شاهد على العصر

مهاتير محمد: لهذه الأسباب ليس من السهل حكم ماليزيا

قال رئيس الوزراء الماليزي السابق وباني نهضتها الحديثة مهاتير محمد إن التنوع العرقي في ماليزيا والاختلاف الكبير في ثقافة مكونات الشعب الماليزي يجعلان من ماليزيا بلدا صعبا للحكم.

وأوضح مهاتير محمد أن الصينيين هم أكثر أعراق المالييزيين نشاطا واجتهادا، وأوضاعهم الاقتصادية أفضل من أوضاع سكان البلاد الأصليين الذين يتميزون بالخمول ويميلون للراحة، وكذلك أفضل من أوصاع الماليزيين من أصول هندية.

وأشار السياسي المخضرم في حديثه في الحلقة السادسة عشرة من شهادته على العصر، إلى أن الفوارق الاقتصادية بين الأعراق الثلاثة، وميل كل عرق للانطواء على نفسه، يجعلان حكم ماليزيا أمرا صعبا وليس سهلا.

ومع ذلك فإن مهاتير محمد شخصيا استطاع أن يكسب ثقة الملاويين الذين عمل بجد واجتهاد لتحسين أحوالهم الاقتصادية، كما استطاع أن يكسب ثقة الصينيين بفعل قراراته التي اتخذها لدعم الاستثمار بالبلاد ودعم القطاعات التجارية والصناعية، وهو الأمر الذي أدى لوقوف الملاويين والصينيين إلى جانبه في كل الانتخابات التي خاضها وتحديدا في انتخابات عام 2018، التي خاضها بالتحالف مع المعارضة للإطاحة بنجيب رزاق.

ومع أن نجيب رزاق سعى بشتى الطرق لمنع نجاح مهاتير محمد وحلفائه من المعارضة والملاويين، فإن مساعيه جميعا ذهبت أدراج الرياج، حيث تمكن مهاتير محمد، وكان عمره 92 عاما، من أن يفوز وحلفاؤه بغالبية كاسحة من مقاعد البرلمان، الأمر الذي مكنهم من تولي الحكم بكل سهولة، دون أن يكون أمام نجيب أي فرصة للمراوغة.

وأشار مهاتير إلى أنه اعتمد في حملته الانتخابية على كشف حجم الفساد والسرقة للمال العام اللذين ارتكبهما نجيب رزاق خلال توليه الحكم، وسلط الضوء على فضيحة الصندوق السيادي الذي أنشأه رزاق واستغله للاقتراض فوق الحدود المسموح بها وفقا للقانون الماليزي، الأمر الذي تسبب في تحميل ماليزيا ديونا ضخمة بلغت تريليون رنغت.

ولم ينكر مهاتير محمد ندمه على دعم نجيب رزاق ليكون خليفته في رئاسة الحكومة، وقال إنه خدع به وظن أنه كان سيكون حسن السيرة كما كان والده عندما ترأس حكومة ماليزيا، لكن تبين لاحقا أنه لا يشبه أباه في شيء.