لماذا تتوجه قوات أميركية جديدة للعراق؟

An image made available on 18 December 2011 shows US soldiers from the 3rd Brigade, 1st Cavalry Division, wait to start an internal patrol at Camp Adder, now known as Imam Ali Base, near Nasiriyah, Iraq on 16 December 2011 Around 500 troops from the 3rd Brigade, 1st Cavalry Division ended their presence on Camp Adder, the last remaining American base, and departed in the final American military convoy out of Iraq, arriving into Kuwait in the early morning hours of 18 December 2011. All U.S. troops were scheduled to have departed Iraq by 31 December 2011. At least 4,485 U.S. military personnel died in service in Iraq. According to the Iraq Body Count, more than 100,000 Iraqi civilians have died from war-related violence. EPA/MARIO TAMA / POOL
قوات أميركية تستعد للقيام بأعمال الدورية في قاعدة الإمام علي بالناصرية في العراق (الأوروبية-أرشيف)
تساءل الكاتب دانييل ديفيس في مقال بمجلة ذا ناشونال إنترست الأميركية: لماذا يتوجه المزيد من القوات الأميركية إلى العراق؟ وقال إن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أعلن الاثنين الماضي أن الرئيس باراك أوباما قد أذن بنشر 560 جنديا أميركيا جديدا في العراق.
 
وبعد ثلاثة أيام من ذلك الإعلان، رجح الجنرال الأميركي جوزيف فوتيل أن يطلب الجيش الاستعانة بقوات أميركية إضافية بالعراق. وأشار -في مقابلة أجرتها معه رويترز الخميس- إلى أن حجم الزيادات المحتملة في المستقبل لا يزال محل نقاش داخل الدوائر العسكرية. ولم يذكر أي تفاصيل عن توقيت إرسال أي طلبات بهذا الشأن لإدارة الرئيس أوباما. 

وأوضح وزير الدفاع أن الرئيس أوباما سمح بنشر المزيد من القوات الأميركية بالعراق من أجل المساعدة في استعادة مدينة الموصل من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.
 
وقال ديفيس إنه بينما يحتمل أن توفر هذه القوات الأميركية التكتيكات اللازمة للقوات العراقية في هذه المهمة، فإن هذه الخطوة تكشف افتقار الإدارة الأميركية للرؤية الإستراتيجية في حربها ضد تنظيم الدولة في المنطقة.

وأضاف الكاتب أن نشر مزيد من القوات الأميركية في العراق يكشف أيضا عن تنازل الكونغرس المستمر عن مسؤولياته الدستورية.

وأوضح أنه على المستوى التكتيكي فإنه ليس هناك من شك من أن القوت العراقية ستستفيد من القوات الأميركية بما يتعلق بالبنية التحتية والقدرات اللوجستية في قاعدة القيارة الجوية القريبة من مدينة الموصل.


تبعات إستراتيجية
وأضاف ديفيس أن ما يهم الولايات المتحدة هو التبعات الإستراتيجية لهذه الخطوة وليس الإمكانيات التكتيكية، وخاصة أن تنظيم الدولة سيقاتل بشراسة للدفاع عن الموصل التي يعتبرها عاصمته بالعراق، ولكن خسارة التنظيم للمدينة لا تعتبر مؤشرا على نهايته، بل ستزيد من خطر الهجمات المستوحاة من جانب تنظيم الدولة داخل الأراضي الأميركية.

وأشار الكاتب إلى أنه بالرغم من أن الولايات المتحدة ربما تكون تحقق انتصارات في معارك ضد تنظيم الدولة في كل من العراق وسوريا، فإنها تخسر في مناطق أخرى شتى في العالم.

وحذر من أن واشنطن ستفشل في محاولتها إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة وحماية الداخل الأميركي  بنفس اللحظة، وذلك ما لم تقم بإعادة صياغة إستراتيجيتها لكيفية التعامل مع هذا التنظيم على مستوى العالم بدلا من التركيز على النجاحات التكتيكية في كل من العراق وسوريا.


وقال ديفيس أيضا إن هجمات تنظيم الدولة في باريس وإسطنبول وبغداد وأورلاندو والمدن الأخرى بالعالم، وتمدده في مناطق أخرى مثل أفغانستان واليمن وشمال أفريقيا تُظهر أنه حتى لو كنا ألحقنا الهزيمة بتنظيم الدولة في العراق وسوريا بتكلفة كبيرة، فإن التهديدات بشنه هجمات على الأراضي الأميركية تتزايد.

وأضاف أن حرمان تنظيم الدولة من مدن يدافع عنها أو بلديات يديرها ويدفع رواتبها، يعني أن مقاتليه سيهيمون على وجوههم في أنحاء العالم كما جرى مع مقاتلي تنظيم القاعدة، وبالتالي نجعلهم يوظفون المصادر التي يمتلكونها ويركزون جهودهم على تنفيذ الهجمات "الإرهابية" العالمية.

 
واختتم الكاتب بالقول إنه حري بالولايات المتحدة الآن التوقف عن إنفاق موارد كبيرة في المعارك التكتيكية، والبدء بالتركيز على العمليات الإستراتيجية.
المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية