حديث الثورة

الشلل السياسي العراقي وانعكاسه على المسار العسكري

ناقش برنامج “حديث الثورة” الأفق السياسي المسدود في العراق مع مقاطعة قوى سياسية رئيسية البرلمان ومجلس الوزراء، وانعكاس ذلك على مستقبل البلاد والجهود العسكرية في المعركة ضد تنظيم الدولة.

في ظل مقاطعة قوى بارزة مجلسي الوزراء والنواب، بات العراق يعاني من حالة شلل وتعطيل، وفق وصف الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في بغداد يان كوبيش.

ولا تبدو الحال في نظر الكاتب والمحلل السياسي حازم الشمري إلا كرة ثلج تدحرجت منذ 13 عاما، أي منذ العراق الجديد الذي أسسه الاحتلال الأميركي.

ويضيف لحلقة (8/5/2016) من "حديث الثورة" أن الأطر الإصلاحية منذ 2003 كانت غالبا ترقيعية تسويفية وتفتقر للجدية، مع خطابات استهلاكية لمكاسب انتخابية أو خدمة قوى سياسية.

للمحاصصة مكتسباتها
ولفت إلى أنه من الصعوبة بمكان مغادرة الفرز والمحاصصة الإثنية والطائفية بسبب المكتسبات التي "لا يمكن التنازل عنها".

وخلص إلى أن التيار المدني والتيار الصدري رفعا الحصانة عن هذه المحاصصة، وعن غياب مشروع دولة لصالح مشاريع طائفية وإثنية، بل إن بعض القوى توظف الأزمة لتحقيق مكاسب فئوية.

ومن عمان، قال الكاتب والمحلل السياسي وليد الزبيدي إن في العراق مشروعين: الأول أميركي خلاصته توحيد الجميع لمحارب تنظيم الدولة، والثاني إيراني للسيطرة على كل مفاصل الدولة.

أكبر سرقة
وفي رأيه، فإن كل ما يهم القوى السياسية في بغداد -سواء التي تمثل الشيعة أو السنة- هو السرقة؛ إذ يتعرض العراق لأكبر عملية سرقة في التاريخ.

أما الحديث عن كتلة عابرة للمكونات الطائفية، فقال إن هذا يجري فقط لامتصاص نقمة الشارع، وإن من يريد تجاوز المحاصصة -التي جرّت العراق إلى الخراب- فإن عليه الانسحاب من العملية السياسية كلها.

وهي من وجهة نظر الزبيدي ذات الطبخة ولكن بقدر آخر، إذ الكل يشتم الطائفية ولكنه طائفيا يتمسك بحصته، بينما من يريد تخليص العراق فعليه إلغاء الدستور وتشكيل حكومة مؤقتة مستقلة بعيدا عن الوجوه التي عبثت بالبلاد.

في جبهة القتال
هذا من الجانب السياسي، أما في حرب استعادة الأرض من تنظيم الدولة الإسلامية فإن الخبير الأمني والإستراتيجي عبد الكريم خلف فقال من بغداد إن إنجازات كثيرة تحققت في حوض الفرات وفي محيط الفلوجة، بما جعل التنظيم يفقد توازنه ويلجأ إلى المفخخات.

وفي رأيه، فإن التنظيم تعرض لضربات مهمة بمشاركة استخبارية قوية، وأزيحت قدرته على الهجوم، أما المفخخات الانتحارية فلو بلغت ألف مفخخة فإنها لا تحدث قلبا لموازين القوى.

ومن إسطنبول اختلف الخبير العسكري والإستراتيجي العراقي حاتم كريم الفلاحي مع ما ذكره عبد الكريم خلف، حيث قال إن القوات تعرضت على الأرض لخسائر واضحة، فلجأت إلى القصف المناطقي بدل النقطوي، وهذا القصف أدى -حسب المتحدث- إلى تسوية أغلبية مدينة  الرمادي بالأرض.

قتل مهنية الجيش
أما الشلل السياسي في بغداد فهو منعكس لا محالة على الوضع العسكري؛ حيث يرى الفلاحي أن أول ما فعلته المحاصصة السياسية أنها قضت على المهنية في الجيش العراقي.

وعليه، وبما أن الحديث يكثر حول الموصل ومعركتها فقال إن كل الحروب لا بد لها من حاضنة توافق سياسي وقدرات مادية ومعنوية، والحال أنه لا يوجد في الموصل حشد واحد، وإنما حشود للطوائف، بل حتى حشد للمحافظين السابق والحالي.