شاهد على العصر

مهاتير: ندمت على اختياري بدوي وتفاجأت بحجم فساد نجيب

قال مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي وباني نهضتها الحديثة إنه ندم على اختياره عبد الله بدوي ليخلفه بمنصبي رئيس الوزراء ورئيس الحزب الحاكم “أمنو”.

وأوضح السياسي المخضرم، في الحلقة 15 من شهادته على العصر، أنه لم يكن أمامه عند تقديم استقالته من الحكومة أي مجال سوى اختيار عبد الله بدوري لخلافته، لأنه كان أكبر نواب رئيس الحكومة سنا.

لكن بدوي ومنذ توليه منصب رئيس الحكومة لم يلتزم بأي من النصائح أو التوصيات التي قدمها له مهاتير، ولم ينفذ المشاريع التي كان من شأنها أن توفر على الحكومة الكثير من الأموال وتسهل حياة المواطنين، مثل خط مشاريع للسكك الحديدية بطول 800 كلم وبقيمة 14 مليار رينغت كانت الحكومة قد أقرت صرفها على مدى ست سنوات.

غير أنه رفض استكمال المشروع بحجة عدم توفر النقد اللازم، ثم فاجأ الجميع بموافقته على مشروع للسكك الحديدية يبلغ طوله نحو 200 كلم تقريبا وبتكلفة تزيد على 12 مليار رينغت.

كما انتقد مهاتير قيام بدوي بجعل ماليزيا دولة بوليسية، حيث فرض قيودا على حركته شخصيا، وحذر الناس من الاقتراب منه، بل إنه دفع الشرطة للتحقيق معه بشأن أحد الخطابات التي ألقاها، هذا عدا عن فرضه قيودا شديدة على الصحافة.

ومع ذلك واصل مهاتير طريقه وانتقاد بدوي، وكشف الكثير من شبهات الفساد التي تحيط به وبعائلته، وطالبه بالاستقالة أكثر من مرة.

أما فيما يتعلق بنجيب عبد الرزاق (خليفة بدوي) فلم ينكر مهاتير أنه دعمه بالبداية وسانده، ووقف إلى جانبه حتى أصيب بالصدمة من حجم الفساد الذي يرتكبه والذي تحدثت عنه وسائل إعلام عالمية.

وقال مهاتير إنه كان يظن أن نجيب سيسلك سلوك والده الذي ترأس ذات يوم الحكومة، وكان محبوبا من الشعب ومخلصا للبلاد، لكن الاجبن لم يكن يشبه أباه.

وفيما يتعلق بـ 763 مليار دولار التي وجدت في حساب نجيب وزعم أنها كانت هدية من أحد الأثرياء العرب، وعلق النائب العام بعد افتضاح الأمر بالصحف العالمية بأنه ثبت للقضاء أن المبلغ هدية من ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز، رفض مهاتير تصديق هذا الأمر، وأكد أن نجيب كان يسيطر على النيابة العامة والقضاء والشرطة.

ورجح مهاتير صحة ما كشفته أجهزة أميركية بأن المبلغ أودع بحساب نجيب من قبل شركة ترتبط به بشبهات فساد، وتساءل: هل يوجد شخص يهدي آخر هذا المبلغ الضخم، وكيف تم نقله وتحويله؟

يُذكر أن "بي بي سي" (BBC) كانت قد نقلت -عن مصدر بالعائلة المالكة السعودية- أن الملك عبد الله قدم هذا المبلغ لنجيب من أجل مقاومة الإخوان المسلمين في ماليزيا.