شاهد على العصر/أمين الجميل – الجزء الثامن/ صورة عامة
شاهد على العصر

لبنان الماضي والحاضر كما يراه أمين الجميل ج9

تواصل الحلقة الاستماع إلى شهادة الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل، متناولا أحداث صبرا وشاتيلا ودور القوات اللبنانية فيها، ومحاكمة قاتل بشير الجميل.

– أحداث صبرا وشاتيلا ودور القوات اللبنانية فيها
– التحقيقات حول صبرا وشاتيلا ومحاكمة قاتل بشير الجميل

– الترشيح للرئاسة وأسباب الإجماع العربي والدولي

– الوضع في لبنان والقصر الرئاسي وقت تسلم الرئاسة

أحمد منصور
أحمد منصور
أمين الجميل
أمين الجميل

أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج شاهد على العصر حيث نواصل الاستماع إلى شهادة الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل. سيادة الرئيس مرحبا بك.


أمين الجميل: أهلا وسهلا.

أحداث صبرا وشاتيلا ودور القوات اللبنانية فيها


أحمد منصور: توقفنا في الحلقة الماضية عند الـ 16 من أيلول/ سبتمبر عام 1982 في هذا اليوم تم القبض على حبيب الشرتوني قاتل شقيقك بشير وفي نفس هذا اليوم وقعت مذبحة صبرا وشاتيلا. صبرا وشاتيلا كما تقول كل المصادر شارك فيها أكان من قبل القوات اللبنانية أو الكتائب كان إيلي حبيقة ومعه كثير من الكتائبيين وكان هناك إسرائيليون يرتبون للموضوع ولكنك تقول إن هناك أسبابا حقيقية حول هذا الموضوع، ما هي حقيقة ما حدث في صبرا وشاتيلا؟


أمين الجميل: منذ بداية التحضير للاجتياح الإسرائيلي للبنان كان في دائما إصرار من قبل القوات الإسرائيلية من أجل إقحام القوات اللبنانية أو قوات من لبنان بهذه العملية العسكرية في لبنان.


أحمد منصور: طبعا هذا كان يتم في الاجتماعات التي كانت تتم بين بشير وبين الإسرائيليين.


أمين الجميل: نعم وكان في دائما إصرار وكان نحكي مع بشير بهذا الموضوع وكان بشير مدركا تماما خطورة إقحام عناصر من لبنان مع الجيش الإسرائيلي لأنه بنعرف تماما شو انعكاساتها على الساحة اللبنانية أن يقتل لبناني لبناني آخر بجانب الجيش الإسرائيلي، وكانت دائما يعني هيدي كانت بإصرار وكل اللي رافقوا بشير في ذلك الوقت على اطلاع وكان حاول البعض منهم أن يقنع بشير للمشاركة يعني للقبول بالطلب الإسرائيلي لأن هذا يعزز..


أحمد منصور (مقاطعا): المشاركة مع الإسرائيليين.


أمين الجميل: يعزز الموقع اللبناني لما يحين وقت المفاوضات، فبدك تفاوض بدك تكون شريك بالعمليات العسكرية، ما كنت شريك بالعمليات العسكرية ما فيك غدا تطلب تقعد على طاولة المفاوضات لما بيكون في حل سياسي، فكان الوضع يعني بالنسبة لبشير كان هذا موضوع محسوم لحد صبرا وشاتيلا، لما حصلت أحداث صبرا وشاتيلا، لما استشهد بشير صار في ضياع..


أحمد منصور (مقاطعا): يوم 14.


أمين الجميل: 14 سبتمبر.


أحمد منصور: قتل بشير و 16 كانت صبرا وشاتيلا أو 15 ليلا.


أمين الجميل: 15 ليلا يعني بعد ساعات يعني، كان ساعتها الموساد استفاد من هالضياع في القيادة وعقدوا اجتماعا مع عناصر في القوات اللبنانية.


أحمد منصور: قل لنا من؟ معلش صار تاريخ. إيلي حبيقة ومن؟


أمين الجميل: كان في إيلي حبيقة اللي هو أساسي بينهم وهو كان مسؤولا عن جهاز المخابرات وكان عندنا نحن نقطة استفهام أنه كان المفروض إيلي حبيقة يكون بجانب بشير لما صار الاغتيال.


أحمد منصور: يعني ها أنت الآن تشير إلى إمكانية وجود اختراق، كان إيلي حبيقة كان طرفا رئيسيا فيه للقوات اللبنانية؟


أمين الجميل: يعني قبل ما نتحقق ما بأريد أنا أن أرمي التهم جزافا يعني، إنما هذا الواقع، عم نحكي وقائع، بس اللي أنا بأؤكده أنه لما حصل الضياع في صفوف القوات استفادت الموساد بتجنيد العناصر اللي هي عندها علاقة مميزة معها واختارتهم بالعدد وبطلب بإشراف مباشر من شارون ترتب لموضوع صبرا وشاتيلا، فكانت عملية إسرائيلية 100%، مش 100% إلى حد بعيد، بمشاركة بعض العناصر اللبنانيين، هذا اللي حصل والدليل على ذلك أن تقرير كاهان جرم مباشرة الموساد وشارون ومجموعة من القوات الإسرائيلية اللي هي أشرفت وسهلت وفتحت الطريق وسلحت وضبطت حتى بأقول لك أكثر من هيك، بالمحاضر اللي اطلعنا عليها بعد الأحداث تبين أن اجتماع أحد جماعة الموساد اسمه ماندي على ما أذكر اسمه الحركي بيلتقي مع بعض القيادات اللي كانت الموساد عندها علاقة مميزة معهم بالطرف اللبناني وحدد لهم خارطة الطريق أنه بتفوتوا لجوه بتضبطوا اللي فيكم تضبطوه ولما بتطلعوا بتسلمونا كل هالمضبوطات ونحن منشوف إذا بعض القضايا اللي ما بتفيدنا فيكم أنتم تستفيدوا منها، إنما كله بده يرجع للموساد كله بده يتسلم للموساد وكأن هالفريق عم يتصرف لحساب الموساد وهيدي إذا عندكم محاضر المفروض تكون بالمحاضر..


أحمد منصور: يعني المذبحة وقعت بتخطيط..


أمين الجميل: (متابعا): أنت اطلعت عليه دور ماندي.


أحمد منصور: موجودة، ماندي لعب الدور الرئيسي.


أمين الجميل: وطلب من العناصر اللي فاتت أنه تكون قيادة وإشراف هذا الرجل بالذات اللي هو بده من جهة يوجه ومن جهة ثانية يتلقى كل ما تم من مصادرات حتى هي إسرائيل أو الموساد يفرزوا ويقدر يكون عنده بعض المعطيات.


أحمد منصور: ممكن إسرائيل حسب حتى تقرير التحقيق في المذبحة إسرائيل خططت رتبت دفعت لكن المذبحة كلها تمت بأيدي الموارنة، بأيدي القوات تحديدا.


أمين الجميل: ليش متحكي موارنة يعني نحكي موارنة؟ أنا ما بأعرف من العناصر اللي كانت موجودة، يمكن كان في أرثوذوكس يمكن كان في مسلمين يمكن..


أحمد منصور (مقاطعا): لا، ما كانش في أرثوذوكس.


أمين الجميل: ما بأعرف، هيك أنت عم بتقول.


أحمد منصور: ولا كان في مسلمين.


أمين الجميل: أنت عم بتقول هيك.


