الجزيرة للدراسات يبحث الحسابات الخاطئة لمحاصري قطر

مديرية التوجيه المعنوي بوزراة الدفاع القطرية تعلن وصول أولى طلائع القوات التركية إلى الدوحة
وصول القوات التركية لقطر مثّل لحظة مفصلية في الأزمة الخليجية (الجزيرة)

أصدر مركز الجزيرة للدراسات اليوم الخميس ورقة بحثية تتناول الحسابات الخاطئة التي اعتمدت عليها الدول المحاصرة لقطر والعوامل الإقليمية والدولية المؤثرة في الأزمة وآفاق حلها.

وتسلط الورقة البحثية الضوء على تقديرات غير صائبة انطلقت منها دول الحصار، حيث راهنت على علاقات شخصية مع مقربين من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وأغفلت حقيقة أن الولايات المتحدة دولة تحكمها مؤسسات تضع المصالح الإستراتيجية فوق كل الاعتبارات.

فبعد ابتهاج الدول المحاصرة بتغريدات للرئيس الأميركي ضد قطر، انسحب البيت الأبيض من الأزمة وأوكل متابعتها لوزارتي الدفاع والخارجية، اللتين أكدتا أكثر من مرة عمق العلاقة مع قطر وحيويتها.

ولم يتغير الموقف الأميركي فقط من الانحياز للسعودية والإمارات إلى الوقوف على الحياد فحسب، بل خلصت وزارة الخارجية إلى أن عدم تقديم دول الحصار شكاوى ضد قطر يثير الشكوك حول مصداقية الإجراءات، وربما يعكس أن الأزمة تتعلق بمشاكل داخلية لا علاقة لها بمزاعم رعاية الدوحة للإرهاب.

ومن الحسابات الخاطئة أيضا، التعويل على اصطفاف عربي ضد قطر، بينما رفضت معظم دول المنطقة الحصار، وطالبت بحل الأزمة عبر اعتماد الحوار.

موقف مخيب
وفي ما عدا نظام السيسي المدين لأبوظبي والرياض بدعم انقلابه في الثالث من يوليو/تموز 2013، رفضت الدول العربية الوازنة الوقوف ضد قطر، وجاء الموقف المغربي مخيبا للمحاصرين نظرا لعلاقاته الوطيدة بالسعودية والإمارات.

وتخلص ورقة المركز إلى أنه "من الواضح أن السعودية والإمارات لم تُجريا اتصالات مسبقة لبناء تحالف من الدول يعزِّز موقفهما، وأنها فوجئت برفض العديد من الدول العربية والإقليمية تأييد حصار قطر ومقاطعتها".

لكن الموقف الأكثر تأثيرا في الأزمة صدر عن تركيا، حيث صادق برلمانها على نشر خمسة آلاف جندي في قاعدة تركية بقطر، وعلى جناح السرعة، مما بعث رسالة واضحة بأن أنقرة ستقف إلى جانب الدوحة إذا اعتدت عليها جاراتها.

ثم إن ضعف موقف الدول المحاصرة لا يتعلق فقط بالحسابات الخاطئة، إنما أيضا بتهافت مبرراتها من جهة، وعدم استحضارها قدرة الدوحة على الصمود بفعل تحالفاتها الإقليمية والدولية من جهة أخرى.

فمن حيث المبررات، أعلنت مجموعة دول الحصار قائمة شخصيات ومنظمات إرهابية ادَّعت صلتها بقطر، ولكن هذه "القائمة وُضعت على عجل وحملت أدلة على عدم كفاءة من أعدَّها".

بدائل وإمكانيات
لقد ضمَّت القائمة "منظمات خيرية ذات اعتبار دولي، ومستشارًا مقرَّبًا من الرئيس اليمني الذي يُفترض أنه وقف إلى جانب دول الحصار، ومصريًّا معتقلًا في سجون بلاده لم يدخل قطر مطلقًا، وقائد القوة القطرية في الحدِّ السعودي الجنوبي الذي وقف وقواته دفاعًا عن السعودية وأمنها طوال شهور".

أما إمكانيات قطر فتجلت في قدرتها على إيجاد بدائل عن الدول المحاصرة عبر الاستيراد من عمان وإيران وتركيا ومن دول عديدة.

وبينما لم تستطع دول الحصار تبرير موقفها أوروبيا، نجح وزير خارجية قطر في دفع برلين وباريس ولندن لرفض التصعيد في الخليج والدعوة لحل الأزمة عبر الحوار.

أما عن أفق الأزمة، فتذهب الورقة البحثية للمركز إلى ترجيح حل الأزمة عبر الوساطة الكويتية بالنظر إلى الرفض الأميركي والإقليمي للتصعيد. 

ومن أهم مرجحات هذا الطرح رغبة ولي العهد السعودي الجديد محمد بن سلمان في تكريس جهده للداخل وإقناع الأميركيين بأهليته كلاعب مهم في المنطقة، بعد أن وظف الأزمة  في صرف الأنظار عن معركته مع ابن عمه ولي العهد المعزول الأمير محمد بن نايف

المصدر : الجزيرة