محافظة ديالى تدفع ثمن الجغرافيا

خارطة محافظة ديالي
محافظة عراقية تسكنها أغلبية سنية، تعاقبت على حكمها إمبراطوريات شهيرة قبل الفتح الإسلامي سنة 16 للهجرة، دفعت ثمن الجغرافيا، حيث تقع على الحدود الإيرانية، وشهدت هجمات شرسة من مليشيات شيعية استهدفت الأغلبية السنية. 

الموقع
تقع محافظة ديالى شرق بغداد وتمتد من شمال شرق العاصمة حتى الحدود الإيرانية، وعاصمتها مدينة بعقوبة.

المساحة
تمتد محافظة ديالى على مساحة تبلغ نحو 17617 كيلومترا مربعا، وتنقسم إداريا إلى ستة أقضية وهي بالإضافة إلى بعقوبة: قضاء الخالص، وقضاء المقدادية، وقضاء بلدروز، وقضاء خانقين، وقضاء كفري.

السكان
قدر عدد سكان المحافظة عام 2003 بنحو 1.27 مليون نسمة، وتعد المحافظة العراقية الوحيدة ذات الغالبية السنية العربية التي لها حدود مع إيران، في حين أن المحافظات الحدودية الأخرى مع هذا البلد ذات غالبية شيعية أو سنية كردية، فضلا عن أن ديالى هي أقرب طريق بين بغداد وإيران.

تتراوح نسبة العرب السنة في محافظة ديالى بين 65% و70%، وبقية سكانها عرب شيعة وأكراد. وقد فازت القوى السياسية الممثلة للسنّة منذ عام 2005 بالانتخابات المحلية لتشكيل مجالس المحافظة.

تسكنها عشائر عديدة من بينها عشائر العزة، وكنانة، والعبيد، والجبور، وبني قيس، والدليم، والسعيد، والعسكري، وطيّئ، وبني تميم، وبني سعد، وبني خالد، وبني حرب، وبني زيد، وشمر، والأجود، وعتبة، والبومحمد، وغيرها.

الجغرافيا
حملت المحافظة اسم نهر ديالى الذي يمر وسطها ويصب في نهر دجلة، وبفضل ذلك اشتهرت بزراعة الحمضيات والرمان وانتشار بساتين النخيل فيها. ويتميز مناخ المحافظة بكونه شديد الحرارة صيفا والبرودة شتاء. 

تاريخ
تاريخ ديالى تمتد جذوره في أعماق القِدم، إذا تعاقبت على حكمها إمبراطوريات كبرى مثل السومريين والأكديين والآشوريين والبابليين، ثم الساسانيين والإغريق قبل أن يفتحها المسلمون سنة 16 للهجرة.

عانت المنطقة من غزو المغول أواخر القرن الـ13 الميلادي، ودخلت في حكم الخلافة العثمانية في القرن الـ16 الميلادي، إلى أن احتلها الإنجليز عام 1915.

حرب طاحنة
تمتد الحدود بين ديالى وإيران على عشرات الكيلومترات، مما سهل صنوفا من تدخل المليشيات الشيعية فيها عقب احتلال العراق عام 2003. وقد وثقت تقارير من داخل العراق معاناة المكون السني من تلك التدخلات، وهو الذي كان يشكل نحو ثلثي عدد سكان المحافظة، قبل أن تنزل النسبة إلى أقل من 50% بسبب عمليات القتل والتهجير، وشراء أملاك المهجرين بأسعار بخسة من قبل أطراف شيعية وكردية، وتدمير أراضيهم لمنعهم من العودة إليها مجددا.

وعاشت محافظة ديالى أعمال قتل وعنف طائفي على أيدي مليشيات شيعية، على مرأى من القوات العراقية، في محاولة لتسهيل إجراء تغيير ديمغرافي واسع في المحافظة.

وجرت أحداث قتل وإحراق لتسع مساجد للسنة في مدينة المقدادية (100 كيلومتر شمال شرق بغداد)، في يناير 2016، قامت بها الميليشيات الشيعية، عقب تفجير لمقهى في المدينة أودى بحياة العشرات من المدنيين.

وتعد أحداث المقدادية جزءا من موجات متتابعة من أعمال العنف في مدن ديالى، فقد شهدت محافظة ديالى أكبر موجة تهجير قسري بين عامي 2006 و2007 عقب تفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء في فبراير/شباط 2006.

وفي أغسطس/آب 2014، قتلت مليشيات الحشد الشعبي نحو سبعين مصليا وأصابت عشرات آخرين بجروح أثناء أدائهم صلاة الجمعة بمسجد مصعب بن عمير بمحافظة ديالى. وقبل ذلك جرت عمليات عنف عديدة لا سيما في بعقوبة والمقدادية.

وفي صيف عام 2013، قالت رئيسة لجنة المهجّرين والمرحّلين في البرلمان العراقي لقاء وردي إن مليشيات تقوم بعمليات تهجير منظمة وممنهجة في بعض مناطق ديالى، وذكرت صحيفة عراقية حينئذ أن عدد العائلات التي طالها التهجير القسري في قضاء المقدادية وبعض القرى التابعة له ناهز 235.

وفي عام 2013 رصد المراقبون محاولات منهجية مستندة للعنف لإحداث تغيير ديمغرافي في المحافظة.

ويقول الباحث في الشؤون السياسية العراقية يحيى الكبيسي في مقال نشر في نوفمبر/تشرين الثاني 2013 إن هناك عمليات منهجية للتهجير القسري في مدن العراق المختلفة عادت بعد توقف مؤقت. 

 
ومنذ 2003 تتهم أطراف سنية في العراق المليشيات الشيعية بممارسة حملات تطهير طائفي ومحاولة تغيير سكاني لحساب المكون الشيعي في محافظة ديالى.
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية