إيهود أولمرت.. سلطة فسجن فإطلاق سراح
ولد إيهود أولمرت قرب مدينة الخضيرة جنوب حيفا بمستوطنة بنيامينا يوم 30 سبتمبر/أيلول 1945, وكان والده عضوا بمنظمة "أتسل" اليهودية اليمينية التي ضمت رئيس الوزراء الأسبق مناحيم بيغن، كما كان شقيقه يوسي أولمرت رئيسا للوكالة اليهودية العالمية.
الدراسة والتكوين
التحق أولمرت بالجامعة العبرية بالقدس فحصل على بكالوريوس في علم النفس، ثم على دبلوم في الفلسفة، كما حصل على دبلوم في الحقوق دون أن يمارس مهنة المحاماة.
الوظائف والمسؤوليات
عمل مراسلا صحفيا عسكريا لمجلة "بمحانيه" التابعة للجيش الإسرائيلي التي تصدر كل صباح جمعة.
التحق أولمرت بلواء "جولاني" التابع لسلاح المشاة الإسرائيلي، وهو أكبر وحدة عسكرية في الجيش الإسرائيلي.
شغل منصب وزير شؤون الأقليات في حكومة إسحق شامير اليمينية عام 1988، ووزير الصحة من عام 1990 إلى 1992، انتخب بعدها في 1993 وإلى 2003 عمدة لبلدية القدس.
تولى منصب وزير التجارة والصناعة عام 2003 ونائب رئيس الوزراء بحكومة شارون، ثم وزيرا للمالية يوم 7 أغسطس/آب 2005. تولى رئاسة الحكومة بالإنابة في 4 يناير/كانون الثاني 2006 على أثر إصابة سلفه أرييل شارون بجلطة دماغية، وبعد مئة يوم أصبح رئيس الوزراء يوم 11 أبريل/نيسان 2006.
التوجه السياسي
كان أولمرت في البداية يمينيا في حزب الليكود, ثم انتقل في 2006 إلى حزب كاديما المصنف ضمن أحزاب الوسط رغم مشاركة يمينيين متطرفين في تأسيسه كأرييل شارون. يصفه معارضوه وخصومه بأنه متقلب وانتهازي.
التجربة السياسية
التحق أولمرت بحركة بيتار للشباب التي أسسها زيئيف جابوتنسكي، ومنها انخرط في حزب حيروت (الحرية) عام 1966، دخل الكنيست عام 1973 وكان أصغر نائب في ذلك الوقت، وانتخب ثلاث فترات نيابية متتالية.
انخرط عام 1973 في حزب الليكود، وفي عام 2006 أسس رفقة أرييل شارون حزب كاديما، وعين رئيسا مؤقتا له يوم 16 يناير/كانون الثاني 2006، لكنه اضطر عام 2008 إلى الاستقالة من الحزب والحكومة بسبب قضايا فساد، حيث صدر في حقه حكم في سبتمبر/أيلول 2012 بالسجن سنة واحدة مع وقف التنفيذ ودفع غرامة في قضية "مركز الاستثمارات".
أيد منذ كان عمدة مدينة القدس مشاريع تهويد المدينة المحتل، وحفر الأنفاق تحت أسوارها وفي باحة الأقصى، شنت حكومته عملية "أمطار الصيف" ضد قطاع غزة يوم 8 يونيو/حزيران 2006 بمبرر تحرير الجندي جلعاد شاليط.
وشنت حكومة أولمرت في يوليو/تموز وأغسطس/آب 2006 حربا على لبنان، لكنه خسرها في مواجهة حزب الله اللبناني، مما عرضه لانتقادات كبيرة. وفي نهاية 2008 شن الاحتلال الإسرائيلي حرب غزة وسماها "الرصاص المصبوب" بهدف وقف عمليات إطلاق الصواريخ من القطاع على إسرائيل. لكن سلسلة فضائح أنهت مسيرته السياسية.
وكشفت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس في مذكراتها أن أولمرت قدم عام 2008 عرضا سريا يتضمن إعادة 94% من أراضي الضفة الغربية للفلسطينيين مع وضع بعض الأماكن المقدسة تحت وصاية دولية.
وفي مايو/أيار 2014 أصدرت محكمة إسرائيلية حكما في قضية وصفت بأنها "أسوأ قضية فساد في تاريخ إسرائيل".
وذكر نص الحكم أن أولمرت تلقى شخصيا رشاوى بقيمة 560 ألف شيكل (160 ألف دولار) سلم معظمها لشقيقه عبر وسيط تحول إلى شاهد اتهام.
وبالفعل كان أولمرت هو أول رئيس للحكومة يدخل السجن في إسرائيل بتهمة الفساد. وحكم عليه بالسجن 18 شهرا لاتهامه بتلقي رشاوى في إطار مشروع عقاري ضخم لبناء مجمع "هولي لاند" عندما كان رئيسا لبلدية القدس في الفترة ما بين 1993 و2003، وثمانية أشهر لإدانته بالاحتيال والفساد، وشهرا لعرقلة سير العدالة.
وخلال قضائه أشهرا في السجن الذي دخله في فبراير/شباط 2016، انتشرت صورة له في المستشفى على مواقع التواصل الاجتماعي، يبدو فيها هزيلا وهو يرتدي ثوب المرضى ويأكل مستخدما أدوات بلاستيكية، مما أثار موجة تعاطف معه لدى الرأي العام في إسرائيل.
ولاحقا قررت لجنة الإفراج المشروط يوم 29 يونيو/حزيران 2017 إطلاق سراحه بصورة مبكرة إلا أنه قد يواجه تهما جنائية جديدة.
وبحسب مراسل وكالة الأنباء الفرنسية، فقد خرج أولمرت يوم 2 يوليو/تموز 2017 من باب خلفي من سجن الرملة قرب تل أبيب، وصعد على وجه السرعة إلى سيارة انطلقت به إلى جهة مجهولة.