السعودية متهمة بتجاهل القانون الإنساني باليمن

قالت منظمة العفو الدولية إن تجاهل المملكة العربية السعودية للقانون الإنساني الدولي بدا واضحا أكثر من أي وقت مضى من خلال الغارة الجوية التي أصابت منطقة "فج عطان" السكنية في العاصمة اليمنية صنعاء فجر أمس الجمعة وأوقعت 14 قتيلا مدنيا بينهم خمسة أطفال.

وتحدثت منظمة العفو في بيان عن "ليلة رعب" في صنعاء "أمطر خلالها التحالف بقيادة السعودية المدنيين بالقنابل بينما كانوا نائمين".

وذكرت أن الغارة شملت أكثر من ضربة جوية واحدة، ونقلت عن سكان في المنطقة قولهم إنه لم يكن هناك أي هدف عسكري لحظة وقوع الهجوم الجوي.

وأقر تركي المالكي المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية بأن الهجوم تسبب في خسائر بشرية، لكنه عزا ذلك إلى "خطأ تقني" كان سببا في وقوع الحادث الذي وصفه بغير المقصود.

وقالت قيادة التحالف في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية السبت أن الطائرات كانت تستهدف مركزا للقيادة والسيطرة والاتصالات يتبع للمسلحين الحوثيين ويقع في منطقة الغارة.

غير أن الدبلوماسي اليمني السابق عباس المساوي اعتبر أن غارة التحالف العربي ليست خطأ تقنيا، وأوضح أن القانون الدولي يمنع استهداف أي موقع إذا كان داخل مناطق مدنية حتى لو كان عسكريا.

تبعات الانتهاكات
من جانبها قالت الباحثة القانونية في المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إيناس زايد إن اعتراف التحالف بوقوع ضحايا مدنيين لا يعفيه من المسؤولية، وأوضحت أن تكرار الغارات التي تستهدف المدنيين يؤشر إلى انعدام حسن نية لدى التحالف وإلى عدم جدية تحقيقاته وغياب التحديد لقواعد الاشتباك لديه.

وأكدت الباحثة في اتصال مع الجزيرة على ضرورة تحرك الأمم المتحدة وفتح تحقيق بشأن تجاوزات التحالف العربي وانتهاكاته للقانون الدولي الإنساني، ودعت إلى تقديم الأدلة على تلك الانتهاكات للعدالة من أجل محاكمة مجرمي الحرب ومرتكبي الجرائم ضد الإنسانية أمام المحكمة الجنائية الدولية.

وسبق أن اتهم التحالف بالوقوف خلف ضربات جوية تسببت في مقتل مدنيين, وذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان أمس الجمعة أن ضربات جوية شنها التحالف أدت لمقتل 42 مدنيا في الأسبوع الماضي، بينهم عدد من الأطفال.

ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعا داميا بين المسلحين الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من جهة والقوات الحكومية من جهة أخرى، وتدخل التحالف العربي في النزاع بداية من مارس/آذار 2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة من البلاد.

والمدنيون هم من يدفع الثمن الأكبر للحرب، فمنذ بداية تدخل التحالف العربي قتل أكثر من 8000 شخص بينهم آلاف الأطفال والنساء، وجرح 47 ألف آخرين على الأقل، حسب أرقام منظمة الصحة العالمية. كما نزح مئات آلاف اليمنيين من منازلهم.

المصدر : الجزيرة + وكالات