محمد بن نايف آل سعود

In this Monday, May 14, 2012 photo, Saudi Arabia's Interior Minister Prince Mohammed bin Nayef waits for Gulf Arab leaders ahead of the opening of Gulf Cooperation Council, also known as GCC summit, in Riyadh, Saudi Arabia. Its new king, Salman bin Abdul-Aziz Al Saud, moved swiftly Friday, Jan. 23, 2015, to name Nayef as deputy crown prince, making him the second-in-line to the throne, as he promised to continue the policies of his predecessors in a nationally televised speech. (AP Photo/Hassan Ammar)
أمير سعودي كان وليا للعهد ووزير الداخلية إلى أن أعفاه الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز من منصبه في 21 يونيو/حزيران 2017 وعين مكانه نجله الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد. تسميه وسائل الإعلام الأميركية "جنرال الحرب على الإرهاب".
 
المولد والنشأة
ولد محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود يوم 30 أغسطس/آب 1959 في مدينة جدة غربي السعودية، ووالدته هي الأميرة الجوهرة بنت عبد العزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود.

وهو متزوج من الأميرة ريما بنت سلطان بن عبد العزيز آل سعود، وأب لابنتين. ومن أبرز هواياته رياضة السباحة، وركوب الخيل، والصيد، والرماية التي بنى لها ميدانا خاصا لممارستها في قصره.

الدراسة والتكوين
تلقى تعليمه ما قبل الجامعي بالعاصمة السعودية الرياض في "معهد العاصمة النموذجي" (مدرسة مخصصة لتعليم أبناء الأسرة المالكة وقد تخرج فيها أمراء تولوا مناصب رفيعة في الدولة)، وحصل على درجة بكالوريوس في العلوم السياسية عام 1981 من إحدى الجامعات بالولايات المتحدة.

كما تلقى -قبل عمله في وزارة الداخلية عام 1999- دورات تدريبية متقدمة في تطبيق القانون ومكافحة الإرهاب بكل من الولايات المتحدة وبريطانيا.

الوظائف والمسؤوليات
تولى محمد بن نايف عدة مسؤوليات ومناصب حكومية، فهو ولي ولي العهد، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، ووزير الداخلية، وعضو في هيئة البيعة، واللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، والمجلس الاقتصادي الأعلى، والمجلس الأعلى للإعلام.

كما يترأس لجانا مختلفة مثل لجنة الحج العليا، والهيئة العليا للأمن الصناعي، والمجلس الأعلى لكلية الملك فهد الأمنية، والمجلس الأعلى للدفاع المدني، ورئيس المجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.

ويشغل مناصب فخرية في هيئات محلية وعربية، فهو الرئيس الشرفي لمجلس وزراء الداخلية العرب، والجمعية الوطنية للمتقاعدين، واللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم (تراحم). ويرأس لجانا إنسانية عديدة تقدم مساعدات الإغاثة في بلدان مثل لبنان وفلسطين والصومال وسوريا وأفغانستان وباكستان.

وفي 29 أبريل/نيسان 2015، أصدر ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز آل سعود أمرا بتعيين الأمير محمد بن نايف وليا للعهد، وتعيينه نائبا لرئيس مجلس الوزراء، مع احتفاظه بمنصبه وزيرا للداخلية ورئيسا لمجلس الشؤون السياسية والأمنية.

التجربة السياسية
عمل محمد بن نايف بعد إكمال دراسته في أعمال تجارية خاصة حتى صدور الأمر الملكي في 13 مايو/أيار 1999 بتعيينه مساعدا لوزير الداخلية للشؤون الأمنية بالمرتبة الممتازة، فكانت تلك بداية مسيرته في دواليب الحكم حيث تدرج في عدد من المناصب السياسية والأمنية الكبيرة.

وفي 22 يوليو/تموز 2004 صدر أمر ملكي بتعيينه مساعدا لوزير الداخلية للشؤون الأمنية بمرتبة وزير، وهو المنصب الذي عُرف فيه بجهوده في مكافحة "الإرهاب"، واهتمامه بالمزاوجة بين الملاحقة الأمنية المكثفة لأعضاء تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، وإعادة "التأهيل الفكري" لمن يعلنون "توبتهم" من ممارسي العنف، وقد أسس لهذا الغرض "مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية" سنة  2006.

