ارتياح دولي لهدنة سوريا رغم خروقات النظام

US Secretary of State John Kerry (L) meets with Russian Foreign Minister Sergei Lavrov (R), in Moscow, Russia, 15 December 2015. Kerry is in Moscow to discuss the Syrian conflict.
لافروف وكيري رحبا بدخول اتفاق الهدنة حيز التنفيذ (الأوروبية-أرشيف)
رحبت روسيا والولايات المتحدة بدخول اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا حيز التنفيذ، واعتبرت مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة أن الحصيلة حتى الآن إيجابية، بينما قالت المعارضة وشهود عيان إن النظام وحزب الله خرقا الهدنة منذ ساعاتها الأولى.

وبحسب بيان لوزارة الخارجية الروسية، فإن الوزير سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري رحبا بدخول الاتفاق حيز التنفيذ. وأشار البيان إلى أن الطرفين واصلا بحث حيثيات التطبيق الكامل للاتفاق، بما في ذلك سبل تعزيز التنسيق العسكري بين البلدين بهذا الشأن.

كما اعتبرت مجموعة العمل الأممية أن "الحصيلة إيجابية" بالنسبة إلى التقيد بوقف إطلاق النار، بعد مرور الساعات الأولى على بدء العمل بالاتفاق.

وجاءت هذه المواقف برغم تقارير متصلة عن خروقات النظام للهدنة في العديد من المناطق في أنحاء البلاد.

وأكد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن النظام ارتكب العديد من الخروقات   خلال الساعات الأولى من الهدنة.

وقال الائتلاف في بيان إن "نظام الأسد خرق هدنة وقف الأعمال العدائية إثر ساعات على بدء سريانها منتصف الليلة السابقة، حيث قصفت قوات النظام ومليشياته 15 منطقة بالرشاشات الثقيلة والمدفعية والبراميل المتفجرة".

وأشار الائتلاف إلى أن خرق "النظام للهدنة شمل دمشق وريفها ودرعا وحلب وحمص وحماة واللاذقية، حيث قصفت قوات النظام مدينة تلبيسة في حمص والتفاحية باللاذقية وداريا في ريف دمشق واللطامنة بحماة واليادودة في درعا وحي بني زيد بحلب. وألقت طائرات النظام براميل متفجرة على أطراف قرية الناجية قرب الطريق الدولي حلب-اللاذقية في الريف الغربي لمدينة جسر الشغور".

تطويق الخروق
وقال دبلوماسي غربي أنه تم تسجيل وقوع بعض الحوادث، إلا أن الأمم المتحدة قالت إنه "تم تطويقها"، وأضاف "لا بد من انتظار الأحد والاثنين لوضع حصيلة فعلية".

وكانت مجموعة العمل التي يشارك في أعمالها الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستفان دي ميستورا، اجتمعت الجمعة في جنيف قبل ساعات من بدء العمل بوقف الأعمال العدائية.

وأقيمت مراكز مراقبة مكلفة بمتابعة التقيد بوقف إطلاق النار في كل من واشنطن وموسكو واللاذقية بسوريا وعمان وجنيف. وفي حال حصول خروقات كبيرة يتم إعلام الولايات المتحدة وروسيا ثم سائر المشاركين في مجموعة الدعم الدولية لسوريا.

وإذا توقفت الأعمال العدائية بالفعل وتواصل إرسال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، فإن دي ميستورا ينوي الدعوة إلى استئناف المفاوضات بين النظام والمعارضة يوم 7 مارس/آذار المقبل في جنيف، على أن تستغرق هذه الجولة مبدئيا ثلاثة أسابيع.

خروقات
وشارك حزب الله اللبناني في ارتكاب خروق وقف إطلاق النار، وقالت مصادر محلية للجزيرة إن مقاتلي الحزب ارتكبوا خرقين للهدنة في منطقة الزبداني بريف دمشق.

وتَمثل الخرق الأول في استهداف قناصة الحزب المتمركزين بقلعة الكرسي للمدنيين داخل بلدة مضايا، أما الخرق الثاني فكان تفجيرَ أبنية داخل مدينة الزبداني من طرف مقاتلي الحزب.

كما أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات النظام قصفت ريف دمشق مما أدى إلى مقتل شخصين، بينما قالت وسائل إعلام النظام إن جماعات مسلحة أطلقت عدة قذائف على مناطق سكنية في دمشق.

وألقت مروحيات النظام براميل متفجرة على بلدة الناجية في ريف إدلب الغربي، حيث تنتشر جبهة النصرة وفصائل من المعارضة المسلحة، بينما نفى مصدر عسكري سوري أن يكون الجيش قد ارتكب أي انتهاكات لوقف إطلاق النار.

وأكد أمين سر الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني أنس العبدة أن الجيش السوري الحر وفصائل الثورة لا يزالان ملتزمين بالهدنة، مشيرا إلى أن نشاط الجيش الحر في الأصل لم يكن إلا للدفاع عن المدنيين وحماية مناطق الثوار.

واعتبر العبدة أن الخروق الموثقة خلال الساعات الأولى تتعمد إجهاض الهدنة، وإحباط أي مدخل للحل السياسي، مضيفا "لا يمكن ترك نظام الأسد ليقوض المساعي الدولية وقرار مجلس الأمن 2254 بعد كل الجهود. ومن واجب رعاة الاتفاق أن يتدخلوا لفرض الهدنة، وإجبار النظام على تنفيذ القرارات الدولية بكل تفاصيلها".

المصدر : الجزيرة + وكالات