المسجد الإبراهيمي
ثاني أهم المعالم الإسلامية في فلسطين بعد المسجد الأقصى، وقعت فيه المذبحة المعروفة باسمه عام 1994.
الموقع
يقع المسجد الإبراهيمي في قلب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وينسب المسجد -الذي يطلق عليه أيضا اسم الحرم الإبراهيمي- إلى النبي إبراهيم الخليل عليه السلام المدفون فيه قبل أربعة آلاف عام.
وسميت مدينة الخليل باسمه، وفيه قباب مغطاة تقول بعض المصادر التاريخية إنها قبور للأنبياء إبراهيم وزوجته سارة، وإسحق وإسماعيل ويعقوب ويوسف وزوجاتهم عليهم السلام.
التاريخ
إبان الفتوحات الإسلامية وفي عام 15 للهجرة حول المسلمون البناء إلى مسجد، لأنه بني مسجدا أصلا، بدليل أنه بني باتجاه القبلة قبل الإسلام.
وطوال عهدي الأمويين والعباسيين بقي مسجدا إسلاميا حتى الحروب الصليبية حين حوله الصليبيون إلى كاتدرائية لمدة تسعين عاما، ثم حرره صلاح الدين الأيوبي سنة 587 للهجرة، وثبّت عشر عائلات في الخليل لتشرف على سدانة الحرم وخدمته.
ويعد منبر الحرم أقدم منبر إسلامي، وهو تحفة فريدة، صنع في مصر عام 484 للهجرة، ثم نقل إلى عسقلان، وخاض صلاح الدين الأيوبي 52 معركة حتى وضعه في مكانه الحالي بصدر المسجد.
ومما يميز المنبر أنه مصنوع من خشب الأبانوس المطعم، ولا يوجد فيه أي مسمار، وإنما ركب بطريقة "التعشيق".
بقي المكان إسلاميا حتى عام 1967 حين وضع الاحتلال عليه العلم الإسرائيلي في الثامن من يونيو/حزيران 1967، لكنه بقي مسجدا إسلاميا حتى عام 1994 حين وقعت مجزرة الحرم الإبراهيمي.
المجزرة
كان عام 1994 محطة مهمة في تاريخ المسجد الإبراهيمي حين وقعت المجزرة وتحديدا فجر الجمعة الـ25 من فبراير/شباط 1994 الموافق الـ15 من رمضان 1415 للهجرة حين هاجم المستوطن باروخ غولدشتاين المصلين وأطلق عليهم النار وهم يؤدون صلاة الفجر، مما تسبب في استشهاد 29 مصليا وإصابة 15 آخرين قبل أن ينقض عليه مصلون آخرون ويقتلوه.
وبعد انتهاء المذبحة أغلق جنود الاحتلال الموجودون في الحرم أبواب المسجد لمنع المصلين من الهرب، كما منعوا القادمين من خارج الحرم من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى.
وخلال تشييع ضحايا المجزرة أطلق الجنود الإسرائيليون رصاصا على المشيعين، مما رفع عدد الضحايا إلى خمسين شهيدا.
ثم شكل الاحتلال الإسرائيلي لجنة تحقيق أسفرت عن أول قرار بتقسيم مسجد إسلامي إلى كنيس يهودي ومسجد، ووضعت على مداخله بوابات إلكترونية، وفرضت قيود على دخول المصلين إليه.
ومنذ ذلك الوقت توالت الاعتداءات على المسجد، وأغلقت البلدية القديمة في محيطه، وما زالت الأسواق القريبة منه -وفيها أكثر من خمسمئة محل تجاري- مغلقة، كما يمنع رفع الأذان فيه عشرات المرات شهريا.