كيف صنع العدالة والتنمية تجربة نجاحه خلال 16 عاما؟

حزب العدالة والتنمية خلال الذكرى 16 لتأسيسه
ظهر "العدالة والتنمية" لأول مرة بهذا الاسم على مسرح السياسة التركية في 14 أغسطس/آب 2001 بزعامة أردوغان (الأناضول)
ظهر "العدالة والتنمية" لأول مرة بهذا الاسم على مسرح السياسة التركية في 14 أغسطس/آب 2001، بزعامة المؤسس، رئيس الجمهورية التركية بعد ذلك رجب طيب أردوغان، ومنذ ذلك التاريخ، اكتسب شعبية قوية في المجتمع التركي، ونحا الحزب منحى تصاعديا مكنه من الوصول إلى قيادة البلاد.
 
وطيلة الفترة الماضية قدم الحزب رئيسين لتركيا، هما عبد الله غل ورجب طيب أردوغان، و4 رؤساء وزراء هم غول، وأردوغان، وأحمد داود أوغلو، وبن علي يلدريم.

وفيما يلي رصد لأهم المحطات التي عاشها الحزب منذ تأسيسه:

الانتخابات العامة والمحلية
في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2002، وبعد 15 شهرا فقط على تأسيسه، خاض "العدالة والتنمية" أول معركة انتخابات عامة في تاريخه السياسي، تمكن فيها من الفوز بالانتخابات بنسبة 34%، الأمر الذي مكنه من تشكيل الحكومة الـ 58 في الجمهورية التركية منفردا برئاسة عبد الله غل.

أردوغان لم يتمكن حينها من ترأس الحكومة بسبب تبعات الحكم بسجنه عام 1998 لمدة 10 أشهر (قضى منها فعليا في السجن 130 يوما)، إثر اقتباسه أبياتا من شعر تركي أثناء إلقائه خطابا جماهيريا في مدينة سعرد (جنوب شرق)، رأتها المحكمة وقتها تحريضا على الكراهية الدينية، ومنعته من العمل في الوظائف الحكومية لمدة معينة، ومنها الترشيح للانتخابات العامة.

لكن سرعان ما عاد أردوغان للساحة السياسية في 8 مارس/آذار 2003، وفاز بالانتخابات العامة المعادة بولاية سعرد، ليصبح نائبا عنها في البرلمان التركي، أعقب ذلك استقالة حكومة غل في 11 مارس/آذار 2003، ومنح الرئيس العاشر للجمهورية التركية أحمد نجدت سيزر مهمة تشكيل الحكومة الـ 59 لأردوغان، في 15 مارس/آذار 2003، ليصبح بعدها رئيسا للوزراء.

وفي عام 2004 شهدت تركيا انتخابات محلية احتل فيها حزب العدالة والتنمية الصدارة أمام الأحزاب التركية المشاركة بنسبة 38%، وتمكن من الحصول على رئاسة 950 بلدية 11 منها في المدن الكبرى.

ومرة أخرى، تمكن "العدالة والتنمية" بقيادة أردوغان من الفوز في الانتخابات العامة التي جرت عام 2007 بنسبة 46.6%، والحصول على مقاعد برلمانية عن جميع الولايات التركية باستثناء ولاية تونجلي (وسط).

وكذلك في الانتخابات المحلية عام 2009، تمكن "العدالة والتنمية" من حصد معظم الأصوات الانتخابية، وفاز بإدارة 442 بلدية، 10 منها في المدن الكبرى بما نسبته 43%.

وفي الانتخابات العامة عام 2011 تمكن الحزب من الحصول على 49.53% من الأصوات الانتخابية واستمر على رأس السلطة في تركيا.

وفي عام 2014، دخل العدالة والتنمية آخر انتخابات محلية بقيادة أردوغان، ليتمكن من الفوز بـ 818 بلدية، 18 منها في المدن الكبرى بنسبة 38.8%.

وشهد أغسطس/آب 2014 إجراء أول انتخابات رئاسية في تركيا صوّت فيها الشعب مباشرة، وفاز بها الرئيس المؤسس لحزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان بأكثر من 52% من الأصوات، ليصبح الرئيس الـ 12 لتركيا، وليواصل أحمد داود أوغلو، النائب في البرلمان عن حزب العدالة والتنمية، مسيرة قيادة الحزب والحكومة من بعده.

وفي أول انتخابات عامة جرت في عهد رئاسة داود أوغلو للحزب، فاز العدالة والتنمية بانتخابات 7 يونيو/حزيران 2015، بنسبة 40.87%.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2015 أعيدت الانتخابات العامة، ليواصل الحزب مسيرته مرة أخرى في قيادة تركيا بفوزه في الانتخابات بنسبة 49.49%.

الاستفتاءات
توجه "العدالة والتنمية" ثلاث مرات إلى الشعب من أجل إجراء تعديلات دستورية، والتغلب على حالة الشلل التي أصيبت بها آلية عمل الدولة، بسبب قوى الوصاية والكيان الموازي (منظمة فتح الله غولن) اللتين سعتا للسيطرة على الدولة وخطف قرارها وتحييد الإرادة الشعبية.

في المرة الأولى، عرض "العدالة والتنمية" في 12 سبتمبر/أيلول 2010 (في الذكرى السنوية الـ 30 لانقلاب 12 أيلول 1980) على الشعب التركي الاستفتاء من أجل تعديل بعض مواد الدستور التي تحول دون محاكمة منفذي ذلك الانقلاب، وبعض المواد الأخرى المتعلقة بقانون الأحزاب والقضاء، ووافق الشعب التركي في الاستفتاء بنسبة 58% على التعديلات الدستورية المقترحة.

في المرة الثانية، عرض "العدالة والتنمية" على الشعب عام 2014 الاستفتاء من أجل تعديل بعض مواد الدستور التي تتيح انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من قبل الشعب، عوضا عن انتخابه من قبل البرلمان، وهو ما جرى فعلا، حيث انتخب أردوغان رئيسا للجمهورية في ذلك العام.

والمرة الثالثة كانت في 16 أبريل/نيسان الماضي حيث شهدت تركيا استفتاء على التعديلات الدستورية، صوت فيها أكثر من نصف المشاركين بـ"نعم"، وفتحت هذه التعديلات الباب أمام تركيا للانتقال إلى النظام الرئاسي.

في 17 مايو/أيار 2006 تعرض حزب العدالة والتنمية لهجمة معادية تمثلت بمقتل عضو الدائرة الثانية للمحكمة الادارية العليا "مصطفى يوجيل أوزبيلغين"، وإصابة 4 أعضاء بينهم رئيس الدائرة "مصطفى بيردان"، في هجوم مسلح نفذه المحامي "ألب أرسلان أرسلان".

وعلى خلفية ذلك عمد أعضاء كل من المحاكم الدستورية والإدارية والمالية والقضاء العسكري وممثلي نقابة المحامين الأتراك وعدد من القضاة والمدعين العامين وعمداء الجامعات والأكاديميين إلى زيارة ضريح مؤسس الجمهورية التركية "مصطفى كمال أتاتورك"، وقراءة بيان يُحمّل الحكومة التركية مسؤولية مقتل "أوزبيلغين"، الأمر الذي وصفته الحكومة بأنه محاولة لإسقاطها والإخلال بالاستقرار في البلاد.

وفي 16 مايو/أيار 2007 أكمل حزب العدالة والتنمية دورته الخامسة على رأس السلطة، وبدأت تركيا في ذلك الوقت استعدادتها لانتخاب رئيس الجمهورية الحادي عشر خلفا لرئيس البلاد آنذاك "أحمد نجدت سيزار"، وكان نجاح مرشح الحزب شبه مؤكد وفقا للغالبية البرلمانية التي كان يملكها وقتها، الأمر الذي دفع بعض الأطراف إلى تنظيم "تجمعات الجمهورية" الرامية لإفشال ذلك.

ونُظّم أول تجمع في هذا الإطار يوم 14 أبريل/نيسان 2007 في العاصمة التركية أنقرة قبل أسبوعين من الانتخابات الرئاسية، في حين جرى نظم التجمع الثاني في ميدان "جاغلايان" في إسطنبول يوم 29 من الشهر نفسه، والثاني والثالث في مدينتي مانيسا وجناق قلعة يوم 5 مايو/أيار، والخامس في إزمير يوم 13 مايو/أيار.

وفي 27 أبريل/نيسان 2007 عقدت الجمعية العامة في البرلمان التركي اجتماعا للتصويت على انتخاب الرئيس الحادي عشر للبلاد، وحصل فيها المرشح الوحيد "عبد الله غل" على أصوات 357 نائبا من أصل 361 شاركوا في التصويت، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لاختياره في الجولة الأولى لعدم تحقيق العدد المطلوب وهو 367 صوتا.

وتقدم حزب الشعب الجمهوري (أكبر أحزاب المعارضة التركية) بطلب إلى المحكمة الدستورية لإلغاء الجولة الأولى من التصويت بدعوى أن العدد 367 عضوا ليس نصاب القرار فقط، وإنما نصاب الاجتماع كذلك، وفي سابقة من نوعها وافقت المحكمة الدستورية على الطلب.

