تعقيدات الحرب المستعرة ضد تنظيم الدولة بسوريا

مصادر للجزيرة: مقتل 14 مدنيا في مدينة الرقة نتيجة قصف مقاتلات التحالف المدينة بسلاح الفوسفور الأبيض
قصف مقاتلات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة مدينة الرقة بسوريا بالفسفور الأبيض (الجزيرة)
تناولت مجلة نيوزويك الأميركية الحرب التي يخوضها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وتحدثت عن الأدوار التي يقوم بها اللاعبون الرئيسيون في هذه الحرب المستعرة منذ سنوات.

فقد أشارت المجلة من خلال مقال للكاتب روبين ياسين كساب إلى أنه سبق للرئيس الأميركي دونالد ترمب أن تعهد أثناء مراسم تنصيبه "بتوحيد العالم المتحضر ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف، والقضاء عليه وإزالته من على وجه الأرض".

وأضافت أن مشروع ترمب هذا يبدو أكثر تعقيدا مما كان يأمل، وتساءلت عن سر تحقيق روسيا وإيران والنظام السوري نجاحات في الصراع المشتعل في سوريا.

وأوضحت المجلة أن تنظيم الدولة ما فتئ يشن حربا شاقة على أعدائه الكبار في المنطقة، وأن بعض هؤلاء هم من "الإسلاميين المتطرفين" كحاله.

وقالت إن معركة الموصل في العراق انتهت ولكنها كانت على حساب تكلفة هائلة من المدنيين والجيش العراقي، بيد أن المشكلة الأهم في سوريا إنما تتمثل في عدم وجود اتفاق بشأن مرحلة ما بعد تنظيم الدولة، وخاصة في شرقي سوريا.

وأوضحت أن ثمة لعبة كبيرة جديدة تجري هذه الأيام للسيطرة على مرحلة ما بعد تنظيم الدولة في سوريا، وذلك في ظل عنف متزايد بين الولايات المتحدة وإيران. وأضافت أن روسيا والمليشيات التي يقودها الأكراد في سوريا يعتبرون أيضا من بين اللاعبين الرئيسيين في سوريا.

وأشارت إلى أن إيران والرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذا فازا في هذا الصراع سيعيدان هذه الأراضي المحروقة وغير المأهولة إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد الذي سبق أن مهد الطريق في المقام الأول لسيطرة تنظيم الدولة، وذلك في ظل سياسة القمع والأرض المحروقة التي انتهجها.

وأضافت أنه لا أحد يستشير الشعب السوري في كل ما يجري في هذا السياق، وذلك رغم أنه هو الذي انتفض في ثورة ديمقراطية قبل ست سنوات.

‪قافلة لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية أثناء استعراض في شوارع الرقة بسوريا منتصف 2014‬  (رويترز)
‪قافلة لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية أثناء استعراض في شوارع الرقة بسوريا منتصف 2014‬ (رويترز)

مدينة الرقة
وقالت نيوزويك إن المعارك ضد تنظيم الدولة في حصنه الحصين بسوريا المتمثل في مدينة الرقة آخذة في الاحتدام، وإن قوات سوريا الديمقراطية تقود هذه المعارك بدعم من المستشارين العسكريين الأميركيين، لكن المدنيين هم من يدفع الثمن.

وأضافت أن محققين تابعين للأمم المتحدة أعربوا عن أسفهم للخسائر الفادحة في الأرواح بسبب الضربات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي بقيادة أميركا. ومضت المجلة في الحديث عن التعقيدات الأخرى التي من بينها ما يتعلق بطبيعة تركيبة قوات سوريا الديمقراطية.

وأضافت أن هناك تعقيدات أخرى في هذا الصراع ،وأنها تتمثل في قيام روسيا بتأمين الغطاء الجوي لهذه القوات، وقالت إن هذا الإجراء لا تقوم به روسيا من أجل قتال تنظيم الدولة، بل لتوفير الدعم لهذه القوات ذات الأغلبية الكردية، وذلك عند استيلائها على بلدات ذات أغلبية عربية واستعادتها من سيطرة المعارضة المناوئة للنظام السوري.

وأضافت أن 80% من القوات الموالية للأسد التي كانت تحاصر حلب آخر العام الماضي لم تكن سورية، بل كانت مؤلفة من مليشيات شيعية من لبنان والعراق وأفغانستان، وأنها جميعها كانت تتلقى الدعم والتسليح والتمويل من إيران، الأمر الذي وضع إيران وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من أميركا في حالة تحالف غير معلن.

مشروع إيران
وقالت المجلة إن إيران أوشكت على تحقيق مشروعها الإستراتيجي الهادف إلى بسط نفوذها الإقليمي والدولي من خلال تأمين ممر بري من إيران عبر العراق وسوريا ولبنان إلى البحر المتوسط.

وأسهبت في الحديث عن المزيد من التعقيدات المتعلقة بهذا الصراع المحتدم في سوريا منذ سنوات، وقالت إن كلا من تنظيم الدولة والتحالف الأسدي الإيراني مارس سياسة التطهير العرقي في البلاد.

المصدر : الجزيرة + نيوزويك