أحمد منصور: والله كان إيلي رئيس.. جوزيف أبو خليل، جوزيف أبو خليل، لما بأقول جوزيف أبو خليل فأنت..


أمين الجميل: لا، أنا جوزيف أبو خليل في قضايا أنا ماني موافق عليها.


أحمد منصور: بغض النظر..


أمين الجميل: (متابعا): لما حكى عن موضوع علاقاتي مع بشير ما كنت موافقا معه أبدا.


أحمد منصور: "كان إيلي رئيس جهاز الأمن أو جهاز الاستخبارات وقد جاء إليه من المتاريس وجبهات القتال حيث كان لبنان يتمزق ويحتضر فلم يعرفه ابن العشرين عاما إلا كذلك، وعلى أيدي المدربين الإسرائيليين تعلم فنون القتال والاستخبارات فبرهن في المجالين على أهلية عالية، شجاعة وذكاء ونباهة، عقلاني لا يسأل عن المشاعر.."..


أمين الجميل: (مقاطعا): تحكي عن إيلي حبيقة ولا عن؟


أحمد منصور: إيلي حبيقة.


أمين الجميل: نعم.


أحمد منصور: "..عقلاني لا يسأل عن المشاعر والعواطف مناور من الطراز الأول". روبرت فيسك يقول في الصفحة 502 من كتابه ويلات وطن "قال لنا ضباط كتائبيون إن حبيقة كان الحارس الشخصي لبشير الجميل وإن بشير قدمه لعدد كبير من الدبلوماسيين الأجانب بصفته نورا هاديا في السياسة المارونية"، هذا بطل صبرا وشاتيلا!


أمين الجميل: هذا يعني ممكن يكون.. هذا كاتب فرنسي أو ما بأعرف شو هو عم يحكي عن أنه إيلي حبيقة هو خيرة شباب الموارنة يمكن هذا رأيه على كل حال بس نحن اللي بنعرفه أن إيلي حبيقة وبينت يعني ما أنا اللي عم بأقوله بينت الوقائع أنه انتقل من المعسكر الإسرائيلي إلى المعسكر الصوري وإذا بدي أقول لك بدي أقول لك وجهة نظري أنا بأتمسك بوجهة النظر ومستقبلا رح كمان نعطي الدلائل الحسية على ذلك، كان الموساد الإسرائيلي والمخابرات السورية في تنسيق جدا جدا واسع ولما إيلي حبيقة انتقل من الموساد إلى أحضان سوريا بقي على تواصل مع الموساد بعلم السوريين يعني بقي يزود لما انطلق إيلي حبيقة بالاتفاق الثلاثي يتفاوض هو والسوريين حول ما يسمى الاتفاق الثلاثي -هذا بنجيه بعدين يعني- كانت إسرائيل على بينة من كل تفاصيل هذا الاتفاق بين حبيقة وبين السوريين مما يدل أن حبيقة لعب مائة دور في آن واحد.


أحمد منصور: لجنة التحقيق الإسرائيلية قالت إن شارون وإيتاي ودوري كانوا يعلمون بما يجري مع حلول 17 سبتمبر لكنهم سمحوا للموارنة بالاستمرار في المجزرة 12 ساعة أخرى. مش أنا والله اللي بأقول الموارنة كل الكتب.


أمين الجميل: يا سيدي بس مش لأنه في كاتب حكي عن الموارنة صارت موارنة.


أحمد منصور: لا مش كاتب، هذا التقرير الإسرائيلي نفسه هو قال الكلام.


أمين الجميل: تقرير إسرائيلي ما في مانع، ما في مانع، بس بالقوات اللبنانية في من جميعه، كريم بقردوني كان نائب رئيس القوات اللبنانية وأرمني، صفى ماروني؟ صديقك، بقى لذلك يعني..


أحمد منصور (مقاطعا): مش صديقي، عمري ما التقيت معه، أنا أقرأ له فقط.


أمين الجميل: يعني على كل حال لأنه ذكرت..


أحمد منصور (متابعا): لكن لم ألتق قط معه يعني.


أمين الجميل: لأنه ذكرت كتابه عدة مرات.


أحمد منصور: ذكرت، ما هو من بين أكثر من ثلاثين مصدرا رجعيت لها وأنا أحضر لك.


أمين الجميل: ما في شك، ما في شك، ما عم نحكي، عم نحكي أن هذا الرجل كان نائب سمير جعجع وكان مع إيلي حبيقة وسمير جعجع وأرمني، أرمني أرثوذوكسي.


أحمد منصور: جيش الدفاع الإسرائيلي قدم للقتلة الجرافات التي استخدمت في حفر القبور الجماعية لحوالي 2750 قتيلا من ضحايا صبرا وشاتيلا.


أمين الجميل: كل البنية التحتية كل التجهيزات قدمها الجيش الإسرائيل، مش قدمها يعني كانت هي تجهيزات الجيش الإسرائيلي لأن العملية كانت لحسابه 100% وهذا ما أقر فيه التقرير الإسرائيلي كاهان.


أحمد منصور: أنا الحقيقة فقط حأقرأ كم جملة لروبرت فيسك، وروبرت فيسك هو أشهر مراسل بريطاني مقيم في لبنان منذ العام 1976.


أمين الجميل: أنا موافق معك على مصداقية كل هؤلاء إنما هؤلاء استقوا معلوماتهم من عناصر بشر.


أحمد منصور: لا ما استقاش، هذا شاهد عيان.


أمين الجميل: في قضايا حسية أنا موافق عليها في بعدين تحليلات واستنتاجات.


أحمد منصور: سيادة الرئيس أنا من أين آخذ معلوماتي؟ ما أنا بآخذ معلوماتي من الناس وسيادتك بتأخذ معلومات من الناس وهذه المعلومات أنا أطرح عليك ما عندي وأنت تقول رأيك، روبرت فيسك كان شاهد عيان على ما وقع في صبرا وشاتيلا وذهب بنفسه وأنا بأقول هو شايف إيه الرجل.


أمين الجميل: نعم.


أحمد منصور: "بعد دقائق رأينا الموتى، كانوا في كل مكان في الطريق في الأزقة في الساحات الخلفية في الغرف المحطمة بين الركام فوق النفايات وأما القتلة فهم رجال المليشيا المسيحية الذين سمحت لهم إسرائيل بدخول المخيمات وكان الدم في بعض الأماكن لا يزال رطبا وبعد أن أحصينا مائة جثة توقفنا عن العد، كانت جثث الشبان والنساء والأطفال والمسنين ممددة في الزواريب حيث طعنوا بالسكاكين أو قتلوا بالرصال وكان كل دهليز في الركام يكشف عن المزيد من الجثث ووجدنا في كل مكان معالم قبور جماعية حفرت على عجل، رأينا طفلة لا تتجاوز الثالثة من عمرها ملقاة على الطريق وكأنها دمية مطروحة وقد تلوث ثوبها الأبيض بالوحل والدم والتراب، رأينا جثة امرأة تضم طفلة إلى صدرها وكانت رصاصة قد اخترقت صدرها وقتلت الطفلة أيضا وتبين أن أحدهم بقر بطنها ومزقه وربما كان يحاول قتل الجنين الذي لم ير النور بعد".


أمين الجميل: بتقدر أن هذا كل هالوصف هو ممكن أن لبناني مخلص صادق يقوم بهيك أعمال؟


أحمد منصور: أنا ما أعرفش.


أمين الجميل: إذا ما في حدا وراءه.


أحمد منصور: لكن هذا وقع.


أمين الجميل: هيدي ما بتشوف أنه هيدي مانها من تقاليد الشعب اللبناني ولا تليق بالشعب اللبناني؟ لذلك..


أحمد منصور: هذه أنا قدام نتائج يعني.


أمين الجميل: لذلك عم بأقول لك هالوصف هذا وصف بمحله ما بدي أناقش هالوصف إنما اللي عم بأقول لك هذه العملية موساد 100% والوصف اللي عم توصفه هلق بيذكرنا بدير ياسين بمجازر دير ياسين وبيذكرنا بكل المجازر التي ارتكبت في فلسطين في ذلك الوقت.


أحمد منصور: رغم كل مآسي الحرب اللبنانية بقيت صبرا وشاتيلا..


أمين الجميل: (مقاطعا): عيب على الشعب، أنا بأرجع بأقول لك عيب على الشعب اللبناني يرتكب هيك أعمال، أنا بأتنصل بالكامل من أي مسؤولية من هذا القبيل واحد، اثنين بأرجع بأذكرك إذا قضية انتقام لاغتيال بشير، الحمد لله أنه قدرنا نكتشف القاتل وهذا شيء أعجوبة نقدر نكتشف القاتل بخلال ساعات وتبين أن القاتل اسمه حبيب الشرتوني وهو من بلدة شرتون واكتشفناه وقومي سوري وهو اللي قتل بشير، طيب ليه نحن بدنا ننتقم من فلسطيني لما عرفنا من اللي قتل بشير؟ يعني قل بس شو الحجة؟ طيب يكون في جريمة بدك تشوف شو السبب، شو الدافع للجريمة؟ ما في دافع للجريمة في ذلك الوقت تنروح نحن كتائبيا ننتقم عند الفلسطيني لولا ما الموساد جند مجموعة معينة من العناصر اللي هي..


أحمد منصور (مقاطعا): كل القوات كانت مجندة من الموساد يا سيادة الرئيس.


أمين الجميل: لا، لا، بالعكس، أنا وقت حكيت مع فؤاد أبو نادر كان هو أحد المسؤولين وفادي فرام تفاجؤوا بالقضية أول وهلة، القوات اللبنانية..


أحمد منصور (مقاطعا): يعني فادي فرام اللي اختير قائدا للقوات اللبنانية بعد أن أصبح بشير رئيسا قبل أن يقتل بأيام، فادي فرام لم يكن يعلم شيئا عن صبرا وشاتيلا؟


أمين الجميل: كل هالشباب هودي ما كانوا.. كان في فريق معين من العناصر اللي بالقوات اللي متعاطفة مع الموساد وعم بتنسق مع الموساد..


أحمد منصور (مقاطعا): مش متعاطفة، في نظام قائم مع الموساد.


أمين الجميل: هي اختاروها الموساد وهم جندوها وأعطوها خارطة طريق وكلفوها بالمهمة، أنا أريد هل أنت أعطيب يعني شو المعطيات اللي عندك إياها؟ أنا عم بأقول لك شو المعطيات اللي عندي إياها.


أحمد منصور: لا، أنا لسه عندي معطى مهم.


أمين الجميل: لذلك لما حكي معي موري دريبر على بكفيا أجريت الاتصالات اللازمة فورا أخذنا قرار، تنصلت الكتائب دغري طلعت قرار والقوات اللبنانية أن هذا الموضوع حرام، اعتبرنا هذا الموضوع وحملنا المسؤولية للعناصر اللي كانت عم بتقوم بهذه الأعمال أنه عم بتقوم فيها على مسؤوليتها الخاصة نحن كحزب أو كقوات لبنانيين ما لنا علاقة بها ونتنصل منها ونستنكرها، ونستنكرها، على ضوء ذلك صار في الموساد انحرج ما كان قادر بقى يتغطى بالقوات أو الكتائب وجماعتنا الجماعة اللي فاتوا لجوه انحرجوا وساعتها وقفت العمليات.


أحمد منصور: بعد إيه؟ لم يكن هناك أحياء.


أمين الجميل: مظبوط، مظبوط بس كان ممكن تستمر لأن الموساد ما كان بده يكتفي بذلك، كان بده يهجر، عملية تهجير ما كان بده يكتفي بذلك الموساد بس أحرج بالموقف الصارم اللي نحن أخذناه.


أحمد منصور: حينما تبقر بطون الناس ويذبحوا ويقتلوا نساء وأطفالا وكبارا وعجائز تحت أي وضع..


أمين الجميل: صحيح، أنا إنسان، أنا إنسان، في أخي استشهد، ابني استشهد حرام استشهد معه شاب اسمه سمير الشرتوني أنا لذلك اسمه ما بيروح عن ذهني سمير الشرتوني، الشهيد اللي استشهد بجانب بيير وأعز وأخلص الناس لنا وأقرب الناس لنا، يعني نحن اللي تألمنا من هذه المجازر وما حدا عانى من هذه المجازر قد هذا البيت من الاستشهاد والمآسي قد هذا البيت، فأنا أكثر إنسان بيقدر المشاعر اللي أنت عم تحكي عنها..


أحمد منصور: طيب في حاجة في مسؤولية كبيرة عليك..


أمين الجميل: (متابعا): فلذلك كانت ردة فعل اشمئزاز واستنكار وتصدي بشراسة لهذه العملية وفورا بعثنا ناس من عندنا حتى ينبهوا هالعناصر اللي عم بيقوموا بهذه العمليات أن هذه عملية إجرامية ونحن ضدها.

التحقيقات حول صبرا وشاتيلا ومحاكمة قاتل بشير الجميل


أحمد منصور: كان كل شيء انتهى. الإسرائيليون حينما شكلوا لجنة تحقيق كانت لجنة تحقيق معلنة بشكل مباشر معروف متى تجتمع، قراراتها أعلنت، تم توقيف بعض الضباط وتم تأخير ترفيع بعضهم وحتى الكبار مثل شارون تم توجيه انتقادات له. أنت حينما أصبحت رئيسا للبنان كلفت المدعي العام أسعد جرمانوس بفتح تحقيق عن مجزرة صبرا وشاتيلا على أساس أن يكون مشابها للجنة كاهان التي شكلها الإسرائيليون لكن لجنة التحقيق اللبنانية بقيت تعمل بسرية بعكس اللجنة الإسرائيلية، لا أحد يعرف كيف أو أين أو كم مرة كانت تنعقد وما هي القرارات التي طلعت وانتهى الأمر بها إلى أن الذين قاموا بالقتل أشخاص مجهولون.


أمين الجميل: يعني هذا..


أحمد منصور (مقاطعا): الآن أنت رئيس جمهورية.


أمين الجميل: أنا ما بدي أصارحك؟


أحمد منصور: تفضل صارحني.


أمين الجميل: ما عم بنصارح بعضنا؟


أحمد منصور: طبعا. نصارح المشاهدين.


أمين الجميل: هذا الموضوع أنا بأصارح المشاهدين، أنا الموضوع صار تقصير من قبلي بهذا الموضوع نحن عم نعمل نقد ذاتي وعم نعمل مراجعة، هذا صار تقصير من قبلي لأن..


أحمد منصور: إيه شكل التقصير؟


أمين الجميل: تقصير لأنه كان كلفنا هاللجنة هذه بالتحقيق وهي تأخرت بالتحقيق ما كانت عم تقدر تستدعي قوات لبنانية.


أحمد منصور: أيه أسبابه؟


أمين الجميل: لأن ما كانت عم تقدر تستدعي القوات اللبنانية للتحقيق، العناصر كانت..


أحمد منصور: كانت القوات أكبر منها وأكبر من الدولة؟


أمين الجميل: لأن كانت هالعناصر هذه بحماية الموساد وبحماية الجيش الإسرائيلي اللي كان بقلب بيروت وحوله المحكمة العسكرية ومستلم كل مفاصل المؤسسات اللبنانية.


أحمد منصور: هل لأن القتلى كانوا فلسطينيين؟


أمين الجميل: أيهم؟


أحمد منصور: هل لأن قتلى صبرا وشاتيلا..


أمين الجميل: (مقاطعا): القتلة؟


أحمد منصور: القتلى.


أمين الجميل: القتلى، لا، القتلى كانوا فلسطينيين.


أحمد منصور: هل لأنهم كانوا فلسطينيين تم التعامل مع هذا الموضوع بهذه الطريقة؟


أمين الجميل: طيب أنا استشهد أخي ووضعنا اليد على القاتل اللي هو حبيب الشرتوني وعندنا معلومات كان مع حبيب الشرتوني، اللي وجه حبيب الشرتوني ثلاثة أشخاص منهم مسؤول كبير هلق بالدولة.


أحمد منصور: مسؤول هلق موجود حاليا؟


أمين الجميل: يعني إيه مسؤول بالدولة كان هو من الأشخاص اللي عم بيحركوا حبيب الشرتوني، طيب قدرنا نحاكمهم؟ قدرنا نحاكمهم؟ ما قدرنا نحاكمهم.


أحمد منصور: لماذا؟


أمين الجميل: لماذا، لأنه انتهينا من التحقيق وهيدي وصار في ظروف في البلد منعت المحاكم تأخذ مجراها الطبيعي وبقيت مجموعة من قضايا معلقة بسبب أن وضع البلد ما كان يسمح للقضاة أن يحكموا بحرية وبعدالة، فاللي حصل مع أخي بشير هو اللي حصل تقريبا كذلك الأمر بأحداث صبرا وشاتيلا، كان وضع البلد ووضع القضاء وبقي لا.. ليش اليوم عملنا محكمة دولية للنظر باغتيال الرئيس الحريري وبعض الشهداء؟ لأن القضاء اللبناني لحد اليوم معطل، لأن الدولة اللبنانية المؤسسات، المؤسسات اللي هي القضاء والتحريات يعني قوى الأمن الداخلي اللي هو مساعد قضائي والمخابرات كلها لمرحلة طويلة كانت معطلة، المؤسسات اللبنانية كلها كانت معطلة..


أحمد منصور (مقاطعا): طيب أنا عايز الآن..


أمين الجميل: (متابعا): فلذلك هذا الموضوع أنا بأعترف أنه صار تقصير من قبلنا، كنت أنا عندي كل نية طيبة أن أروح فيها للآخر لذلك كلفنا أسعد جرمانوس اللي هو من خيرة القضاة في لبنان وأجرأهم هو شيخ من العاقورة وعنده الشجاعة وعنده هيك حكمة، لسوء الحظ يعني كان في استحالة أن يأخذ التحقيق مجراه طالما الجيش الإسرائيلي كان هو متحكما بمجموعة من المؤسسات الوطنية.


أحمد منصور: خرج الجيش الإسرائيلي وأنت بقيت رئيسا لـ 1988.


أمين الجميل: فيما بعد لما خرج الجيش الإسرائيلي ما ننسى بدأت، دخلت البزدران الإيراني ودخل يعني كل المؤسسات، إذا انسحب الجيش الإسرائيلي لا يعني أن الأمور استقرت بلبنان في مستشار الدكتور وديع حداد عمل كتابا اسمه THE REVOLOVING DOOR الباب الدوار، أنه يطلع السوري يفوت الإسرائيلي يطلع الإسرائيلي يفوت الإيراني يعني يفوت جيش ويخرج جيش هيك صرنا بلبنان من سنة  1975، كان الفلسطيني خرج الفلسطيني دخل السوري، رجع بعدين خرج السوري فات الإسرائيلي خرج الإسرائيلي فات السوري عن جديد ثم فات معه الإيراني والبزدران وحراس الثورة الإيرانيون من سنة 1982 فإذاً الوضع بلبنان بعده لهلق والدليل على ذلك أن استشهاد الرئيس الحريري أدى إلى تشكيل محكمة دولية، لو المحاكم اللبنانية وكل القضاء اللبناني والمساعدين القضائيين عم بيشتغلوا باستقرار وبفعالية ما كنا لجأنا للمحكمة الدولية.


أحمد منصور: حينما قبض على حبيب..


أمين الجميل: ما ننسى أنا بأي ظروف استلمت الحكم.


أحمد منصور: سنأتي إليها بالتفصيل.


أمين الجميل: استلمت الحكم كان في خمسة جيوش على الأرض اللبنانية.


أحمد منصور: سنأتي بالتفصيل، حبيب الشرتوني حينما قبض عليه في 16 سبتمبر قاتل أخيك بشير سلم إليك.


أمين الجميل: نعم.


أحمد منصور: وتمكن وهو المفروض تحت سيطرتك أنت من الفرار ومن الهرب.


أمين الجميل: نعم، هرب ورجعوا لقطوه.


أحمد منصور: كيف تمت القصة؟


أمين الجميل: شبان لقطوه. وقتها نحن ما كنا مجهزين، ما عندنا قدرة الدول وسلطة الدولة وتجربة الدولة، جاؤوا شباب وقفوه لحبيب الشرتوني حطوه بسجن وتمكن هذا زلمة محترف مدرب على الإجرام ومدرب على القتال ومدرب على كل شيء، منها مدرب على الهروب..


أحمد منصور (مقاطعا): هذه منطقة مارونية كلها يعني اللي يجي هنا ما يعرفش يطلع حتى.


أمين الجميل: صحيح، يمكن معك حق والدليل على ذلك رجعنا كمشناه وتسلمه الجيش اللبناني.


أحمد منصور: ده كمش قبيل وصوله إلى منطقة السوريين يعني كان نجح أن يتخطى حواجز كثيرة.


أمين الجميل: لربما بس رجعوا لقطوه ورجع انحط بالسجن استلموه القوات اللبنانية لفترة من الزمن تيحققوا معه ثم سلموه للجيش اللبناني وانوضع بالسجن وسنة الـ 1988 بالعملية الشهيرة أو 1991 لما فات الجيش السوري على ميشيل عون..


أحمد منصور (مقاطعا): 13 أكتوبر/ تشرين سنة 1990.


أمين الجميل: 13 أكتوبر طلع..


أحمد منصور (مقاطعا): بعدما دخلت القوات السورية المتن.


أمين الجميل: نعم. دخلت كتيبتان من الجيش السوري كتيبة طلعت على قصر بعبدا حتى تحتل قصر بعبدا وكتيبة ثانية -تتشوف قديش أهمية حبيب الشرتوني بالنسبة للسوريين في ذلك الوقت- طلعت كتيبة ثانية إلى سجن رومية حيث كنا محافظين على حبيب الشرتوني للظرف المواتي حتى نحوله على المحاكمة ودخل الجيش السوري على سجن رومية وحرر حبيب الشرتوني ونزله على الحمراء كقائد قومي أممي وعمل مؤتمرا صحفيا كبطل من أبطال المقاومة.


أحمد منصور: حينما كنت أنت رئيسا للجمهورية نقلت الملف من القضاء العسكري للمحكمة العليا والمحكمة العليا مش موجودة في لبنان إلى اليوم يعني أنت عطلت محاكمة الشرتوني.

