ما وراء الخبر

هل غيرت أميركا إسراتيجيتها العسكرية في ليبيا؟

تناول برنامج “ما وراء الخبر” تطور الدور الغربي في ليبيا بعد إعلان واشنطن شن غارات على مواقع تنظيم الدولة في سرت.

بينما تواصلت الغارات الأميركية على مواقع تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة سرت وسط ليبيا، قال الرئيس الأميركي باراك أوباماإن "من مصلحة الأمن القومي لبلاده أن تدعم الحكومة الليبية".

حلقة الأربعاء (3/8/2016) من برنامج "ما وراء الخبر" سلطت الضوء على تطور الدور الغربي في ليبيا بعد إعلان واشنطن شن غارات على مواقع تنظيم الدولة في سرت.

عضو المجلس الأعلى للدولة منصور الحصادي اعتبر القصف الأميركي لمواقع تنظيم الدولة بسرت محاولة لدعم المجلس الرئاسي الليبي في مواجهة التنظيم الذي يهدد الأمن والاستقرار في العالم كله.

وأضاف "ما كنا نتمناه منذ 2011 هو أن ينتصر الشعب الليبي بمفرده على القذافي، وأن ينتصر على تنظيم الدولة الإسلامية، وأن ينتصر على الانقلابيين بقيادة خليفة حفتر، وأن يحدث الاستقرار وألا يلجأ إلى أحد، وتكون الحلول الأمنية والسياسية والاجتماعية داخلية".

وأكد أن تنظيم الدولة نجح في السيطرة على سرت بسبب الانقسام والتشرذم في ليبيا، لكنه تعرض مؤخرا لضربات قاسمة من قوات "عملية البنيان المرصوص"، وهي قاب قوسين أو أدنى من القضاء عليه في سرت كما تم القضاء عليه في درنة.

وشدد الحصادي على أن المجتمع الدولي لم يقدم حتى الآن الدعم الفعلي لحكومة الوفاق الوطني، مضيفا أنه إذا كانت الولايات المتحدة تقول بأنها قصفت مواقع التنظيم في سرت لأنه يعطل العملية السياسية، فإن الاختبار الحقيقي هو وقف القصف الفرنسي لمواقع الثوار في بنغازي ودرنة ووقف دعم خليفة حفتر، أبرز المعطلين للحوار الوطني بحجة محاربة الإرهاب.

الدور الفرنسي
في المقابل أكد الصحفي الليبي محمد أنور أن إعلان الرئيس الفرنسي عن مقتل ثلاثة جنود فرنسيين كانوا يقومون بمهمة استخباراتية قرب بنغازي، لن يتسبب في أي إحراج لفرنسا التي تتعاون مع الجيش الوطني بقيادة خليفة حفتر والذي حصل على تكليف من البرلمان المعترف به دوليا حتى الآن لمواجهة الإرهاب في بنغازي، على حد تعبيره.

لكن مقدم الحلقة محمد كريشان قاطعة قائلا "ربما ما تقوله يكون صحيحا قبل تشكيل المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني، وكان يجب على فرنسا أن تتعامل الآن مع الحكومة المعترف بها دوليا"، فأجابه أنور بأن "تعامل الولايات المتحدة مع المجلس الرئاسي في الضربات الأخيرة مجرد أمر شكلي، ولو رجعنا إلى الضربة الأميركية لأحد المواقع الإرهابية في مدينة صبراتة في فبراير/شباط الماضي والتي أدت إلى مقتل أكثر من أربعين متطرفا من تونس فلم تنسق أميركا حينها مع المجلس الرئاسي".

وأشار أنور إلى أن مجلس النواب في طبرق وجه استدعاء للسفير الأميركي لسؤاله عن الضربات التي نفذتها طائرات أميركية لمواقع التنظيم في سرت دون الرجوع إليه.

وبحسب أنور فإن المجلس الرئاسي يعاني من مشكلة دستورية أمام كثير من دول العالم، على رأسها روسيا ومصر والإمارات التي ترى أن استكمال المسار السياسي مرتبط بحصول حكومة الوفاق على دعم البرلمان، وهذا لا يعني أن تلك الدول تدعم خليفة حفتر وإنما تدعم المسار الذي تم الاتفاق عليه في الصخيرات ولم يلتزم به المجلس الرئاسي أو حكومة الوفاق"