شاؤول موفاز.. وزير دفاع شارك في أغلب حروب إسرائيل
شاؤول موفاز وزير دفاع إسرائيلي ورئيس سابق لهيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، ولد عام 1948 في إيران، وعمل ضابطا بالجيش، وخلال حياته العسكرية شارك في معظم حروب إسرائيل ابتداء من 1967. انضم إلى حزب الليكود ثم حزب كاديما، وفاز برئاسته في 2012، وانتخب عضوا عنه في الكنيست وترأس لجنة الخارجية والأمن.
كلفه رئيس الأركان العامة للجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي بقيادة فريق التحقيق في الإخفاقات العسكرية والأمنية الإسرائيلية بعد عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما تسبب في حدوث خلاف وجدل داخل حكومة الاحتلال.
المولد والنشأة
ولد شاؤول موفاز في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 1948 في العاصمة الإيرانية طهران، وهاجر مع أبويه إلى إسرائيل عام 1957.
الدراسة والتكوين
تلقى تعليمه الأساسي بالمدارس الدينية اليهودية في إيلات، وتابع تعليمه في مدينة نهلال، ثم التحق بلواء المظليين في الجيش الإسرائيلي عام 1966، وتلقى عام 1984 تكوينا بكلية القيادة والأركان التابعة لقوات مشاة البحرية الأميركية في كوانتيكو بولاية فيرجينيا.
وفي الفترة ما بين 1976 و1978 حصل على إجازة من الجيش للدراسة في جامعة بار إيلان في إسرائيل، ونال منها شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال.
المهام والمناصب العسكرية
منذ التحاقه بالجيش، شارك موفاز في معظم الحروب الإسرائيلية منذ حرب الأيام الستة عام 1967، إذ كان مظليا محاربا في سيناء، ثم ترقى لشغل مناصب قيادية ابتداء من حرب 1973، كما كان قائدا لوحدة المظليين النخبوية، وضابطا ضمن القوات الخاصة المكلفة بتحرير الرهائن الإسرائيليين في مطار عنتيبي بأوغندا عام 1976، وقائدا للواء المشاة في حرب لبنان عام 1982.
وبعد تخرجه من كلية القيادة والأركان التابعة لقوات مشاة البحرية الأميركية التي التحق بها عام 1984، عمل قائدا لمدرسة ضباط الجيش الإسرائيلي لفترة وجيزة، ثم تولى قيادة لواء المظليين في 1986، وفي 1988 ترقى إلى رتبة عميد ليعمل في منصب رفيع بقيادة القوات البرية في الفترة ما بين 1988 و1990، ثم عمل قائدا للجيش بمنطقة الجليل، ثم قائدا للجيش على مستوى الضفة الغربية، منذ عام 1990 وحتى عام 1992.
في عام 1994 حصل على رتبة لواء وأصبح قائدا للقيادة الجنوبية طيلة عامين، ثم رئيسا لفرع التخطيط في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي ونائبا لرئيس الهيئة في الفترة 1996-1997.
وفي العام 1998 أصبح موفاز الرئيس الـ16 لأركان الجيش الإسرائيلي، ثم ترقى ليصبح وزيرا للدفاع في نوفمبر/تشرين الثاني 2002 ضمن حكومة أرييل شارون.
الحياة السياسية
انتمى موفاز لحزب الليكود اليميني، وبعد انسحاب رئيس الوزراء أرييل شارون من الحزب في 2005 ترشح لرئاسته إلى جانب أبرز متنافسين بنيامين نتنياهو وسلفان شالوم، إلا أنه سرعان ما قبل عرضا من شارون بالانضمام إلى حزبه الجديد كاديما، الذي انشق عن الليكود.
وبعد تصدّر كاديما في الانتخابات، شغل منصب نائب رئيس الوزراء ووزير المواصلات والسلامة الطرقية في الفترة ما بين مايو/أيار 2006 وأبريل/نيسان 2009 ضمن حكومة إيهود أولمرت.
وفي انتخابات الكنيست في فبراير/شباط 2009، حصل كاديما على 28 مقعدا مقابل 27 لليكود، إلا أن رئيسة الحزب حينها تسيبي ليفني فشلت في مفاوضات تشكيل حكومة ائتلافية، مما جعل الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز يكلف زعيم الليكود بنيامين نتنياهو بتشكيلها، فقاطع كاديما الحكومة الجديدة.
