معارك ضارية شرق حلب والمعارضة تصد هجمات للنظام

تشهد جبهات بالأحياء المحاصرة شرق حلب معارك ضارية بين كتائب المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام والمليشيات الموالية له وسط استمرار القصف العنيف أوقع خسائر في صفوف المدنيين، في وقت تمكنت فصائل المعارضة من صدّ هجمات جديدة لقوات النظام المتقدمة في الأحياء الشرقية وكبدتها خسائر، بالتزامن مع إعلان الكتائب المقاتلة في حلب عن تشكيل جيش حلب لمواجهة تقدم جيش النظام.

وقالت شبكة شام إن معارك وصفتها بالعنيفة جدا تدور على جبهات حي الشيخ سعيد جنوب شرق المدينة، وأشارت إلى أن قوات المعارضة صدت جميع محاولات قوات النظام للتقدم واستعادة عدة نقاط في الحي، إضافة إلى السيطرة على مبان عديدة كانت قد خسرتها سابقا في السكن الشبابي بحي المعصرانية.

وأوضحت المصادر نفسها أن مسلحي المعارضة كبدوا قوات النظام -التي سيطرت على نحو 40% من مناطق سيطرة المعارضة بحلب الشرقية خلال الأيام الماضية- قتلى وجرحى وخسائر في المعدات.

في السياق، قالت وكالة مسار برس المعارضة إن فصائل المعارضة قتلت وأسرت عددا من عناصر قوات النظام أثناء محاولتهم التقدم على جبهة الشيخ سعيد، وتزامن ذلك مع اشتباكات عنيفة بين الجانبين على جبهات حيي كرم الطراب وبستان القصر، مما أسفر عن سقوط المزيد من القتلى في صفوف قوات النظام.

وتسعى قوات النظام السوري والمليشيات الأجنبية المتحالفة معها للمحافظة على ما حققته من تقدم وتضيق الخناق على المناطق التي ما زالت خاضعة للمعارضة شرق حلب، وسط أنباء عن إرسال قوات النظام تعزيزات عسكرية تشمل المئات من قوات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة تمهيدا لخوض حرب شوارع شرق المدينة المحاصر والذي يعاني سكانه من أوضاع إنسانية متدهورة.

قصف عنيف
في هذه الأثناء تعرضت أحياء حلب المحاصرة لقصف مدفعي مكثف وعنيف جدا وسط غياب للطيران الحربي والمروحي في الأجواء بسبب سوء الأحوال الجوية، وأدى القصف لمقتل أربعة أطفال من عائلة واحدة في حي المعادي، وفق شبكة شامخ ومسار برس. وكانت قوات النظام ارتكبت مجزرة أمس بقصفها حي جب القبّة مما أسفر عن مقتل 45 مدنيا أغلبهم من النساء والأطفال.

وقال سكان في حلب الشرقية لوكالة الصحافة الفرنسية أثناء محاولتهم التوجه أمس الأربعاء إلى منطقة الصاخور التي استعادها جيش النظام إن "القصف لا يتوقف، من المستحيل العبور".

أما في ريف حلب الغربي فقال الدفاع المدني إن ثلاثة أشخاص قتلوا وجرح آخرون جراء انفجار سيارة في بلدة السحارة بسبب خطأ تقني ارتكبه سائق السيارة التي كانت تحمل مواد متفجرة. وأضاف الدفاع المدني أن عناصره تمكنوا من انتشال الضحايا وإسعاف الجرحى، إضافة إلى إخماد الحريق الذي اندلع بسبب الانفجار.

وفي التطورات الميدانية الأخرى، تعرضت بلدات عدة في ريفي حماة الشمالي والجنوبي لقصف مدفعي عنيف من قوات النظام أسفر عن سقوط جرحى من المدنيين ودمار في المنازل، بحسب مسار برس.

وفي محافظة حمص تعرضت مدينة الرستن بالريف الشمالي لقصف مدفعي وبقذائف الدبابات من قبل قوات النظام. كما جرت اشتباكات عنيفة على جبهات جبل التفاحية ومحور بلدة كباني بجبل الأكراد في اللاذقية في محاولة من قبل قوات النظام التقدم هناك.

إخلاءات الجديدة
من جهة أخرى، أفاد مراسل الجزيرة بأن المعارضة المسلحة في ريف دمشق وافقت على شروط النظام لتسليم مدينة التل وخروج أفرادها بأسلحتهم الفردية وعوائلهم إلى مناطق سيطرتهم في إدلب شمالي البلاد.

ويأتي الإعلان عن الاتفاق بعد تنفيذ اتفاق مماثل في مخيم خان الشيح بريف دمشق. وكانت المعارضة اضطرت تحت ضغط القصف والحصار لإبرام اتفاقات مماثلة أدت لإخلاء بلدات على غرار داريا.

المصدر : الجزيرة + وكالات