ينص برنامج الحكومة الألمانية على أن ذكرى الجرائم في الحقبة الاستعمارية يجب أن تصبح جزءا من الثقافة التذكارية الألمانية مثل التصالح مع النازيين.
هديل عبد المجيد الزير
كاتبة و مدونة سورية
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
بين إفراط وتفريط، تتحول المفاهيم من قيمة سامية تطلبها المجتمعات وتحتاجها لعبء تتطلع لخلعه أو لوسواس يقض مضجعها..
نعيش في عصرنا الحالي بوادر تحول وارتباك حقيقي في منظومة العالم الغربي أخلاقياً واجتماعياً وقيمياً، هناك فجوة لا تخطئها عين الناظر بين جيل تلبست روحه الأفكار الاستعمارية، وبين جيل متحرر من عقد الماضي..
لقد بدأت مرحلة جديدة في التاريخ الحديث في العلاقة بين الشرق والغرب، لن يكون الغرب بعد اليوم وجهة حضارية تتطلع لتقليدها نفوس الشباب في المشرق..
أكثر ما أفكر به وأتوجع منه هو مصير أهلنا الكرام الذين أخرجوا من ديارهم ظلما وعدوانا، كل واحد منهم فقد جنته الصغيرة التي كانت تؤويه، أسرة دافئة، أطفال يزينون حياته، أحلام مستقبلية..
مشاهد موجعة تقض مضجعنا وتؤرق ليلنا وتصد عنا كل رغبة في ممارسة الحياة، لا يمنعنا عن الاستمرار إلا إيماننا بوعد الله لنا في الدنيا والآخرة بأن الله ناصرنا وجابر خواطرنا ومشفي صدورنا..
تتشابك الأمور وتتعقد في العلاقات الإنسانية، وكلما وسع المرء نظرته وفتح أفقه على غيره وجد أن هناك نقاط اتفاق مشتركة حتى مع أكثر الشخصيات اختلافا عنه.
﴿.. وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنۡهَاۖ..﴾ (سورة النور–31) مدار الحديث في موضوع الزينة كله على قوله تعالى ﴿.. ما ظهر منها..﴾ أي الزينة الظاهرة.
“كل شيء في عقلك” هذه العبارة تحمل في طياتها الكثير من المعاني التي تحوم حول التصرفات النفسية والجسمية الصادرة عن سلوك البشر، فأفكار الإنسان هي التي ترتفع به أو تهوي به في واد سحيق.
لم تنقطع صرخات العالقين بين الحجارة والركام واستغاثاتهم بعد أن انهارت المباني الثقيلة على أجسادهم الطرية كما انقطعت أنفاس من قضى نحبه فورا في زلزال السادس من فبراير/شباط 2023.