الحزبية وانعدام الخبرة سبب تدهور الأمن بالعراق

Iraqi security forces and firefighters gather at the site of car bomb attack near a government office in Karkh district in Baghdad, Iraq, May 30, 2017. REUTERS/Khalid al-Mousily
قوات الأمن العراقي بعد تفجير سيارة مفخخة في حي الكرادة ببغداد نهاية الشهر الماضي(رويترز)

الجزيرة نت-بغداد

بينما اعتبر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الخلافات السياسية وسوء إدارة القوات الأمنية سبباً لتصاعد العمليات التفجيرية في البلاد، توقع مصدر أمني أن تشهد المرحلة المقبلة صراعا بين "المنتصرين" على تنظيم الدولة الاسلامية.

وكان العبادي قد أكد خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي أن تنظيم الدولة يسعى لتنفيذ عمليات "لإثبات وجوده"، محذراً من "خروقات أمنية" يتسبب فيها من وصفه "بالعدو".

تأتي تصريحات العبادي بعد الهجمات التي تبناها تنظيم الدولة، والتي استهدفت مناطق في العاصمة بغداد ومدينة هيت بمحافظة الأنبار غربي البلاد، وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.

العبادي حذر من أن تنظيم الدولةيسعى لتنفيذ عمليات لإثبات وجوده (الجزيرة)
العبادي حذر من أن تنظيم الدولةيسعى لتنفيذ عمليات لإثبات وجوده (الجزيرة)

أمر واقع
واعتبر مصدر أمني -رفض كشف اسمه- تصريحات العبادي "أمراً واقعاً" بعد انحسار تنظيم الدولة، مرجحا أن تشهد البلاد صراعات محدودة الرقعة الجغرافية بين "المنتصرين على الإرهاب".

ولفت المصدر إلى أن الصراع الشيعي الكردي سيكون وشيكاً، وأن الصراع الشيعي الحكومي سيكون وارداً بسبب تضارب المصالح، مشيرا إلى أن الصراع الذي طرفاه الحكومة والتحالف الدولي والفصائل المسلحة الموالية لإيران التي شاركت في الحروب ضد تنظيم الدولة، سيكون الأبرز خلال المرحلة المقبلة.

ويعترف المصدر بأن الولاءات الحزبية والطائفية تغلب على المؤسسة الأمنية التي تحتاج إلى مراجعة وإعادة هيكلة، مؤكداً أن العبادي يحظى بدعم من التحالف الدولي والمجتمع الدولي، فضلاً عن تأييد المرجعية الدينية وشعبية زعيم التيار الصدري (مقتدى الصدر)، وهي عوامل تؤهله إلى إحداث التغيير المطلوب بالمنظومة الأمنية.

وزادت حدة الانتقادات الموجهة إلى القوات الأمنية من جيش وشرطة بسبب تهم بالفساد وسوء الإدارة، بعدما فشلت في الحد من العمليات التفجيرية وعمليات الخطف التي تقوم بها بعض الفصائل المسلحة.

واعتبر القيادي في حزب الدعوة علي العلاق أن التحدي الأمني يبقى قائماً رغم هزيمة تنظيم الدولة عسكرياً في محافظات الأنبار وصلاح الدين والموصل، مؤكداً أن الخروقات الأمنية الأخيرة دليل على تخبط العدو، بحسب رأيه.

العلاق: القوات الأمنية بحاجة إلى خطط جديدة ودور استخباري أكبر (الجزيرة)
العلاق: القوات الأمنية بحاجة إلى خطط جديدة ودور استخباري أكبر (الجزيرة)

انتقاد
وعن الانتقادات الموجهة للمؤسسة الأمنية، أشار العلاق إلى أن القوات الأمنية بحاجة إلى خطط جديدة ودور استخباراتي أكبر، مستبعدا إحداث تغييرات كبيرة في القيادات الأمنية.

ولفت إلى أن الإصلاحات التي تبناها رئيس الحكومة ساهمت في توحيد جهود القوات المسلحة المشاركة في عمليات التحرير، سواء ما يتعلق بقوات البشمركة الكردية أو فصائل الحشد الشعبي التي أصبحت ضمن المنظومة الأمنية الحكومية.

أما النائب عن ائتلاف الوطنية عبد الكريم عبطان فيجد أن البناء الخاطئ للمؤسسة الأمنية الذي اعتمد المحاصّة الطائفية والولاءات الحزبية وراء تردي الوضع الأمني في البلاد.

وأكد عبطان على أهمية حصر السلاح بيد الدولة وتقديم كل ما يتجاوز القانون إلى القضاء بداية لتطهير المنظومة الأمنية، معتبرا أن التدخلات الخارجية والأسلوب الكارثي الذي ينتهجه تنظيم الدولة في تنفيذ هجماته، عوامل ساهمت في إضعاف المؤسسة الأمنية التي تحتاج إلى إجراءات وقرارات جريئة تمكنها من مسك الملف الأمني.

محيي أعاد تردي الأمن إلى تخبط القيادة العسكرية وعدم وجود رؤية موحدة (الجزيرة)
محيي أعاد تردي الأمن إلى تخبط القيادة العسكرية وعدم وجود رؤية موحدة (الجزيرة)

هاجس مشترك
ورغم تعدد الأجهزة الأمنية التي تتولى أمن العاصمة بغداد، فإن أغلب الكتل السياسية والشارع العراقي يتملكه هاجس مشترك بعدم قدرتها على الحد من الخروقات المتكررة، بحسب المحلل الأمني معتز محيي الذي أكد أن تخبط القيادة العسكرية في البلاد وعدم وجود رؤية موحدة في إدارة الملف الأمني كانا السبب وراء التدهور الأمني الذي نعيشه بين الحين والآخر.

ولا يخفي محيي أن القوات الأمنية تعاني بعض الإشكالات التي أفرزتها مرحلة ما بعد 2003، فهي تقف عاجزة أمام المناطق التي تضم مقار الأحزاب، فضلاً عن عدم قدرتها على التعامل مع السيارات المضللة التابعة لأكثر من جهة متنفذة في البلاد.

ويرى أن حل مشكلة الملف الأمني يكمن في الاستعانة بالخبرات الأمنية القديمة التي أُبعدت، مما شكل نكسة كبيرة على مستوى الأمن، مؤكداً "أن أمن العراق بيد الجهلة وعديمي الخبرة".

المصدر : الجزيرة