وعقب التصويت في الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة، نشرت رئاسة الأركان التركية منتصف الليل مذكرة على موقعها الإلكتروني، جاء فيها أن "الأزمة التي ظهرت في الانتخابات الرئاسية تركز على نقاش العلمانية، وهذا يشكل مصدر قلق لدى القوات المسلحة التركية التي تعد طرفا في هذا النقاش لأنها المدافع الرئيسي عن العلمانية، وتعارض بشكل قطعي كل التعليقات السلبية، إذ ستتخذ موقفا واضحا وصريحا في هذا الصدد إذا لزم الأمر".

وأثارت المذكرة التي عُرفت بعد ذلك بـ"المذكرة الإلكترونية"، رد فعل عنيفا من قبل حكومة حزب العدالة والتنمية، ووصفها المتحدث باسم الحكومة آنذاك جميل جليك بأنها "موقف معارض للحكومة"، مؤكدا أن هذا الموقف لا يمكن أن يرد في دولة الحقوق والديمقراطية، خاصة على لسان مؤسسة كرئاسة الأركان التي تتبع لرئاسة الوزراء.

وانتخب عبد الله غل رئيسا للجمهورية التركية عن طريق البرلمان في 28 أغسطس/آب 2007.
وفي 14 مارس/آذار 2008 أعد "عبد الرحمن يلجين قايا" المدعي العام التركي الأول في المحكمة القضائية العليا بأنقرة لائحة اتهام بحق 71 شخصا بينهم الرئيس غل، ورئيس الوزراء آنذاك رجب طيب أردوغان، تطالب بحظر نشاطهم السياسي لمدة 5 أعوام وإغلاق حزب العدالة والتنمية، وقدّمها للمحكمة الدستورية التي وافقت عليها يوم 31 من الشهر نفسه.

وأقرت لائحة الاتهام التي عُرفت بـ"لائحة جوجل" يوم 30 يوليو/تموز 2008 بعد تصويت 6 من أعضاء المحكمة الدستورية لصالحها مقابل معارضة 5 آخرين ضدها، لكنها رفضت طلب إغلاق الحزب لعدم تحقيق الغالبية الساحقة التي يستدعي الدستور التركي تحقيقها للإقرار.

وفي 7 فبراير/شباط 2012 استدعى المدعي العام التركي في إسطنبول "صدر الدين صاري قايا" عددا من رجال جهاز الاستخبارات التركي وفي مقدمتهم رئيس الجهاز "هاقان فيدان" للتحقيق معهم، إلا أن الحكومة التركية تدخلت بسرعة للحيلولة دون حدوث أزمة كبيرة، على يد منظمة "فتح الله غولن".

وفي ليلة 27 مايو/أيار 2013، اندلعت شرارة أحداث "غزي بارك" في إسطنبول إثر اقتلاع بعض الأشجار من منتزه "غزي" المطل على ساحة تقسيم العريقة في قلب إسطنبول، في إطار مخطط لإعادة تأهيل المنطقة، وتصاعدت حدة الاحتجاجات في الأول من يونيو/حزيران 2013، وامتدت إلى مدن أخرى، رافقتها أحداث شغب قامت بها بعض التنظيمات لإيقاف المشاريع والاستثمارات الكبيرة وإسقاط الحكومة التركية، إلا أن الأخيرة تمكنت من تجاوز تلك الأزمة، التي كلفت تركيا نحو 50 مليار دولار.

وفي 17 ديسمبر/كانون الأول 2013، شهدت تركيا حملة توقيفات بدعوى مكافحة الفساد، طالت أبناء عدد من الوزراء ورجال أعمال، ومدير أحد البنوك الحكومية، في حين اتهمت الحكومة التركية جماعة "فتح الله غولن" بالوقوف بشكل غير مباشر وراء العملية من خلال عناصرها المتغلغلة في القضاء، وذلك في مسعى لتقويض حكومة حزب "العدالة والتنمية".

وسعت الجماعة إلى تنفيذ محاولاتها الانقلابية في 2013، عن طريق "امتداداتها المتغلغلة"، بشكل ممنهج داخل مفاصل الدولة، ولاسيما في مؤسستي الأمن والقضاء، والضلوع في تشكيل كيان موازٍ للدولة التركية.

ومساء 15 تموز/يوليو 2016، شهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول محاولة انقلاب فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، قالت السلطات التركية إنها تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي)، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة.

وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.

وخطا حزب العدالة والتنمية بتركيا تجاه مرحلة تاريخية جديدة، من خلال نجاحه في إقرار التعديلات الدستورية، بطرحها على الاستفتاء الشعبي في 16 أبريل/نيسان 2017، إذ شهدت تركيا استفتاء شعبيا وصف بـ "التاريخي"، وخرجت نتيجة الاستفتاء بتصويت 51.41% من المشاركين بـ "نعم" مقابل 48.59 بـ "لا".

وتتيح مواد الدستور الجديد أن يكون رئيس الجمهورية على رأس الحكومة وتحديد نوابه ووزرائه، ومكنت هذه التعديلات الرئيس أردوغان من العودة إلى الحزب الذي أسسه، بعد أن كان قد قدم استقالته منه أثناء ترشحه لرئاسة الجمهورية، وفق ما ينص عليه الدستور قبل التعديلات.

كما رفعت التعديلات الجديدة عدد نواب البرلمان من 550 نائبا حاليا إلى 600 نائب في الانتخابات التي ستشهدها تركيا عام 2019، على أن تصبح الانتخابات الرئاسية والانتخابات العامة مرة واحدة كل 5 سنوات.

وفي الثاني من مايو/أيار 2017 تقدم الرئيس التركي بطلب انتساب إلى حزب العدالة والتنمية بزيارة مقره العام في أنقرة.

وفي 21 من الشهر نفسه، انتخب حزب العدالة والتنمية في مؤتمر استثنائي، أردوغان رئيسا جديدا له ليعود من جديد إلى رئاسة الحزب الذي أسسه.

وقال أردوغان في أول اجتماع له مع أعضاء الحزب، بعد عودته إليه "ها نحن معا مجددا بعد ثلاثة أعوام، حيث نبدأ بداية جديدة لعمل دؤوب أكثر من أجل أهداف أكبر".

وأوضح أردوغان الذي تم ترشيحه لرئاسة الحزب دون منافس، أنّ العدالة والتنمية ضمانة للديمقراطية والتغيير، وعنوان الإصلاح، مشيرا إلى عدم وجود مجال للوقوع في الخطأ بعد اليوم، أو الانخراط في أي شيء لا يجلب الخير لتركيا ولشعبها والبشرية جمعاء.

وطالب أردوغان أنصاره بتصحيحه وتوجيهه إلى الطريق القويم في حال ملاحظتهم لأي خطأ يصدر عنه خلال الفترة القادمة.

وأردف "كانت لدينا أخطاء لكننا لم نرتكب أي خيانة قط وسنواصل خدمة الشعب ولا نحيد عن طريق الحق، وبعد اليوم أيضا، لا يمكن أن ننخرط في أي شيء لا يجلب الخير لبلادنا وشعبنا وأمتنا والبشرية، وإذا أخطأنا فصححوا أخطاءنا".

وفي المؤتمر الاستثنائي استحدث الحزب منصبا جديدا هو "وكيل أمين عام الحزب"، ليعين رئيس الوزراء بن علي يلدريم في هذا المنصب.

المؤتمرات العامة
يتميز حزب حزب العدالة والتنمية بأنه أكبر حزب في تركيا ويضم أكبر عدد من الأعضاء من كافة شرائح المجتمع، وقد نظَّم الحزب 4 مؤتمرات دورية في عهد الرئيس المؤسس رجب طيب أردوغان قبل عام 2014، ومؤتمرًا دوريًا واحدًا في عهد رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، ومؤتمرين استثنائيين في عهدي داود أوغلو ورئيس الوزراء الحالي بن علي يلدريم، إضافة إلى اجتماعات التشاور والتقييم الدورية.

وتعرض حزب العدالة والتنمية على مدى 16 عامًا من مسيرة الحكم للعديد من العمليات الرامية إلى إسقاطه بطرق غير ديمقراطية، اختلفت بين محاولات الانقلاب والهجمات الإرهابية والدعاوى القضائية على يد بؤر الوصاية والكيان الموازي المتكتلة داخل أروقة الدولة التركية، إلا أن الدعم الشعب الذي حظي به الحزب حال دون نجاح تلك العمليات.

وتمكن الحزب من تعزيز قوته ضد الأطراف المعادية له وللإرادة الوطنية في تركيا، عبر الإصلاحات الشاملة التي قام بها منذ توليه السلطة، ليسجّل اسمه بين أهم الأحزاب في السياسة التركية منذ تأسيس الجمهورية حيث نجح بتحقيق استقرار سياسي ونمو اقتصادي كبير.

المصدر : وكالة الأناضول