أدت الحملة الأمنية التي قادها محمد بن نايف ضد تنظيم القاعدة إلى تعرضه في 27 أغسطس/آب 2009 لمحاولة اغتيال فاشلة أثناء استقباله أحد المطلوبين الأمنيين جاءه باعتباره "تائبا" يريد تسليم نفسه للأمير مباشرة.

وعندما اقترب الرجل من الأمير فجر نفسه بواسطة هاتف جوال، لكنه تعثر وسقط قبل أن يصل إليه فتفتت جسده بسبب الانفجار، وتبين أن المادة المتفجرة كانت مزروعة في جسد الانتحاري. وقد تبنى تنظيم القاعدة في اليمن العملية بعد حدوثها بأيام.

قبل تعيينه نائبا لوزير الداخلية في عام 2012، وصفته إحدى الوثائق الأميركية -التي سربها موقع ويكيليكس والصادرة بتاريخ مارس/آذار 2009- بأنه "يقدره الملك عبد الله..، ويحظى باحترام كبير من الشعب السعودي"، كما يؤكد مراقبون أن "ما جعله سياسيا ناجحا" هو محافظته على نموذج والده في "العلاقة الوثيقة مع العلماء المحافظين رغم أنه أكثر الأمراء تقبلا للأفكار الإصلاحية".

وفي وثيقة أخرى من وثائق ويكيليكس الأميركية وُصف الأمير محمد بأنه "متشدد تجاه إيران"، ومهتم باستشارة المسؤولين الأميركيين بشأن أفضل السبل لحماية البنية التحتية الأساسية في المملكة "عندما تكون في حالة حرب مع إيران".

وفي 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2012 أصدر عمه الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز آل سعود أمرا ملكيا بتعيينه وزيرا للداخلية.

وفي نفس اليوم الذي أعلنت فيه وفاة الملك عبد الله بن العزيز وتولي شقيقه سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في المملكة (23 يناير/كانون الثاني 2015)، أصدر الديوان الملكي السعودي أمرا ملكيا بتعيين الأمير محمد بن نايف وليا للعهد وإعفاء الأمير مقرن بن عبد العزيز ، ليكون بذلك أول من قد يتولى الحكم من أبناء "الجيل الثاني" من آل سعود.

ثم صدر أمر ملكي في 29‏ يناير/كانون الثاني 2015 بإنشاء مجلس الشؤون السياسية والأمنية وإسناد رئاسته إلى محمد بن نايف، ويتولى هذا المجلس رسم سياسات المملكة سياسيا وأمنيا، وهو ما جعله في نظر محللين غربيين "من أهم الشخصيات في أكبر بلد مصدر للنفط في العالم حتى قبل أن يصبح ملكا".

يرى عارفون بشؤون المملكة أنه صاحب دور بارز في إدارة العملية العسكرية "عاصفة الحزم" التي أطلقتها السعودية فجر يوم 26 مارس/آذار 2015 (بالتحالف مع دول عربية وإسلامية) ضد جماعة الحوثي وحلفائها في جمهورية اليمن المجاورة.

وهذه هي المرة الأولى التي تأخذ فيها السعودية زمام المبادرة وتقود حربا بتحالف دولي، حيث اكتفت في حرب تحرير الكويت ضد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين (17 يناير/كانون الأول إلى 28 فبراير/شباط 1991) بالانضمام إلى التحالف الدولي الذي قادته آنذاك الولايات المتحدة الأميركية.

في 21 يونيو/حزيران 2017، عيّن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز نجله الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد بموجب أمر ملكي وأعفى الأمير محمد بن نايف من مناصب ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، وفق ما أعلنه الديوان الملكي.

الجوائز والأوسمة
حصل محمد بن نايف على عدد من الأوسمة من حكومة بلاده، منها "وشاح الملك فيصل" لدوره في إنهاء عملية اختطاف طائرة روسية بمطار المدينة المنورة 2001، و"وشاح الملك عبد العزيز" من الطبقة الأولى 2009. كما مُنح منصب الرئيس الشرفي لمجلس وزراء الداخلية العرب.

المصدر : الجزيرة