في حين ترأس شاؤول موفاز الفائز بمقعد في الكنيست لجنة الخارجية والأمن واللجنة المشتركة لميزانية الدفاع ونال عضوية لجان أخرى، كما أصبح ينافس رئيسة حزبه المعارض على القيادة، وهذا ما تحقق بفوزه يوم 27 مارس/آذار 2012 بنتيجة 61.7% من الأصوات مقابل 37.2% لتسيبي ليفني، فغادرت كاديما وشكلت حزبا جديدا باسم حزب الحركة.
وفي شهر مايو/أيار الموالي، أعلن رئيس حزب كاديما الجديد عن مشاركته في ائتلاف نتنياهو الحكومي، ووصف عدم الانضمام للائتلاف الحكومي في عهد ليفني عقب انتخابات 2009 بأنه خطأ تاريخي ينمّ عن عدم مسؤولية، وأنه سارع لتصحيحه.
بيد أن كاديما غادر الحكومة الائتلافية بعد نحو شهرين ليشهد انقسامات كبرى انعكست على نتائجه في انتخابات يناير/كانون الثاني 2013 فلم يحصل إلا على مقعدين فقط في الكنيست.
وقبيل انتخابات 2015، أعلن شاؤول موفاز اعتزال السياسة بعيد فشل محادثات الاندماج مع حزب العمل، أما كاديما فقد أصبح منحلا بموجب القانون بعدما لم يفز بأي مقعد في الكنيست.
أبرز القرارات والمواقف
كانت الفترة التي تولى فيها شاؤول موفاز أعلى منصبين ساميين في مساره السياسي والعسكري، وهما رئاسة الأركان العامة للجيش ووزارة الدفاع، فترة مليئة بالأحداث المتسارعة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
فقد شهدت تلك الفترة انطلاق الانتفاضة الثانية، وحصار الرئيس الراحل ياسر عرفات، والتوغل العسكري في جنين، وتبادل الأسرى مع حزب الله اللبناني وأحداثا أخرى.
لكن أبرز تلك الأحداث هو الإشراف على ما عرفت بـ"خطة فك الارتباط" الأحادية وبناء الجدار العازل، فقد ظل موفاز يدافع بقوة عن قراراته بشأنهما، رغم ردود الفعل الإسرائيلية والفلسطينية والدولية التي أثارتها تلك القضايا.
1 ـ خطة فك الارتباط الأحادية
تم بموجبها إخلاء قطاع غزة من المستوطنين في النصف الثاني من أغسطس/آب 2005، مع الإبقاء على الوجود العسكري الإسرائيلي في منطقة الحدود بين قطاع غزة ومصر، والانسحاب من 4 مستوطنات وقواعد عسكرية بشمال الضفة الغربية في سبتمبر/أيلول من العام نفسه.
وتنطلق الخطة من رؤية الرئيس الأميركي آنذاك جورج بوش للسلام، وتهدف إلى تحقيق واقع أمني أفضل على المدى البعيد وفق منظوره، وهي غير مشروطة بتعاون من الجانب الفلسطيني.
2 ـ الجدار العازل
بدأ العمل في بناء الجدار العازل بالضفة الغربية قرب الخط الأخضر يوم 23 يونيو/حزيران 2002، وتراوح ارتفاعه ما بين 4.5 و9 أمتار، وامتد طولا على مسافة 770 كيلومترا، بينها نحو 142 كيلومترا في الجزء المحيط بالقدس، وهو مزود بسياج إلكتروني وأبراج مراقبة وكاميرات وأجهزة استشعار وطرق ترابية مغطاة بالرمال لكشف الأثر.
وتسبب الجدار في عزل الفلسطينيين في مناطق مغلقة، وعلى الرغم من صدور قرار من محكمة العدل الدولية في لاهاي يقضي بعدم قانونية بنائه ويطلب من إسرائيل وقفه، فإن العمل تواصل.
ملف إخفاقات السابع من أكتوبر
أثار تكليف شاؤول موفاز من طرف رئيس الأركان العامة للجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي بقيادة فريق التحقيق في إخفاقات أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، جدلا داخل الكابنيت الإسرائيلي (الحكومة الأمنية المصغرة) نظرا لمواقفه المنتقدة للحرب، والمطالبة بالإسراع في تبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، ولكونه مسؤولا عن خطة فك الارتباط وإخلاء القطاع من المستوطنين عام 2005.