مئات المستوطنين يقتحمون قبر يوسف بنابلس بحماية الاحتلال

مواجهات نابلس بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال Nablus المصدر: شاشة الجزيرة
مواجهات في شرق نابلس بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال (الجزيرة)

اقتحم مئات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال قبر يوسف في المنطقة الشرقية في مدينة نابلس، وأدى المستوطنون والمتطرفون اليهود صلوات وطقوسا تلمودية في القبر الذي يقع ضمن السيطرة الفلسطينية؛ بزعم الاحتفال بعيد العرش اليهودي.

وكان شاب فلسطيني قد أصيب بقنبلة غاز مباشرة في رأسه، والعشرات بالاختناق بالغاز، جراء إلقاء جنود الاحتلال الرصاص المعدني وقنابل الغاز تجاه عشرات الشبان الذي حاولوا التصدي لقوات الاحتلال.

وخلال عملية الاقتحام، أفاد شهود عيان باندلاع مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال التي أطلقت خلالها قنابل الغاز والصوت، بينما أشعل الشبان الفلسطينيون إطارات السيارات وأغلقوا الطرقات المؤدية إلى منطقة قبر يوسف بالحجارة.

وأكدت كتائب شهداء الأقصى الذراع المسلحة لحركة فتح استهداف آلية عسكرية بعبوات ناسفة محلية الصنع، كما أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي احتراق جرافة عسكرية إسرائيلية بعد إلقاء زجاجات حارقة عليها.

المسجد الأقصى

وفي وقت سابق قالت دائرة الأوقاف الإسلامية إن 1040 مستوطنا ومتطرفا يهوديا اقتحموا باحات المسجد الأقصى منذ ساعات صباح الأربعاء بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، في خامس أيام عيد العرش اليهودي.

وفرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قيودا مشددة على دخول المصلين الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى، ومنعت دخول الشبان منذ صلاة الفجر.

كما أغلقت شرطة الاحتلال محاور طرق عدة في محيط البلدة القديمة، وعززت قواتها ودفعت مئات من عناصرها إلى محيط المسجد الأقصى وداخل البلدة القديمة ومحيطها لتأمين وصول آلاف المستوطنين والمتطرفين اليهود لأداء صلاة "بركة الكهنة الثانية" خلال عيد العرش في منطقة حائط البراق.

صلوات وحماية

وكان العشرات من المستوطنين قد أدوا صلوات تلمودية عند باب القطانين أحد أبواب الحرم القدسي، ومن ثم انطلقوا في مسيرة تجوب أزقة البلدة القديمة.

وقالت مراسلة الجزيرة من القدس المحتلة نجوان السمري إن الاقتحامات التي ينفذها المتطرفون والمستوطنون متواصلة بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، مشيرة إلى تضييقات يفرضها جنود الاحتلال على الصحفيين الفلسطينيين.

وبيّنت أن الاقتحام يبدأ من باب المغاربة بتأمين من شرطة جيش الاحتلال، ثمّ يتجول المقتحمون في باحات المسجد الأقصى في دائرة بمحاذاة السور من الداخل وصولا إلى باب السلسلة الذي يخرجون منه.

وقالت المراسلة إن الآلاف يؤدون صلاة في حائط البراق، الذي تطلق عليه إسرائيل اسم حائط المبكى.

اقتحامات المسجد الأقصى
متطرفون يهود يؤدون صلوات تلمودية (الجزيرة)

اقتحامات وتنديد

وكان أكثر من 800 مستوطن ومتطرف يهودي قد اقتحموا المسجد الأقصى الثلاثاء وسط حراسة أمنية مشددة، في حين نددت الفصائل الفلسطينية بهذا التصعيد، وحذرت من "تداعيات خطيرة" يؤدي إليها هذا الاستفزاز.

وبدأ ما يعرف بعيد العرش (آخر الأعياد اليهودية الثلاثة: الفصح والأسابيع والعرش) في 29 سبتمبر/أيلول الماضي ويستمر حتى السادس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ويرتبط بذكرى تيه اليهود في صحراء سيناء وسكنهم تحت المظلات وفي الخيام.

وفي وقت سابق، حذر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة من أن استمرار اقتحامات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على المقدسات لا يمكن لأحد التكهن بنتائجها.

أما حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فقالت إن منع الاحتلال المصلين من الوصول إلى المسجدين الأقصى والإبراهيمي تصعيد خطير للحرب الدينية على المقدسات.

في حين حذرت حركة الجهاد الإسلامي من أن جرائم الاعتداء على المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى لا يمكن أن تمر بدون رد.

ووفق إحصاء لوكالة الأناضول، فقد اقتحم 3116 مستوطنا المسجد الأقصى خلال الأيام الثلاثة الماضية.

واستنادا إلى دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، فقد اقتحم الأقصى الأحد الماضي 789 مستوطنا، في حين اقتحمه الاثنين 1468، أما الثلاثاء فاقتحمه 859 مستوطنا.

وتمثل هذه الأرقام أضعاف عدد المستوطنين في الأيام العادية، إذ تتراوح أعداد المقتحمين بين 100 و200 يوميا.

وتجددت الاقتحامات اليوم الأربعاء، على أن تتواصل الخميس أيضا.

اقتحامات المسجد الأقصى
أكثر من 3 آلاف مستوطن اقتحموا باحات المسجد الأقصى خلال الأيام الماضية (الجزيرة)

مرافقة واشتباكات

وعادة ما تزداد وتيرة الاقتحامات للمسجد خلال فترات الأعياد اليهودية، وتتم على فترتين صباحية وبعد صلاة الظهر بتسهيلات ومرافقة من الشرطة الإسرائيلية.

وبدأت الشرطة الإسرائيلية السماح للمستوطنين بتنفيذ اقتحامات عام 2003، رغم التنديد المتكرر من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.

ووفق التقسيم الزماني والمكاني الذي فرضه الاحتلال منذ عام 1994 في أعقاب مجزرة الحرم الإبراهيمي، لا يدخل الفلسطينيون المسجد ولا يقيمون صلواتهم فيه خلال الأعياد اليهودية.

وفي الضفة الغربية، أصيب شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها قرية برقة شمال غرب مدينة نابلس، كما أصيب 19 شابا بحالات اختناق، وفق ما أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني.

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت القرية وأغلقتها، مما أدى لاندلاع مواجهات مع الشبان الفلسطينيين الذين حاولوا التصدي للاقتحام.

وأكد محافظ مدينة نابلس غسان دغلس أن قوات الاحتلال تمارس عقابا جماعيا بحق أهالي القرية من خلال فرض حصار متكرر عليها، بهدف تأمين حماية للمستوطنين الذين يقتحمون منطقة جبل القبيبات المعروفة بـ"مستوطنة حومش" سابقا.

المصدر : الجزيرة + الأناضول