[فاصل إعلاني]


أمين الجميل: ما كان فينا إلا ما نحوله للمحكمة العليا لأن..


أحمد منصور: واحد قتل رئيس جمهورية منتخب ورئيس جمهورية تالي حالي شقيق الرئيس القتيل هو الرئيس ومش عارف يحاكم قاتل أخوه!


أمين الجميل: أول قرار اتخذ هو تحويله للمحكمة العليا وهذا طبيعي لأن..


أحمد منصور (مقاطعا): والمحكمة العليا مش موجودة إلى اليوم في لبنان.


أمين الجميل: (متابعا): لأن الشهيد رئيس جمهوري وفي بداية الأمر كنا على وشك أن نشكل المحكمة العليا والي حصل صار الأحداث اللي عانيت منها بستة شباط وغيره وشبه انقلاب ورحنا إلى لوزان ورحنا إلى جنيف وتشكلت محكمة وتشكلت حكومة جديدة والحكومة كان وزير العدل نبيه بري وكان في بالحكومة وليد جنبلاط ومجموعة من القيادات اللي هي كانت متحالفة مع سوريا في ذلك الوقت ومقربة من سوريا في ذلك الوقت وكان أكيد أول همي الشخصي كان أن تتشكل المحكمة تنحول الشرتوني، أنت بتقدر أن الأطراف اللي كانت هي صديقة سوريا آخر همها كانت محاكمة الشرتوني فهذا اللي منعنا أن نحاكم..


أحمد منصور (مقاطعا): وأنت رئيس جمهورية ولا تستطيع.


أمين الجميل: أنا رئيس جمهورية بنعرف شو صلاحياته رئيس الجمهورية، أنا رئيس جمهورية قادر أعمل محكمة؟! شو بعمل محكمة بقصر عبدا ولا بنعمل محكمة حسب الأصول؟ أنا عامل ديكتاتوري ببعبدا؟ بأعمل أحكام عرفية! بنعمل أحكام عرفية مثل قضية شاوشيسكو انعدم بالشكل المعروف أو قضية صدام حسين..


أحمد منصور (مقاطعا): 8 سنوات بقي الشرتوني في السجن دون محاكمة.


أمين الجميل: مظبوط لأنه نحن من ثاني سنة الحكم نتذكر تماما كيف تعطلت المؤسسات القضائية وتعطلت مجموعة من المؤسسات، كثير من المؤسسات الرسمية تعطلت في ذلك الوقت، مانه سر يعني بنعرف تماما إذا بدك رح نيجي على مرحلة العهد وبنعرف تماما كيف تعطلت من ثاني سنة تعطلت من تاريخ توقيع اتفاقية 17، أو التفاهم على اتفاقية 17 أيار، بدأت الثورة علينا على الحكم وتعطلت سنة 1983 وتعطلت المؤسسات في آخر 1983 بداية 1984 تعطلت كل المؤسسات اضطررنا نعمل مؤتمر لوزان للمصالحة الوطنية بمساعدة سعودية مشكورة ورجعنا بعدين بعد مؤتمر لوزان عملنا مؤتمر جنيف بالأول ثم مؤتمر لوزان وبالتالي كل المرحلة هذه كانت مرحلة كل المؤسسات اللبنانية معطلة، وفضلنا كبير وقتها وكان حرصي الشديد نحافظ على حبيب الشرتوني بالسجن حتى..


أحمد منصور (مقاطعا): أين هو الآن؟


أمين الجميل: هلق اليوم محمي من الجيش السوري، ما بنعرف وين موجود بسوريا بغير سوريا بس بنعرف أن سوريا هي اللي حاميته.

الترشيح للرئاسة وأسباب الإجماع العربي والدولي


أحمد منصور: شقيقك كان مرشح إسرائيل كما كان يوصف، والآن قتل بشير وأصبح هناك فراغ شديد، كيف اتجهت الأعين والترشيحات إليك؟


أمين الجميل: بصراحة يعني غير اللي قلته لك عن الواقعة..


أحمد منصور: الكنيسة.


أمين الجميل: بالكنيسة يعني حياتنا نحن كنا بغير عالم بغير جو يعني ما كان حدا.. بس بذات الوقت الأمور عم تتسرع، فعرض عدة أسماء وعرض اسمي كنت أنا يعني حقيقة بغير جو يعني من قضية الترشح للرئاسة أو ما شابه ذلك، خلق جو فورا..


أحمد منصور (مقاطعا): من اللي عرض الأسماء؟


أمين الجميل: اللي عرض الأسماء بعض النواب، صار في اجتماع عندي هون بالبيت، الشباب جايين النواب والمسؤولين جايين يعزوا وثاقبت كان في الرئيس كامل أسعد كذلك الأمر بالبيت هون عم بيعزي، فاجتمع بعض النواب نحن كنا..


أحمد منصور (مقاطعا): كان رئيس مجلس النواب كامل الأسعد.


أمين الجميل: نعم كان رئيس مجلس النواب كامل الأسعد، كنت أنا في الطابق الأرضي هون محل ما نحن موجودين والطابق الأول صار في اجتماع لبعض النواب وعلى أثر هذا الاجتماع جاؤوا بلغوا الوالد أنه اتفقنا أن يكون يترشح أمين لرئاسة الجمهورية وبلغوني هذا الأمر.


أحمد منصور: كيف كان وقع الأمر عليك وكنت أنت معارضا لترشيح شقيقك لأسباب ذكرتها؟


أمين الجميل: أنا تريثت أجاوب والوالد كذلك الأمر وإذ بنتفاجأ برسائل من كل الاتجاهات.


أحمد منصور: داخلية أم خارجية؟


أمين الجميل: داخلية، أولا داخلية، بيبلغوني أنهم داعمون هذا الترشيح بدءا بالرئيس صائب سلام الرئيس رشيد كرامي والرئيس حسين الحسيني كان نائبا وقتها يعني مجموعة من القيادات الإسلامية أبلغوني أنهم بيؤيدوا هذا الترشيح..


أحمد منصور (مقاطعا): كان منطلقكم إيه في الترشيح؟


أمين الجميل: لا، أنا شو كان موقفي في البداية، موقفي في البداية أن شعوري كان ما ممكن بيت الجميل يكونوا هم مرشحي وحدة وطنية للأسباب الحرب والاصطفاف وسلبيات عديدة وما تنسى وقتها كنا كمان بصبرا وشاتيلا، كانت صبرا وشاتيلا عم تتفاعل على الأرض، فأول تصريح بيطلع من أبو عمار، بيطلع تصريح من أبو عمار من تونس بيبريء أمين الجميل وفريقنا، بيبرئه بالكامل من صبرا وشاتيلا واعتبر أن.. ولمح بكلامه أنه هو بيرحب إذا لبنان بينتخبني للرئاسة، أنا تفاجأت حقيقة بتصريح أبو عمار اللي كان مشكلته كبيرة.


أحمد منصور: هل ده كان أول شيء خارجي؟


أمين الجميل: كان أول موقف خارجي بعد المواقف الداخلية..


أحمد منصور (مقاطعا): قبل مواقف الأميركان؟


أمين الجميل: قبل مواقف الأميركان. الأميركان كانوا وقتها كان في الرئيس شمعون كان بذهنه أن يترشح فلما شعروا الأميركان بهالإجماع العربي، الإجماع الإسلامي اللبناني وتصريح أبو عمار وأكيد استشاروا السعودية والسعودية قالوا لهم نحن ما عندنا اعتراض فحكيوا مع الرئيس شمعون قالوا له طالما في هذا النوع من الالتفاف حول أمين الجميل فنحن نتمنى عليك أنه خلينا ننتخب أمين الجميل، ساعتها دغري تلفن لي الرئيس شمعون وقال لي أنا معك ومبارك والله يوفقك ورح نكون بجانبك، وحقيقة أنا بأشهد أن الرئيس شمعون كل فترة الولايات كانت ولا أصدق ولا ممكن يكون..


أحمد منصور (مقاطعا): في مذكراتك المخطوطة قلت إن الأميركيين دعموا ترشيحك بقوة.


أمين الجميل: في المرحلة الثانية نعم بعد..


أحمد منصور (مقاطعا): هل أراد الأميركيون هنا..


أمين الجميل: (متابعا): أول إشارة جاءت من صائب سلام.


أحمد منصور: صائب سلام كإشارة داخلية ولا إشارة خارجية؟


أمين الجميل: إشارة داخلية لأنه كان مثلما قلت لك كان صائب سلام كان حاكي معي سابقا أنه نحن بنفضل أن يكون ترشيحك أنت، قلت له أنا ماني مرشح، رشحنا بشير نحن مطمئنون حول بشير، ما عاد حكي معي صائب سلام بالعكس بعدين رجع تقرب من بشير وحاولنا نعمل يعني وحدة وطنية ومصالحة كبيرة من خلال هالعلاقات هذه.


أحمد منصور: بين السنة والموارنة.


أمين الجميل: بين المسلمين إجمالا والمسيحيين. فلما استشهد بشير بعد ما بأعرف كم يوم يعني أيام قليلة رجع اتصل في صائب سلام وقال لي إنه نحن بعدنا على الموقف وهو شجع مسؤولي قيادات ثانية إسلامية فلما شعرت أنه في هذا الالتفاف بالطبع أنا كان همي الوحدة الوطنية، كنت متخوفا أن ترشيح كتائبي أو من بيت الجميل ما يقدر يحقق هذه الوحدة، هذا الالتفاف، عندما حصل هذا الالتفاف أكيد شجعني، يعني الأسباب اللي كانت..


أحمد منصور (مقاطعا): يعني هذا كان على النقيض تماما من الموقف من بشير؟


أمين الجميل: لأنه أنا وقت اللي ترشحت أخذت إجماعا من المجلس النيابي، أخذت إجماعا يعني كانت الانتخابات بخلال نصف ساعة انتهت وكان جاء النواب من الشمال من طرابلس ومن صيدا ومن بعلبك ومن كل المناطق جاؤوا على الثكنة بالفياضية اللي كانوا هم أساسا معترضين الانتخابات تكون بثكنة، حتى هيك جاوزوا هالاعتراض وجاؤوا على الثكنة وبخلال نصف ساعة كان في إجماع ما كان في إلا بأعتقد ثلاثة نواب اعترضوا على الانتخاب بينما كل البقية انتخبوا بجانبي وكانت هذه أول ظاهرة وحدة وطنية وأكيد كانت مفخرة لي، وهذا كنت عم بأفتش عليه، كنت عم بأفتش عليه من قبل غيري..


أحمد منصور (مقاطعا): لكن كان في اعتراض من وليد جنبلاط والقوى الوطنية ضدك.


أمين الجميل: لا بالآخر صار في تأييد كامل، بعدين وليد رجع بالمرحلة الثانية..


أحمد منصور (مقاطعا): هو ربما الصك الذي أصدره ياسر عرفات في تبرئتك من صبرا وشاتيلا لأنهم كانوا يتهمونك أيضا بصبرا وشاتيلا ووصفوك بالجلاد ربما ساعد هذا الأمر كثيرا في تليين المواقف المعارضة لك.


أمين الجميل: يعني كان في حقيقة بكل هالفترة هذه كان قلبي على الوطن وبقيت على تواصل مع كل الناس مع رشيد كرامي بصورة خاصة ومع كل المسلمين وبيعرفوا كان، كنت يمكن الشخص الوحيد من الجبهة اللبنانية ما يسمى بالجبهة اللبنانية اللي كانت جامعة في ذلك الوقت القيادات المسيحية بمواجهة الحركة الوطنية اللي كانت بين أبو عمار وقيادات إسلامية مثل كمال جنبلاط وغيرهم، فكانت الجبهة اللبنانية في ذلك الوقت على قطيعة مع الطرف الآخر، كان الوحيد اللي بقي أكثر من شعرة معاوية مع كل القيادات كان أنا، ما بأحب الأنا إنما هذا الواقع يعني، فكنت على تواصل مع كل القيادات مع رشيد كرامي على طول ومع صائب سلام ومع حسين الحسيني يعني كل القيادات اللي كانت هلق كانت بذلك الوقت..


أحمد منصور (مقاطعا): كل هذا خدمك في قضية اختيارك مرشحا.


أمين الجميل: (متابعا): حتى مع وليد جنبلاط، أنا زرته لوليد جنبلاط بالمنطقة الغربية الوحيد اللي كان يتردد على المنطقة الغربية في ذلك الوقت يعني على المناطق تحت النفوذ الفلسطيني أو الحركة الوطنية، ففي عز الحرب كما ذكرت رحت مرتين، حصار بيروت رحت مرتين على بيروت وبذلك الوقت..


أحمد منصور (مقاطعا): هل هذا مما كان يغضب بشير منك أيضا؟


أمين الجميل: أكيد بشير ما كان بيشجع هذا الأمر، أكيد بشير ما كان.. هذه كانت نقاط الخلاف يمكن بس أنه هذه كانت محصورة ضمن هذا الإطار، لما قبل ما ينسحب الفلسطينيون من بيروت قبل الانسحاب بعث لي كتابا أبو إياد..


أحمد منصور: أطلعتني عليه.


أمين الجميل: كتاب حقيقة مؤثر جدا وهو أخذ المبادرة، أنا تفاجأت، يعني قال لي فيه باعث لك مرسال استقبله من فضلك، جاء المرسال وسلمني هالرسالة بيختتم فيها.. بأترك هالرسالة للتاريخ تالناس تعرف مين أمين الجميل وشو كانت مواقف أمين الجميل مع الفلسطينيين وحرصه على القضية الفلسطينية إلى ما هنالك، لذلك كل الفترة هذه يعني كان هذا شعوري الشخصي وهذا طموحي الشخصي أن نلعب هذا الدور التوفيقي.


أحمد منصور: لكن في نقطة مهمة أنا لاحظتها هنا وهي أنك لعبت بذكاء مع الطرف الخارجي، في الوقت الذي كانت نقطة الضعف الرئيسية لدى بشير هي إسرائيل وعلاقته بالإسرائيليين سعيت أنت أن توثق علاقتك بشكل كبير جدا بالأميركيين وكنت تدرك أن الأميركيين لهم مشروع في المنطقة ربما يتناقض قليلا مع المشروع الإسرائيلي فسعيت أن تكون رجل أميركا أفضل مليون مرة من أن تكون رجل إسرائيل.


أمين الجميل: يعني حقيقة ما كثير بأوافق معك أنه أكون رجل أميركا لأنه كانت في ذلك الوقت علاقاتي مع الأميركان خجولة إلى حد بعيد، كانت علاقاتي العربية أمتن وأقوى، علاقاتي مع مصر كانت قوية علاقاتي مع كثير من الأنظمة العربية كانت يعني جيدة جدا وحتى..


أحمد منصور (مقاطعا): لكن بسرعة توثقت العلاقات مع الأميركيين وهم دفعوك أيضا إلى الرئاسة.


