حديث الثورة

ما حدود الدور التركي في سوريا والعراق؟

ناقش برنامج “حديث الثورة” أبعاد الدور التركي في العراق وسوريا ومواقف الدول الإقليمية منه، وكيف ترى أميركا حدود دور هذا الحليف؟ وما إمكانية أن تحد من تناقضاته مع حلفاء آخرين؟

صوت البرلمان التركي على تمديد تفويض الجيش للتدخل في العراق وسوريا عاماً آخر، مما فرض تساؤلات حول أبعاد الدور التركي في البلدين، وما مواقف الدول الإقليمية منه؟ وكيف ترى الولايات المتحدةحدود دور هذا الحليف، وإمكانية الحد من تناقضاته مع مصالح حلفاء آخرين؟

معركة استعادة الموصل تقترب، وهنا أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن قوات بلاده سيكون لها دور فيها، وأنه لا يمكن لأي جهة منع ذلك.

وحول تصريح أردوغان قال النائب السابق في البرلمان التركي رسول طوسون إن ذلك التهديد الوجودي يمثله تنظيما الدولة الإسلامية وحزب الاتحاد الديمقراطي-الجناح العسكري لحزب العمال في سوريا.

وأضاف أن التنظيمين إرهابيان وتضطلع تركيا بدورها لتطهير المنطقة منهما، مذكرا بأن الحدود مع سوريا تزيد على 900 كلم، ومع العراق قرابة 300 كلم، وأن تركيا ليس لديها أي أطماع في شبر واحد من العراق وسوريا.

يذكر أن القوات التركية موجودة في بعشيقة قرب الموصل، وتدرب مقاتلي الحشد العشائري وقوات البشمركة، وأكد طوسون أن تعدادها لا يتجاوز المئتين.

أما رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري متحدثا من بغداد، فقال إن القلق من وجود القوات التركية هو أنها تشكل مصدّا أمام انطلاق عملية تحرير الموصل، مبينا أن غالبية العراقيين لا يريدون الوجود التركي، ما عدا فصيلا واحدا لا يمثل ثقلا وتربطه مصالح معها.

لكن إبراهيم فريحات الأستاذ بمركز إدارة النزاعات في معهد الدوحة وجامعة جورج تاون الأميركية له زاوية نظر مغايرة، فمن جانب تبدو المخاوف العراقية محقة مبدئيا، إذ إن الروابط بين تركيا والموصل تمتد إلى العام 1918، إلى أن حسمت "عصبة الأمم" أمر المدينة لصالح العراق.

غير أن المخاوف العراقية في رأيه انتقائية، فالوجود التركي ليس الوحيد، فهناك الوجود الإيراني الذي يثير مخاوف حول مطامعه، كما أن هناك احتلالا أميركيا.

ومضى يقول إن تركيا فرضت وجودها في شمال سوريا، وهو الأمر الذي لم ترض عنه أميركا، وهي الآن يمكنها أن تفرض معادلة في شمال العراق، رغم أن ذلك أصعب من سوريا.

وإذ يثير الغرابة اجتماع كل هذه القوى الدولية والإقليمية لمحاربة تنظيم الدولة، قال فريحات إن التنظيم لا يملك القوة الذاتية للصمود في الموصل أو الرقة بضعة أيام، لكن ما منحه القوة هو غياب التوافق الإقليمي الدولي على ما بعد التخلص منه.

أما طوسون فانتقد دعم الولايات المتحدة خلال العامين الماضيين لحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا، معتبرا أن هذا لا يليق بدولة تزعم أنها تحارب الإرهاب بينما تدعم تنظيما إرهابيا، وفق قوله.

من جانبه قال كولن كلارك الخبير العسكري والإستراتيجي الأميركي ورئيس تحرير موقع "بريكن ديفينس"، إن أميركا ستواصل دعم الأكراد ما داموا لا يشكلون خطرا على السلام الإقليمي ووحدة الأراضي التركية، وما داموا فعالين في محاربة تنظيم الدولة.

وفي المقابل لاحظ كلارك أن تركيا تتعامل بدقة مع الأكراد حتى لا تزيد غضبهم وتطلق عش الدبابير، إذ إنها حاولت أن تقضي على الأكراد سابقا ولم تنجح.

وفي رأيه أن إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة أميركيا أكثر أهمية مما تراه تركيا. هذا الأمر علق عليه فريحات بالقول إن الإدارة الأميركية ترى بمنظار أناني وتريد جمع كل المتناقضات في حربها ضد تنظيم الدولة والقاعدة والنصرة فقط لكي تحصل على نصر انتخابي يدعم هيلاري كلينتون.