واشنطن وباريس: روسيا لم تقصف تنظيم الدولة

أكدت كل من باريس وواشنطن اليوم الثلاثاء أن الغارات الجوية التي شنتها روسيا للمرة الأولى في سوريا لم تستهدف مواقع تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك في تطابق مع تصريحات المعارضة السورية، مقابل تأكيد موسكو ودمشق لاستهداف الغارات الروسية للتنظيم، وذلك ضمن اتفاق لـ"محاربة الإرهاب الدولي".

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة رويترز إنه بدا أن الضربات الجوية الروسية في سوريا تهدف لدعم الرئيس بشار الأسد عبر استهدافها جماعات المعارضة وليس مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف المصدر الذي لم يفصح عن اسمه "لو كان المستهدف حمص -وهذا ما يبدو عليه الأمر- فإنهم لا يستهدفون تنظيم الدولة الإسلامية، ولكن ربما يستهدفون جماعات المعارضة. وهو ما يؤكد أنهم هناك لدعم نظام الأسد أكثر من كونهم يقاتلون تنظيم الدولة".

كما نقلت الوكالة ذاتها عن مسؤول أميركي قوله إن الضربات الروسية في سوريا لم تستهدف مناطق تنظيم الدولة، في حين قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الروس طلبوا أن تتجنب الطائرات الأميركية المجال الجوي السوري أثناء العمليات.

ضربات وتصريحات
من جانب آخر، أوضحت مصادر أميركية أن الضربات الروسية تمت في محيط مدينة حمص؛ كما أوضح مسؤول أميركي لرويترز أن موسكو أخطرت واشنطن بنيتها شن غارات قبل ساعة من بدئها.

من جانبه قال مسؤول أميركي آخر أن التحركات الروسية في سوريا خطيرة، وبيّن أن موسكو لم تنسق مع واشنطن لتجنّب الاشتباك.

 

وتأتي هذه التصريحات عقب تصريحات مصادر في المعارضة السورية المسلحة أن طائرات روسية شنّت غارات على كل من تلبيسة والرستن والزعفرانة في ريف حمص، واللطامنة وكفر زيتي في ريف حماة.

ووفق المعارضة السورية المسلحة، جاء القصف متزامنا مع إعلان تفويض الرئيس الروسي باستخدام القوة خارج البلاد وتصريح الكرملين بأن الرئيس السوري بشار الأسد طلب دعما عسكريا عاجلا من موسكو.

موقف روسيا
وفي مقابل هذه التصريحات، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها بدأت ضربات جوية تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

ونقلت وكالة أنباء إنترفاكس عن متحدث باسم وزارة الدفاع قوله وفقا لقرار فلاديمير بوتين القائد الأعلى للقوات المسلحة للاتحاد الروسي بدأت القوات الجوية الروسية ضربات محددة ضد أهداف لتنظيم الدولة في أراضي الجمهورية العربية السورية".

وفي السياق ذاته، قال التلفزيون الحكومي السوري إن طائرات حربية روسية نفّذت عدة ضربات جوية ضد أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية في البلاد اليوم الأربعاء بالتعاون مع القوات الجوية السورية.

ونسب التلفزيون إلى مصدر عسكري قوله "تنفيذا لاتفاق بين سوريا وروسيا لمواجهة الإرهاب الدولي والقضاء على تنظيم الدولة وبالتعاون مع القوى الجوية نفذ الطيران السوري اليوم عدة ضربات جوية استهدفت أوكار إرهابيي تنظيم الدولة". 


تأييد وإخطار

وفي وقت سابق اليوم منح البرلمان الروسي الرئيس بوتين تأييدا بالإجماع لشن غارات جوية في سوريا مما يمهد لأكبر تدخل لروسيا في الشرق الأوسط منذ عقود.

من جهته، قال بوتين إن العملية الروسية في سوريا مؤقتة. وأضاف أنه يتوقع أن يبدي بشار الأسد استعدادا لحل وسط بشأن مستقبل سوريا.

وأشار خلال اجتماع للحكومة الروسية إلى أن بلاده عازمة على دعم جيش النظام السوري جوا في مكافحة ما وصفه بالإرهاب، دون المشاركة في أي عمليات برية.

كما قال بوتين خلال اجتماع للحكومة اليوم أنه تم إخطار "شركاء" روسيا بشأن تحركات موسكو، مضيفا أن موسكو تعتقد أن الأسد سيبدي مرونة وسيكون على استعداد للتوصل إلى حل وسط بشأن مستقبل بلاده.

أما صحيفة هآرتس الإسرائيلية فذكرت أن روسيا أبلغت إسرائيل بالغارات ضد تنظيم الدولة في سوريا قبل ساعات من شنها. وفي وقت سابق أعلنت واشنطن أنها أبلغت بالغارات الروسية قبل شنّها أيضا.

عمليات وتساؤلات
وقال مدير مكتب الجزيرة في موسكو زاور شوج، إن روسيا لم تذكر أية تفاصيل إضافية عن العمليات التي نفذتها اليوم في سوريا، سوى التأكيد أنها استهدفت تنظيم الدولة.

وأشار إلى أن السؤال المطروح هو ما إذا كانت هذه العمليات ستقدّم إضافة نوعية للجيش السوري، وإلى أي مدى سيؤثر ذلك على العمليات العسكرية التي يقودها النظام السوري.

وبيّن شوج أن الخدمة التي تسديها روسيا اليوم للنظام السوري كبيرة، إلا أنه نقل عن مراكز دراسات تأكيدها أن العمليات العسكرية الروسية ليست كافية وغير قادرة على حسم المعركة.

المصدر : الجزيرة + وكالات