شاهد على العصر

مهاتير محمد: لم يغتن أي من أقاربي خلال حكمي ولهذه الأسباب حاربني ابن شقيقتي

تحدث مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي السابق وصانع نهضة ماليزيا الحديثة بالحلقة الخامسة من شهادته على العصر، عن أهم السياسات التي انتهجها لبناء ماليزيا كما تحدث عن موقفه من الفساد.

أكد رئيس الوزراء الماليزي السابق وصانع نهضة ماليزيا الحديثة، مهاتير محمد، أن لا أحد من أقاربه أصبح ثريا خلال ترؤسه للحكومة منذ عام 1981 وحتى 2003، بل إن معظمهم ما زال فقيرا حتى اليوم، وبعضهم لم يصبح ثريا إلا بعد مغادرته السلطة.

وأكد السياسي المخضرم في الحلقة الخامسة من شهادته على العصر بتاريخ (2020/5/3) أن ابن شقيقته أراد أن يكون وسيطا بين ماليزيا وروسيا في صفقة طائرات دفاع روسية، ورغم أنه كان مقربا من مهاتير محمد بحكم صلة القربى، فإن الأخير رفض طلب ابن شقيقته بإتاحة الفرصة له للعب دور الوسيط في هذه الصفقة.

حيث كان رأي مهاتير محمد أنه لا بد من دراسة حاجة ماليزيا لهذه الطائرة أولا، وعندما تبين أن الطائرة الروسية ما زالت غير مكتملة رفض رئيس الوزراء الماليزي الدخول بالصفقة، وهو الأمر الذي أغضب ابن شقيقته كثيرا، حيث كان يطمح لتحقيق أرباحا وفيرة من الصفقة، ودفعه غضبه لتأليف كتاب هاجم فيه مهاتير محمد وناصبه فيه العداء.

وأكد أنه شخصيا عرض عليه الكثير من الصفقات التي كان يمكن له من خلالها أن يحقق ثروة هائلة، ولكن موقفه كان دائما حاسما برفض أي صفقة أو مشروع بها شبهة فساد، أو استغلال لمنصبه على حساب مصالح الدولة، منوها إلى أنه سعى بكل جهد لتحصين أولاده ضد الفساد، حيث منعهم من العمل في أي مجال به تقاطع مصالح مع الحكومة، كما منعهم من الانضمام للحزب الذي ينتمي إليه، مشيرا إلى أن البعض حاول أن يورطه شخصيا بالفساد من خلال الإيقاع بأبنائه.

ولا ينفي مهاتير محمد وجود فساد بشكل تام في حقبته، لكنه كان محدودا، ولم تكن الحكومة وكبار المسؤولين متورطين بعمليات فساد، مشيرا إلى أن الكثير مما أشيع عن وجود فساد بحقبته، كان مجرد إشاعات لا يوجد عليها أي دليل.

أخلاق اليابانيين
وعن السبب الذي دفعه للتفكير في الذهاب شرقا لنقل حضارة اليابانيين والاستفادة من خبراتهم لبناء ماليزيا الحديثة، بدلا من التوجه غربا حيث الحضارة الأوروبية، قال مهاتير محمد إنه زار كل من أوروبا وكوريا الجنوبية واليابان، حيث أعجب كثيرا بأخلاق اليابانيين وولائهم للعمل، واستعدادهم لبذل الكثير من الجهد والوقت في سبيل إتمام عملهم على أكمل وجه، دون أن يطالبوا بزيادة الأجور أو تقليص ساعات العمل.

وهو الأمر الذي لم يجده مهاتير محمد في أوروبا، حيث العمال والموظفون يسعون دائما للحصول على المكاسب، ولا يظهر ولاؤهم للعمل ولمؤسساتهم بالشكل الذي هو عليه في اليابان أو كوريا الجنوبية.

وأوضح رئيس الوزراء السابق أنه لمس فرقا كبيرا بين أداء ومهارة الطلبة الذين أرسلوا للدراسة في اليابان وكوريا الجنوبية، وأولئك الذين أرسلوا إلى أوروبا، فالفريق الأول عاد بقيم رائعة ومهارة عالية جدا، مقارنة بالفريق الذي تدرب ودرس في أوروبا.