لكن عمليات تكرير النفط متوقفة فيه.

4- ميناء البريقة: أنشئ عام 1961 فكان أول ميناء لتصدير النفط الليبي، وهو الآن ليس ميناء تصدير لكنه قريب من مصفاة تكرير تتبع لـ"شركة سرت للتنقيب عن النفط والغاز" التي أنشئت عام 1965 وتبلغ طاقتها التكريرية 120 ألف برميل يوميا.

5- ميناء الحريقة: أنشئ عام 1964 في مدينة طبرق، وتبلغ قدرته الإنتاجية نحو 110 آلاف برميل يوميا، ومن خلاله تتم التغطية المالية لـ"عملية الكرامة" العسكرية بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، لكن كميات التصدير منه ليست كبيرة بسبب مغادرة الشركات الأجنبية.

وإضافة إلى هذه الموانئ الرئيسية الواقعة في منطقة الهلال النفطي؛ هناك حقول نفطية أخرى تسيطر عليها قوات حفتر منذ سنوات، تنتج ثلث إنتاج البلاد من النفط ويقع معظمها جنوب شرقي البلاد، وهي تابعة لشركة الخليج العربي وهي من الشركات الداعمة لـ"عملية الكرامة".

وهناك حقول نفطية متوقفة يوجد معظمها جنوبي البلاد، وتقع تحت سيطرة كتائب الزنتان الموالية لحفتر والتي تتحكم في إنتاج النفط ووصوله إلى العاصمة طرابلس.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية