إزمير

FILE - 2013 aerial file photo shows the Kordon district in Izmir, Turkey. The Aegean coastal city, formerly known as Smyrna, competes against Dubai, Ekaterinburg and Sao Paulo to host the 2020 World Fair. Izmir, Turkey’s third largest city, is bidding for the global event around the theme “ New Routes for a Better World: Health for All,” highlighting global health and environmental issues.(AP Photo/File)
تتبوأ إزمير موقعا متقدما على الخريطة الاقتصادية التركية لكونها مركزا تجاريا دوليا (أسوشيتد برس)

من أهم المدن السياحية في تركيا وتسمى "جوهرة بحر إيجه". تعد أكثر مدن البلاد سكانا بعد إسطنبول وأنقرة، وميناؤها من أكثر موانئ تركيا نشاطا.

الموقع
تتخذ إزمير شكل قوس شديد الانحناء على السواحل الشرقية لبحر إيجه -غرب تركيا- الذي يتعمق فيها ليشكل خليج إزمير، أما من البر فتخترق أراضيها دلتا نهر غيديز وهو ثاني الأنهار الكبرى في البلاد، وتحاذيها محافظة باليكشير من الشمال، وتجاور كوتاهيا وأفيون غربا، ودينزلي من الجنوب الشرقي إلى آيدن في الجنوب.

تتكون المدينة الحديثة من 11 قطاعا سكانيا أهمها كوناك الذي يعد مركز المدينة التاريخية، أما قطاعاتها الأخرى فهي بالشوفا وبيراكي وبورنوفا وبوكا وتشيللي وغازيمير وغوزيل بهجة وكارابالر وكارشيكا ونارليدر، وتمتد مساحة المحافظة على 734 ألف كيلومتر مربع.

يخيم مناخ حوض البحر المتوسط على إزمير مع حرارة يمكن أن تتجاوز 40 درجة مئوية وجفاف في الصيف. وهو ماطر بارد شتاء تتساقط فيه الثلوج سنويا بين شهريْ ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني.

السكان
بلغ عدد سكانها وفق تعداد عام 2012 أكثر من أربعة ملايين نسمة، من بينهم 3.4 ملايين يقيمون في المدينة، وقد شكل اليونانيون المسيحيون والأرمن الأغلبية من سكانها في عهد الدولة العثمانية مع أقلية من اليهود. وبينما رحل جميع اليونانيين عن المدينة بعد توقيع اتفاقية تبادل السكان على أساس ديني بين تركيا واليونان عام 1922، بقيت أقلية أرمنية مسيحية من الكاثوليك والأرثوذكس.

التاريخ
ترجع تسميتها إلى اللفظ اليوناني لكلمة "إس سميرناه" الذي يعني "إلى سميرناه"، وهو ذات الاسم الذي أطلقه الرومان على المدينة، وبقي دارجا باللغة الإنجليزية ومختلف التسميات الدولية حتى اعتمد البرلمان التركي رسميا اسمها المحلي "إزمير" في 18 مارس/آذار 1930 فصارت تعرف به عالميا.

 تعتبر إزمير من أقدم المدن في منطقة البحر الأبيض المتوسط، إذ يقدر أنها ظهرت إلى الوجود في الحقبة الزمنية الواقعة بين الألفية الرابعة والألفية السابعة قبل ميلاد المسيح عليه السلام، أي بين العصر النحاسي والعصر الحجري الحديث.

وقعت المنطقة تحت سيطرة الحِثيين قرابة عام 1500 قبل الميلاد، واستوطنها الإغريق قرابة 1000 قبل الميلاد، وما زالت آثارهم ماثلة للعيان إلى يومنا هذا، وظلت بسكانها -الذين فاق عددهم الألف داخل سورها وبضع مئات حوله- تحمل مواصفات المدينة.

ضمها الليدنيون -الذين أقاموا دولتهم غرب الأناضول- إلى ملكهم في أوائل القرن السادس قبل الميلاد، حتى قوض دولتهم القائد الفارسي سايروس الذي احتلها عام 545 قبل الميلاد، فبقيت في عهدة الفرس إلى أن احتلها الإسكندر المقدوني عام 333 قبل الميلاد بعد عدة معارك.

ضُمت المدينة إلى الإمبراطورية الرومانية عام 133 قبل الميلاد، وسرعان ما اعتنق أهلها الديانة المسيحية ردا على اضطهاد اليهود لهم في القرن الميلادي الأول، فازدهرت فيها الكنائس وحافظت على مكانتها الدينية المسيحية في ظل الدولة البيزنطية بعد انقسام الإمبراطورية الرومانية إلى شطرين شرقي وغربي.

دخلت إزمير العهد الإسلامي على يد الأتراك السلاجقة عام 1076 واستردها البيزنطيون في 1102 للميلاد، وسقطت بأيدي الصليبيين عام 1204 وبقيت حتى نهاية القرن الرابع عشر الميلادي ساحة كر وفر بين الصليبيين والأتراك المسلمين.

ضمها السلطان بايزيد الأول إلى الحكم العثماني عام 1389 فبقيت تحت الإدارة العثمانية حتى انتصار المغول على العثمانيين في معركة أنقرة عام 1402، حيث سلمها تيمورلنك للجنويين الذين كانوا يحكمون أجزاء منها قبل سيطرة العثمانيين عليها، لكن السلطان محمد الأول استولى عليها مجددا عام 1415 وأعادها للملك العثماني.

تعرضت المدينة لغارة مفاجئة من البنادقة عام 1475 ثم لموجة هجرة كبيرة من اليهود الشرقيين (السافارديم) الذين لجؤوا إليها قادمين من إسبانيا عام 1492، فجعلوا من إزمير لاحقا أحد معاقلهم في الدولة العثمانية.

تعد إزمير -من الناحية السياسية- إحدى القلاع الانتخابية المهمة لحزب الشعب الجمهوري العلماني المعارض في تركيا والذي يحظى برئاسة بلدية المدينة منذ عام 1999.

الاقتصاد
تكمن الأهمية الاقتصادية للمدينة في مينائها الذي يعد أهم الموانئ التركية في الشطر الآسيوي، والذي جذب إليه تجار القطن الأوروبيين من إنجلترا وفرنسا وهولاندا والطليان منذ القرن السادس عشر الميلادي، كما برز واحدا من المراكز التجارية الدولية في العصر العثماني جراء الميزات التي منحت للمستثمرين الأجانب.

تبوأت إزمير -مع قيام الدولة التركية الحديثة 1923- موقعا متقدما على الخريطة الاقتصادية التركية بفضل التجارة في مينائها الدولي، الذي أصبح ثالث أكبر موانئ التصدير بعد مينائيْ إسطنبول وبورصة، وخامس الموانئ من حيث تلقي الواردات.

تتوزع قطاعات الإنتاج الاقتصادي في المدينة بين 30.5% للصناعة، و22.9% للتجارة والخدمات، و13.5% للنقل والمواصلات، و7.8% للزراعة.

والمدينة مرشحة لاستضافة معرض التجارة الدولي عام 2020 بعدما خسرت الفرصة لإقامته عام 2015 لصالح مدينة ميلان الإيطالية.

المعالم
يقع قبر الأسطورة اليونانية تانتالوس على قمة جبل اليمنيين الشهير في إزمير والذي اكتشف عام 1835، كما تضم المدينة متحف التجمعات السكانية اليونانية، وكنسا يهودية، وبرج الساعة الرخامي الذي يعود إنشاؤه إلى القرن التاسع عشر، إضافة لمراكز التسوق والحدائق والمنتجعات وجنات الطيور.

المصدر : الجزيرة