أمين الجميل: حتى أنا بدي أكشف لك أنه قبل انتخابي صار في اتصال مع السوريين وجاء زارني محمد..


أحمد منصور: الخولي.


أمين الجميل: لا، بعدين محمد الخولي، كان رئيس المخابرات قبل غازي كنعان، كان رئيس جهاز المخابرات في لبنان، جاء زارني قال لي باعتني الرئيس الأسد قلت له أهلا وسهلا، قال لي شو أنت برنامجك في مطروح لرئاسة الجمهورية وفي مجموعة من القيادات اللبنانية عم بترشحك لهذا المنصب بما فيهم المسلمين وبعض أصدقائنا، قلت له أنا واضح يعني أنا مشروعي لبناني مشروعي عربي مشروعي التضامن العربي وبأعمل كل ما بوسعي لتعزيز التضامن العربي ويبقى لبنان ضمن الأسرة العربية يناضل من أجل القضايا اللي نحن كلنا مؤمنون فيها، قال لي وعلاقاتك مع إسرائيل؟ قلت له إسرائيل موجودة في لبنان وسنضطر للتفاوض معها حتى نحرر أراضينا، سأتفاوض مع إسرائيل إنما تحت سقف السيادة الوطنية وخروج الجيش الإسرائيلي بالكامل من لبنان وبدون توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل، ممكن اتفاق أمني إنما لا لاتفاق سلام مع إسرائيل.


أحمد منصور: ماذا قال لك؟


أمين الجميل: ما طول الحديث أنا وإياه، كان هيك نوع أول اتصال بهذا الشكل فقال لي..


أحمد منصور (مقاطعا): أنت حصلت على 77 صوتا مقابل ثلاث ورقات.


أمين الجميل: بعدين راح محمد، غاب يومين أو ما بأعرف كان الوقت عم بيتسرع يعني، رجع لعندي بيقول لي الرئيس الأسد كان مرتاحا لكلامك وتعتبر أنه..


أحمد منصور: يعني أنت أخذت دعما سوريا في الترشيح أيضا؟


أمين الجميل: السوريون كانوا بعد ما صار في هالإجماع حولي أنا تم هذا الاتصال بواسطة المندوب السوري وجاءني خبر قبل بـ 24 ساعة كانت الأمور انحسمت، جاءني خبر قبل بـ 24 ساعة من الرئيس الأسد أنه هو ما عنده مانع من انتخابي وقال لي رح تجيك إشارة، إشارة لهذا..


أحمد منصور: الترشيح السوري أو الدعم السوري.


أمين الجميل: الدعم أو التأييد أو عدم الممانعة، ما فهمت أنا شو كانت هالإشارة هذه، ثاني يوم بتكون الإشارة كلام الرئيس سليمان فرنجية -الرئيس سليمان فرنجية كان بعده على قيد الحياة- اللي عمل تصريحا بيقول نحن نرحب بترشيح أمين الجميل.


أحمد منصور: وكان يوصف بأنه رجل سوريا المقرب.


أمين الجميل: كان مقربا جدا من سوريا وما ننسى في ذلك الوقت أنه كان في خلاف بيننا وبين الرئيس فرنجية بخصوص قضية..


أحمد منصور: بخصوص مقتل ابنه على يد القوات.


أمين الجميل: رغم ذلك كمان الرئيس فرنجية كان بيعرف أنه أنا كنت متأثرا جدا ومتأسفا لما حصل بإهدن فحصل اللي حصل وكان شبه إجماع نوع من الإجماع لبناني وعربي ودولي.


أحمد منصور: في مذكراتك تقول "كنت أعلم منذ البداية أن الوضع الذي تعيشه البلاد وضع معقد ومن الوهم التعاطي مع التقاء الزعماء اللبنانيين وكل القوى الخارجية على ترشيحي على أنه كان علاقة تلاقي حقيقية حولي"، يعني كان عندك ثقة أنه في إجماع على اختيارك وأنك لست اختيارا إسرائيليا أو اختيارا واحدا؟


أمين الجميل: يعني الشغل، يعني الموقع اللي كنت أنا آخذه منذ بداية الحرب اللبنانية يعني منذ السبعينيات، حكينا عن دوري في تفادي مجزرة بتل الزعتر وغير ذلك.


أحمد منصور: حكينا عنه في أشياء كثيرة. هل أرسل لك بيغن تهنئة؟


أمين الجميل: ما بأتذكر، ما بأتذكر أنه بعث تهنئة.


أحمد منصور: لكن جاء لك هدية.


أمين الجميل: لربما يمكن بعث لي إشارة بعث لي إشارة بيقول لي فيها إنه نحن مستعدون نتعاون ودعاني للتفاوض بأسرع وقت من أجل يعني..


أحمد منصور: هل كان الإسرائيليون يخططون أن تكمل مشروع بشير؟


أمين الجميل: يعني بدك تدخل بهالموضوع بندخل، يعني كان الشيء العنوان..


أحمد منصور (مقاطعا): لا، أنا بس في عملية اختيارك، أنا لسه ما دخلتش للعمق.


أمين الجميل: لا، الإسرائيلي ما كان عنده تطمينات مني.


أحمد منصور: تفتكر الهدية اللي جاءت لك من آرييل شارون؟


أمين الجميل: بعث لي هدية آرييل شارون؟


أحمد منصور: آه بعث لك هدية محترمة.


أمين الجميل: ممكن، ممكن يكون بعث هدية إيه يمكن بعث..


أحمد منصور (مقاطعا): لسه محتفظ بها؟


أمين الجميل: بعث رشاشا، بندقية.


أحمد منصور: أيوه، رشاش عوزي إسرائيلي.


أمين الجميل: إيه يمكن بعث.


أحمد منصور: في صندوق مرتب.


أمين الجميل: نعم، بس هيدي على كل حال هم ما كان عندهم، ما كانوا قارئيني الإسرائيلية بصراحة يعني ما كانوا قارئيني أبدا، فلذلك إذا بدك تدخل في المقدمة تبع..

الوضع في لبنان والقصر الرئاسي وقت تسلم الرئاسة


أحمد منصور (مقاطعا): سندخل في موضوع إسرائيل ولكن أنا الآن لا زلت في عملية اختيارك وتسلمك للمهام الأساسية بتاعتك، من المفترض الآن أنك أصبحت في 21 أيلول/ سبتمبر 1982 انتخبت بـ 77 صوتا مقابل ثلاث ورقات بيضاء مما يعني شبه إجماع كما قلت أنت على اختيارك رئيسا، من المفترض الآن أنك ستتسلم السلطة في 23 من الرئيس إلياس سركيس، الآن رئيس بيسلم رئيس، ما الذي سلمك إلياس سركيس؟


أمين الجميل: حقية استلمت أنقاضا، استلمت أنقاضا، قصر بعبدا كان أنقاضا كان فارغا ما في شيء جواه، يعني كان..


أحمد منصور (مقاطعا): كان الرئيس بيجلس فين؟ مدير الدولة هذه؟


أمين الجميل: الرئيس سركيس كان آخر فترة انتقل من قصر بعبدا وساكن بمنزله الخاص، بس طلع سلمني بقصر بعبدا وصار في ترميم، بداية ترميم سريع لقاعة الاستقبال لأن القصر كان بوضع حقيقة مزري جدا لأنه كان مهجورا ومهددا، مش مهدد، تعرض للقصف الشديد بمراحل عديدة، فحقيقة استلمنا لا في ملفات ولا استلمنا أي شيء وسألت الرئيس سركيس طيب شو في عندك أسرار؟ في هل يا ترى اتصالات معينة ممكن تفيدني ممكن نكفي فيها؟ فكان أنا عم بأستلم وكان فيليب حبيب موجود في غرفة مجاورة قال لي على كل حال..


