البشمركة

Peshmerga/ البشمركة - الموسوعة

جماعات مسلحة كردية يعني اسمها "الفدائيين"، تأسست بالعراق أوائل القرن العشرين. شنت حروب عصابات ضد حكومات بغداد المركزية المتعاقبة. ساندت القوات الأميركية والبريطانية خلال غزوها للعراق، وأصبحت نواة لجيش إقليم كردستان العراق.

النشأة والتأسيس
تأسست البيشمركة بداية عشرينيات القرن العشرين، كمجموعات مقاتلة. وقدد شاع استخدام اسم البيشمركة بعد أن أطلقه السياسي والمثقف الكردي العراقي إبراهيم أحمد على الجناح العسكري للحزب الديمقراطي الكردي الذي شارك في تأسيسه.

التوجه الأيديولوجي
ترتبط التوجهات الفكرية والأيدولوجية للبيشمركة بالأحزاب والحركات التي تنتمي إليها، وتتراوح الأطر الفكرية لهذه الجماعات الكردية بين القومية واليسارية والإسلامية، وتمثل إقامة دولة مستقلة للأكراد الخيط الناظم بين كل هذه الأطر الأيدولوجية.

المسار السياسي
في خريف 1961 بدأت المواجهات بين البيشمركة والحكومة العراقية بإعلان زعيم الحزب الديمقراطي الكردي الملا مصطفي البرزاني تمرده على بغداد.

وفي مارس/آذار 1970 جرى الإعلان عن انتهاء المواجهات بين العراق ومقاتلي البيشمركة، بتوقيع البارزاني ونائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي صدام حسين على اتفاقية سمحت للأكراد بمنطقة حكم ذاتي بثلاث محافظات شمال العراق هي السليمانية وأربيل ودهوك، والمشاركة في الحكومة العراقية.

ودخل اتفاق صدام والبرزاني حيز التطبيق عام 1975 بعد استسلام الأكراد للحكومة العراقية نتيجة تخلي شاه إيران محمد رضا بهلوي عنهم، وتوقيعه لاتفاقية الجزائر مع صدام حسين، وأفرز هذا الواقع تأسيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني لبيشمركة جديدة بقيادته.

ودعمت البيشمركة إيران خلال حربها مع العراق بين عامي 1980 و1988، وأسهمت هذه المساندة في تمكين الجيش الإيراني من السيطرة على أراضي المناطق الكردية بعد فرض منطقة الحظر الجوي عقب حرب الخليج الثانية عام 1991.

شهد عقد تسعينيات القرن العشرين مواجهات دموية بين بيشمركة الحزب الديمقراطي الكردي ونظيرتها التابعة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وأنهت اتفاقية واشنطن عام 1998هذه المواجهات بمصالحة زعيمي الحزبين مسعود البارزاني وجلال الطالباني. وبعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 خاض مقاتلو البيشمركة مع قوات خاصة أميركية معارك ضد جماعة أنصار الإسلام في شمالي العراق.

ساندت البيشمركة قوات الغزو الأميركي البريطاني للعراق في مارس/آذار 2003، وتولت بعد سقوط الرئيس العراقي صدام حسين مسؤولية الأمن الكاملة بالمناطق الكردية، وشاركت الجيش الأميركي بمعظم عملياته داخل العراق، وأعلنت في أغسطس/آب 2003 اعتقال طه ياسين رمضان نائب صدام حسين.

تحولت قوات البيشمركة لنواة جيش إقليم كردستان بعد تأسيسه عام 2005، وسمح لها دستور الإقليم الجديد بالقيام بعمليات في الأراضي العراقية، في حين مُنع وجود أي جندي عراقي بأراضي الإقليم الكردي إلا بإذن من حكومته.

يتراوح عدد البيشمركة -وفق تقديرات مختلفة- بين أقل من 150 ألف جندي و300 ألف جندي.

أمّنت قوات البيشمركة -في يونيو/حزيران 2014- أراضي كركوك وشمال الموصل في مواجهة زحف تنظيم الدولة الإسلامية بعد انهيار القوات العراقية هناك.

وفي أغسطس/آب 2014، دعم مستشارون عسكريون أمريكيين قوات البيشمركه والجيش العراقي لإنقاذ آلاف الإيزيدين الفارين من تنظيم الدولة الإسلامية، قبل بدء هجمات جوية وبرية ضد التنظيم.

وفي 15 ديسمبر/كانون الأول 2014، صرح مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق، أنه لولا جهود قوات البيشمركة لسقطت كركوك بيد تنظيم الدولة.

تمكنت تلك القوات في 20 ديسمبر/كانون الأول 2014 من تحرير مدينة سنجار غربي الموصل، وفرضت سيطرتها على المناطق الحدودية مع سوريا.

وفي 4 فبراير/شباط 2015، أعلن الأمين العام لوزارة البيشمركة جبار الياور -في مؤتمر صحافي بمدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان- أن "الحصيلة النهائية لضحايا البيشمركة في المعارك مع تنظيم الدولة قد بلغت 999 شهيدا سقطوا منذ العاشر من يونيو/حزيران 2014 إضافة إلى إصابة 4596 مقاتلا آخر بجروح مختلفة".

المصدر : الجزيرة