ما وراء الخبر

هل تؤثر تصريحات البارزاني على علاقة بغداد بأربيل؟

بحث برنامج “ما وراء الخبر” الرسائل التي حملتها تصريحات مسرور البارزاني إلى حكومة بغداد، وانعكاسات محتوى هذه التصريحات على أجواء التقارب الحالي بين بغداد وأربيل.

اتهم مستشار مجلس أمن إقليم كردستان العراق مسرور البارزاني الحكومة العراقية بأنها أكبر ممول لتنظيم الدولة الإسلامية بالسلاح، ولكن بطريقة غير مباشرة، وطالب البارزاني بتوفير أسلحة متطورة لقوات البشمركة الكردية لتمكينها من القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية.

وأثارت هذه التصريحات جدلا حول الرسائل التي قصد مسرور البارزاني توصيلها إلى حكومة بغداد، ومدى تأثير هذه التصريحات على أجواء التقارب الحالي بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان.

نظرة ريبة
وعن مغزى تصريحات مستشار مجلس أمن إقليم كردستان العراق رأى المحلل السياسي عبد الحكيم خسرو أنها جاءت لتؤكد أن قوات البشمركة لم تزود بالأسلحة الأميركية المتطورة، بل إنهم تركوا مسلحين بأسلحة قديمة ليست بحداثة أسلحة القوات العراقية التي وقعت لاحقا في أيدي قوات التنظيم.
 
وحسب خسرو نجحت البشمركة في مواجهة التنظيم رغم فارق التسليح، وتمكنت من استعادة السيطرة على بعض المناطق التي كانت قد وقعت تحت سيطرة التنظيم، وطالب بتسليح البشمركة بالأسلحة المتطورة حتى تتمكن قواتها من الوقوف في وجه تنظيم الدولة.

وعاب المحلل السياسي في حلقة الخميس 11/6/2015 من برنامج "ما وراء الخبر" على شركاء العملية السياسية في العراق النظر إلى إقليم كردستان بنظرة ريبة وتخوف، وعبر عن أسفه لقيام بعض الكتل السياسية ببناء إستراتيجياتها وفقا لهذه النظرة وأنها كانت تعمل لإضعاف الإقليم الذي شارك رغم ذلك في بناء الدولة الجديدة.

وقلل من أهمية تصريحات البارزاني، وأوضح أنه لم يأت بجديد، واستبعد أن يكون لتصريحاته أثر على علاقة الإقليم بحكومة بغداد، وقال إن الجميع في انتظار قرارات لجنة التحقيق في سقوط الرمادي، والتي ستوضح الحقيقة حول الأسباب التي أدت إلى سقوط المدينة وانسحاب الجيش العراقي منها.

السنة هم الضحايا
من جهته، عزا الأكاديمي والناشط السياسي العراقي الدكتور هاني عاشور ضعف الجيش العراقي إلى تهاون الحكومة السابقة في محاربة الفساد الذي كان مستشريا بين قادة الجيش "غير المؤهلين".

ولم يجد عاشور جديدا في اتهام البارزاني للحكومة العراقية، واستشهد بحديث سابق لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أكد فيه أن التنظيم غنم 2300 عربة همر في معاركه مع الجيش العراقي، وحسب عاشور فإن التنظيم استولى على نصف إمكانيات الجيش وبدأ يقاتل بها.

أما الباحث السياسي العراقي لقاء مكي فقد رأى أن التسليح النوعي للبشمركة يعد محل خلاف بين الحكومة العراقية وأميركا، وذلك لتخوف بغداد من أن تسليح الإقليم سيؤدي إلى انفصاله، وسيأخذ معه مناطق تعتبرها الحكومة غير تابعة للإقليم، مؤكدا أن أميركا تدرك أن وجود سلاح نوعي وقوي سيشجع الإقليم على الحفاظ على هذه الأراضي وضمها إليه عند الانفصال.

وفيما يتعلق بأثر تصريحات البارزاني على علاقة الإقليم ببغداد، قال مكي إن العلاقة سيئة بالأساس وإنها تتميز بعدم الثقة، كما أشار إلى إحساس حكام بغداد بالغيرة من النجاحات السياسية التي حققتها أربيل وفشلوا هم بتحقيقها في بغداد.

ومن وجهة نظر الباحث السياسي فإن السنة في العراق هم الضحايا الأساسيون لكل ما جرى منذ 12 عاما، رافضا القول إن تنظيم الدولة يمثلهم أو يناسبهم، وأكد أنهم وقعوا ضحية للحكومة التي تعمل تحت إمرة إيران.