أحمد منصور (مقاطعا): يعني تحت رعاية أميركية.


أمين الجميل: (متابعا): كل اللي بدك تعرفه موجود عند فيليب حبيب اللي هو مستلم ملف المفاوضات الإسرائيلية اللبنانية، بيطلعك على كل شيء.


أحمد منصور: لم يعطك ملفات سرية لم يعطك أي معلومات لم يعطك أي شيء؟


أمين الجميل: أبدا، أبدا.


أحمد منصور: يعني أنت ما استلمتش دولة يعني.


أمين الجميل: استمر التسلم والتسليم..


أحمد منصور (مقاطعا): ولا حقيبة نووية ولا شفرة سرية ولا أي شيء.


أمين الجميل: تم حلف التسلم والتسليم استمر عشر دقائق.


أحمد منصور: فقط لا غير.


أمين الجميل: عشر دقائق وكانت مجاملات وقفت هون وما كان في عندنا أي.. ولا.. حتى موظفي القصر كانوا مقدمين استقالتهم وبدهم يتركوا إلى ما هنالك، يعني كان حقيقة استلمنا ليس فقط استلمنا أشلاء، استلمنا بلدا فيه الجيش الإسرائيلي موجود على مشارف قصر بعبدا، وقت لما فتت لما دخلت المرة الأولى على قصر بعبدا..


أحمد منصور: كي تستلم السلطة 23 سبتمبر 1982.


أمين الجميل: حتى أستلم السلطة، طلبت الأميركان وتمنيت عليهم، طلبت منهم خدمة أن ينسحب الجيش الإسرائيلي من على الطريق العام حتى ما يمرق رئيس جمهورية لبنان على حاجز إسرائيلي، حاجز إسرائيلي كان على مدخل بعبدا، كانوا ينبسطوا الجنود الإسرائيليين يجوا يتصوروا على مدخل القصر، فأول خدمة يعني طلبتها منهم أنه بالأول شيلوا لي الجيش الإسرائيلي تنقدر نفوت بالقليلة على قصر بعبدا أحرار، يعني تأمل، كان في الجيش الإسرائيلي، كان في الجيش السوري، الجيش السوري كان على مشارف بكفيا منطقة دير الشوير لأن انسحب إلى جنوبي طريق الشام وجنوب طريق الشام كان كله جيش سوري من منطقة الشتورة ومنطقة دير شوير ومنطقة الشمال، كان بعده الجيش السوري موجودا، ذلك الوقت دخل الجيش الإيراني يعني البزدران الإيراني حراس الثورة الإيرانيين..


أحمد منصور (مقاطعا): ليس بشكل رسمي.


أمين الجميل: أول دخولهم، لحد هلق ما دخلوا بشكل رسمي، كانوا بالأول بإطار الفتح الإسلامي أو اخترعوا منظمة معينة اللي قامت ببعض الاغتيالات وبعض العمليات العنفية، وإذاً كان في حراس الثورة الإيرانيين، كان في أبو عمار، منظمة التحرير انسحبت من بيروت وانسحب المقاتلون إنما بقي كثير مقاتلون غير منظورين ببيروت وكذلك الأمر بقي بطرابلس وبكثافة حتى صار عملية ثانية قامت بها سوريا ضد الفلسطينيين حتى تهجر أبو عمار مرة ثانية من طرابلس بس ما كانت لصالح لبنان، كانت لصالح سوريا فإذاً كان في أربعة خمسة جيوش.


أحمد منصور: والمارينز ما تنساهم.


أمين الجميل: والمارينز، بس هودي كانوا بطلب من الدولة اللبنانية، كانوا بطلب من الدولة اللبنانية وبطلب.. وبتغطية دولية، بس اللي كانوا بدون طلب الدولة اللبنانية كل هالقوى هي اللي موجودة..


أحمد منصور (مقاطعا): ليه؟ سوريا دخلت بطلب من الرئيس اللبناني سنة 1975.


أمين الجميل: وكان في قوات ليبية كمان، نسيت القوات الليبية.


أحمد منصور: كانت جاية بمناسبة إيه؟


أمين الجميل: نعم؟


أحمد منصور: بمناسبة إيه وجودها؟


أمين الجميل: لا، جاؤوا على لبنان بإطار قوات..


أحمد منصور: قوات الردع العربية.


أمين الجميل: قوات الردع العربية إنما بدون تكليف من الجامعة العربية، وقتها العقيد القذافي أخذ قرارا بعلاقاته مع السوريين، السوريون ما قالوا له لا فبعث كتيبة من الجيش الليبي كذلك الأمر على لبنان، فيعني كان لبنان حقيقة مجمع لكل جيوش العالم وقاعدين نحن بقصر بعبدا مطوقين بالنص إذا بدك تتحرك شرقا أو غربا بدك تعمل كل المساعي الدولية حتى تقدر تتحرك من منطقة إلى منطقة.


أحمد منصور: إذاً أقمت وحدك في القصر ولا أخذت زوجتك معك وعائلتك؟


أمين الجميل: لا، كانت زوجتي رجلها ورجلي سوا يعني ما بتتركني أبدا يعني أول ما طلعت..


أحمد منصور (مقاطعا): حتى وإحنا بنسجل قاعدة.


أمين الجميل: ع سلامتها يعني، كانت متضامنة وبعدين كثر خيرها لأنه وقت اللي طلعنا على القصر كان مهجورا يعني هي قامت بكل الترتيبات اللازمة وما بأعرف شو كنت عملت بدونها لأنه كنا بوضع وبعدين بعزلة وبوحدة أكيد الإنسان لو ما عنده هالناس..


أحمد منصور (مقاطعا): عندك حراسة من الكل يعني كل الجيوش هذه كانت تحرسك يعني الأميركان..


أمين الجميل: يعني أكيد كانت الملاك الحارس.


أحمد منصور: "كان أمين الجميل فعلا مختلفا عن أخيه بشير ففي أول خطاب له بعد انتخابه لم يذكر إسرائيل ولو تلميحا وفي مقابل ذلك اهتم بأن تنشر على نطاق واسع برقيات التأييد التي أرسلها رئيس سوريا حافظ الأسد وشخصيات من الجناح الإسلامي في لبنان"، أنا حرصت أن أعرف الموقف الإسرائيلي، هذا ما ذكره شيمون شيفر في كتابه "كرة الثلج".


أمين الجميل: يعني إسرائيل..


أحمد منصور (مقاطعا): أنا سأبدأ معك فيها في الحلقة القادمة.


أمين الجميل: إسرائيل قبلت فيي لأنه كان في جو معين وكانت بعد صبرا وشاتيلا..


أحمد منصور (مقاطعا): لا، هو كان في ترتيبات كثيرة معك على أنك ستكمل ما كان يقوم به بشير.


أمين الجميل: يعني إذا بدك ما كان..


أحمد منصور (مقاطعا): في الحلقة القادمة أبدأ معك هذا.


أمين الجميل: بس ما كان عندهم أي ضمانات من هذه الناحية والدليل الذي حصل بالحلقة القادمة.


أحمد منصور: أشكرك شكرا جزيلا، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم، في الحلقة القادمة إن شاء الله نواصل الاستماع إلى شهادة الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل، في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج وهذا أحمد منصور يحييكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.