حديث الثورة

أي أفق للتسوية بعد رفض هادي الخطة الأممية؟

ناقش برنامج “حديث الثورة” آفاق تسوية الأزمة اليمنية بعد رفض الرئيس عبد ربه منصور هادي تسلم خطة السلام التي طرحها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد.

ولفت هادي إلى التعاطي الإيجابي الذي أبداه وفد الحكومة الشرعية مع الرؤى المقدمة من المبعوث الأممي أثناء الجولات السابقة، وأكد أن خطة ولد الشيخ لا تحمل إلا بذور حرب إن تم قبولها والتعاطي معها، وذلك لأنها "تكافئ الانقلابيين وتعاقب الشعب اليمني وشرعيته التي ثارت في وجه الكهنوت والانقلابيين".

وتمهد خطة المبعوث الأممي لاستئناف المشاورات بين الأطراف اليمنية على أساس المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن للتوصل إلى اتفاق يتضمن ترتيبات أمنية وسياسية.

ومن أبرز هذه الترتيبات التوافق على شخصية تشغل منصب نائب الرئيس اليمني بدلا من علي محسن الأحمر، والإعلان عن تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال ثلاثين يوما من توقيع الاتفاق.

وتتضمن الترتيبات انسحاب مليشيا الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من العاصمة اليمنية، وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة بما فيها راجمات الصواريخ الباليستية إلى طرف ثالث.

وبعد اكتمال الانسحاب من المحافظات اليمنية، ينقل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي كافة صلاحياته إلى نائب الرئيس. وتلتزم حكومة الوحدة الجديدة بسياسة احترام حدودها الدولية، وتمنع استخدام الأراضي اليمنية لتصدير الأسلحة القادمة من أطراف ثالثة بهدف تهديد المياه الدولية أو أمن جيران اليمن.

وصفة مدمرة
حلقة ( 2016/10/29) من برنامج "حديث الثورة" ناقشت آفاق تسوية الأزمة اليمنية بعد رفض الرئيس هادي تسلم خطة السلام التي طرحها المبعوث الأممي، حيث وصف الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي الخطة الأممية بأنها وصفة مدمرة لليمن، مستغربا كيفية تقديم تلك الخطة من قبل ولد الشيخ.

وتساءل إذا كان الحوثيون هم من يقرر من يحكم البلاد فكيف يمكن أن يسلموا أسلحتهم؟ معتبرا أن الخطة ستؤدي إلى الاستحواذ على السلطة من قبل مليشيا الحوثي وصالح وقوى الحراك الجنوبي وربما تظهر مليشيات أخرى في أنحاء اليمن. 

من جهته اعتبر الكاتب والباحث السياسي اليمني محمد جميح أن الخطة الأممية تعاقب الحكومة الشرعية وتكافئ الانقلابيين، واصفا إياها بالنسخة المعاكسة للمبادرة الخليجية ومن شأنها إعادة الحكم إلى الدولة العميقة.

ورأى أنه لا توجد ضمانات حقيقية لتنفيذ الخطة على الأرض، متسائلا من يضمن إذا استقال الرئيس هادي ونائبه تسليم الحوثيين أسلحتهم وسحب مليشياتهم من صنعاء وعدم انزلاق اليمن لحرب مليشيات تؤسس لحرب جديدة؟ ومؤكدا على ضرورة وجود ضمانات دولية.

مسرحية طويلة
بدوره قال السفير آدم إيرلي المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الأميركية ومدير الدبلوماسية السابق في منطقة الخليج العربي، إن طلب الخطة من الرئيس هادي التخلي عن منصبه إجراء لن يقبل به رغم أن يده ضعيفة في اللعبة، مشيرا إلى أن الحوثيين وداعمتهم إيران والقبائل هم من يسيطرون على الأرض.

ورأى أنه لا بد من إعطاء الحوثيين حوافز للدخول في المفاوضات، واصفا ما يجري في اليمن بأنها مسرحية ستطول خاصة في ظل وجود الحوثيين في السلطة وأنه لا بد من أن تقدم جميع الأطراف المتنازعة تنازلات لإحلال السلام.

في المقابل قال عبد الكريم المدي الكاتب والمحلل السياسي وعضو حزب المؤتمر الشعبي العام جناح صالح، إن هادي لم يرفض الخطة الأممية وإنما من رفضها هي السعودية التي تمسك الورقة اليمنية.

وقال إن ما سماه المجلس السياسي الأعلى الذي يمثل الوطن لم يرفض الخطة وإنما هي في طور الدراسة حاليا، معتبرا أن رفض الرئيس هادي للخطة يؤكد أنه يتشبث بمنصبه ولا يريد الاستقالة  ولا يريد حلا للحرب في اليمن.