سيول جارفة وفيضانات تجتاح العراق.. وهذا ما خلفته

A man rides his bicycle on a flooded street after heavy rainfall on the outskirt of Najaf, Iraq January 28, 2019. REUTERS/Alaa Al-Marjani
السيول أغرقت الشوارع في ضواحي النجف جنوب بغداد (رويترز)

الجزيرة نت-بغداد

بعد أشهر من موجة الجفاف القاسية التي ضربت العراق وأنهاره الصيف الماضي تسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد مؤخرا بسيول جارفة وفيضانات شملت العديد من المناطق بما فيها العاصمة بغداد.

وتسببت السيول في انهيار عشرات المنازل وجسور وطرق وانقطاع للخدمات عزاها مراقبون إلى تردي البنى التحتية وخراب مجاري صرف المياه.

وأدى هطول الأمطار الغزيرة في الأيام الأخيرة بعدد من المحافظات إلى شل مناحي الحياة، ففي بغداد أغرقت الأمطار المنازل وأغلقت طرقا وأنفاقا وتسببت في انقطاع الكهرباء عن عدد من الأحياء، فضلا عن تعذر وصول الموظفين لأعمالهم والطلاب إلى مدارسهم.

أحد الشوارع في بابل وقد غرق بمياه الأمطار (مواقع التواصل)
أحد الشوارع في بابل وقد غرق بمياه الأمطار (مواقع التواصل)

إغلاقات
وفي الموصل (شمالي البلاد) تسببت الأمطار في إغلاق أسواق شعبية كبيرة وذلك بعد غرق المحال التجارية وشوارع بأكملها، وبحسب أحد أصحاب المحلات في سوق النبي يونس، فإن المنطقة تعاني من ترد كبير في القطاع الخدمي نتيجة الدمار الذي لحق بالبنى التحتية خلال المعارك الأخيرة.

أما في إقليم كردستان العراق فدخلت مياه الأمطار منازل المواطنين في مدينة أربيل، وأعلنت مدينة حلبجة تعطيل الدوام الرسمي الثلاثاء، في حين تلاها قضاءا سيد صادق وبينجوين في محافظة السليمانية بتعطيل المدارس والدوائر الحكومية.

وفي غربي العراق، تسببت السيول والأمطار في غرق عشرات القرى، واضطر سكانها للنزوح بعد أن عجزت البلديات والدفاع المدني عن السيطرة والتقليل من حدة الأزمة.

وفي وسط البلاد، تعرضت كل من محافظات بابل وواسط وكربلاء والنجف لأمطار وسيول، ما أدى لغرق العديد من الأحياء السكنية.

وتعرضت مدينة الكوت في محافظة واسط ومناطق أخرى في محافظة النجف للفيضانات، ما أدى لغرق أحياء كاملة، وخلف أضرارا كبيرة لعشرات المنازل، الأمر الذي دفع بعشرات العائلات للنزوح.

طالبات في العاصمة حالت الأمطار دون وصولهن للمدرسة (مواقع التواصل)
طالبات في العاصمة حالت الأمطار دون وصولهن للمدرسة (مواقع التواصل)

حقول الموت
أما في شرق العراق فقد أعرب مكتب حقوق الإنسان في محافظة ديالى (قرب الحدود مع إيران) عن قلقه البالغ خشية أن تتسبب السيول الجارفة في نقل ما سماها "حقول الموت" صوب الأهالي.

وقال مدير المكتب صلاح مهدي إن الحدود العراقية الإيرانية من جهة ديالى مليئة بحقول كبيرة جدا من الألغام (متروكة منذ الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي) تضم وفق معلومات أولية عشرات الآلاف من الذخائر غير المنفجرة، وهو ما يشكل خطرا داهما على المواطنين.

وبحسب خبراء، فقد سجل العراق خلال فصل الشتاء الحالي أعلى نسبة هطول للأمطار مقارنة بالمتوسط المسجل خلال السنوات العشر الماضية.

وتعاني معظم المحافظات العراقية جراء الأزمات التي تعيشها البلاد إلى جانب تفشي الفساد تضررا كبيرا في بناها التحتية.

وكان العراق قد شهد في بداية موسم الشتاء الحالي وقوع كارثة كبيرة تعرضت لها منازل سكنية وتسببت بغرق عشرات القرى بأكملها ومقتل وإصابة أكثر من ثلاثين شخصا، في حين اضطر المئات من المواطنين إلى الهجرة، خاصة في محافظات ديالى وواسط وصلاح الدين.

المصدر : الجزيرة