تعرف على جبهة فتح الشام.. "النصرة" سابقا

جبهة فتح الشام تنظيم مسلح تشكل إبان الثورة الشعبية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. صنفته الحكومة الأميركية عام 2012 جماعة إرهابية، ثم قرر مجلس الأمن إضافته لقائمة العقوبات للكيانات والأفراد التابعة للقاعدة.

النشأة والتأسيس
تأسس تنظيم جبهة فتح الشام (جبهة النصرة لأهل الشام سابقا) أواخر عام 2011 خلال ثورة الشعب السوري ضد نظام بشار الأسد، دعا السوريين في أول بيان له في 24 يناير/كانون الثاني 2012 للجهاد وحمل السلاح.

وبينما ترجح  مصادر أن "النصرة" نشأت في مدينة حمص وسط سوريا، ربطتها تقارير استخبارية أميركية بتنظيم القاعدة في العراق.

صنفتها الحكومة الأميركية في ديسمبر/كانون الأول 2012 جماعة إرهابية، الأمر الذي رفضه ممثلو المعارضة السورية وقادة الجيش الحر، وقد قرر مجلس الأمن في 30 مايو/أيار 2013 بالإجماع إضافة الجبهة إلى قائمة العقوبات للكيانات والأفراد التابعة لتنظيم القاعدة.

التوجه الأيديولوجي
يتبنى تنظيم جبهة فتح الشام التوجه السلفي الجهادي.

المسار
في 24 يناير/كانون الثاني 2012 أصدر  أبو محمد الجولاني بيانا أعلن فيه عن تشكيل جبهة لنصرة أهل الشام من مجاهدي الشام.

حدد البيان الهدف من إنشاء الجبهة بالقول، إنها جاءت سعيا من مؤسسيها "لإعادة سلطانِ اللهِ إلى أرضِه وأن نثأر للعرضِ المُنتَهَك والدمِ النازِف ونردَّ البسمَةَ للأطفالِ الرُضَّع والنِساءِ الرُّمل". تبنت الجبهة أول عملية انتحارية في سوريا، ضربت مركزا أمنيا في مركز كفرسوسة في دمشق.

استهجن البيان دعوة البعض للاستعانة بقوى غربية للخلاص من نظام حزب البعث الحاكم، واصفا إياها بأنها "دعوة شاذة ضالة وجريمة كُبرى ومُصيبة عُظمى لا يغفِرُها الله ولن يرحم أصحابَها التاريخُ أبدَ الدهر". حمل البيان بشدة على الدولة التركية، وعلى مشروع الجامعة العربية الذي حكم عليه بالفشل قبل البدء به.

كما هاجم البيان إيران قائلا إنه "لا يخفى على كلِّ عاقلٍ السعيَ الإيرانيَّ الحثيث معَ هذا النظامِ (البعث) منذُ سنين قد خلتْ لزرعِ الصفوية في هذهِ الأرضِ المُباركةِ لاستعادة الإمبراطورية الفارسية، فالشام لإيران هي الرئة التي يتنفسُ بها مشروعها البائد".

أعلنت جبهة النصرة لأهل الشام عن تشكيل "كتائب أحرار الشام"، وتبنت منذ إنشائها عدة هجمات وتفجيرات في مدينة حلب وحي الميدان بالعاصمة السورية في يناير/كانون الثاني 2012، وعلى منشآت أمنية في دمشق مطلع مايو/أيار 2012، كما تبنت هجوما على مقر جهاز الأمن في إدلب.

في أبريل/نيسان 2014، انتقد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إعلان جماعة النصرة مبايعة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، ودعاها للعودة إلى صفوف الجيش الحر.

فيما اعتبر البعض، أن جبهة النصرة توأم تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا لتشابههما عقائديا وانحصار الخلاف بينهما في تفاصيل، إلا أن قياديا بارزا في الجبهة هاجم التنظيم المذكور ووصفه بـالخوارج وتوعده في تسجيل صوتي بمقاتلته.

وقد تقاتل التنظيمان في أبريل/نيسان 2014 في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، لكن جبهة النصرة استعادت سيطرتها على المدينة واضطرت تنظيم الدولة -الذي أراد تحرير عدد من اعضائه معتقلين بالمدينة- للتراجع خارجها بعد تلقيها مساعدة من فصائل مسلحة أخرى ومنها الجيش الحر.

أنهت خلافاتها مع عدد من فصائل الجيش السوري الحر، وتحالفت مع فصائل إسلامية كـ"أحرار الشام" ونفذت معها عمليات مشتركة. وطالما أكدت الجبهة أن معظم مقاتليها يحملون الجنسية السورية مشيدة بتضحيات جميع الفصائل.

جغرافيا، تركز نفوذها في محافظتي درعا والقنيطرة، وريف دمشق وشمال البلاد. خلال يوميات الثورة السورية، خاضت معارك مع القوات الحكومية السورية ومقاتلي حزب الله اللبناني لاسترداد بلدات في القلمون.

كوسيلة ضغط على جهات عدة،، خطفت الجبهة 13 راهبة مسيحية من بلدة معلولا في القلمون السورية، وأفرجت عنهم بعد مفاوضات.

كما احتجزت 44 جنديا من دولة فيجي، العاملة ضمن قوة الأمم المتحدة في هضبة الجولان السورية (أندوف)، إضافة إلى عسكريين وعناصر من قوى الأمن الداخلي في لبنان، بعد الهجوم على بلدة عرسال اللبنانية الحدودية مع القلمون السوري عام 2014 فضلا عن معاركها من قوات النظام السوري.

في ديسمبر/كانون الأول 2014، أعلنت الجبهة إعدام جندي لبناني مطالبة السلطات اللبنانية بالإفراج عن نساء معتقلات.

وفي 28 يوليو/تموز 2016 أعلن زعيم "النصرة" أبو محمد الجولاني فك الارتباط مع القاعدة، وتغيير الاسم إلى "جبهة فتح الشام".

وقال الجولاني في تصريح مصور ظهر فيه للمرة الأولى كاشفا وجهه، إن فك الارتباط جاء تلبية لرغبة أهل الشام في دفع ذرائع المجتمع الدولي، موضحا أن هذه الخطوة تهدف إلى تحقيق أهداف خمسة هي: العمل على إقامة دين الله وتحكيم شرعه وتحقيق العدل بين كل الناس، والتوحد مع الفصائل المعارضة لرصّ صفوف المجاهدين وتحرير أرض الشام والقضاء على النظام وأعوانه.

ثم حماية الجهاد الشامي والاستمرار فيه واعتماد كافة الوسائل الشرعية المعينة على ذلك.، والسعي لخدمة المسلمين والوقوف على شؤونهم وتخفيف معاناتهم، وتحقيق الأمن والأمان والاستقرار والحياة الكريمة لعامة الناس.

المصدر : الجزيرة