بدأت الأوضاع المتفاقمة في دول أفريقيا جنوب الصحراء تثير قلقا بالغا في كل الإقليم في ظل أزمات مترابطة، فكيف أثر الانقسام الليبي على المشهد الأفريقي وكيف يمكن لليبيا أن تساهم في الحل؟

كاتب وصحفي سوداني
بدأت الأوضاع المتفاقمة في دول أفريقيا جنوب الصحراء تثير قلقا بالغا في كل الإقليم في ظل أزمات مترابطة، فكيف أثر الانقسام الليبي على المشهد الأفريقي وكيف يمكن لليبيا أن تساهم في الحل؟
المفارقة التي جمعت النجمة المكسيكية (كيت دي كاستيو) بزعيم كارتل المخدرات الأبرز، ووثقتها في فيلم (يوم التقيت إل تشابو) تشبه تلك التي جمعتني برئيس النيجر محمد بازوم قبل أشهر من الانقلاب العسكري عليه.
بات معلوما أن هذا الاقتتال الدامي لن يتوقف ولن تضع الحرب أوزارها، إذا لم تحقق أهدافها في سياقات أبعادها المركبة التي ذكرناها على الصُعد المحلية والإقليمية والدولية.
خلال الصراعات التي حدثت في تشاد حتى وصول الرئيس السابق إدريس ديبي إلي السلطة، وطوال فترة حكمه، نشأت العديد من الحركات المسلحة التشادية وشاركت في كل مراحل الصراع في دولة تشاد.
في الجزء الأول من هذه السلسلة تتبعنا منابع ومسارات المرتزقة الأفارقة إلى السودان ودرسنا هذه المنابع في تشاد والنيجر، ونواصل في هذه الحلقة الثانية بحث محاضنها في شمال النيجر ومالي ونيجيريا
لاستقصاء المعلومات عن حقيقة وجود منابع ومسارات وعمليات تحشيد لمرتزقة محتملين من دول غرب أفريقيا ووسطها إلى السودان، للقتال بجانب متمردي الدعم السريع، طرتُ إلى عمق غرب أفريقيا وإلى دول الساحل.
السؤال الأكثر إلحاحا اليوم في السودان مقرونا بتفاعلات الشأن السياسي يدور حول احتمالية عودة الإسلاميين إلى السلطة مرة أخرى، في ظل تعقيدات الوضع الراهن وما يترتب عليه مع تعاظم الخشية من انهيار الدولة.
لا تكاد الأوضاع في السودان تهدأ برهة حتى تنفجر الخلافات من جديد، ففي أقرب الاحتمالات، كما يرى مراقبون، ستتجه أوضاع هذا البلد إلى صدام دام بين أطراف المكون العسكري.
الخلاف بين الجيش وقوات الدعم السريع ليس جديدا، فمنذ تأسيس هذه القوات عام 2013 كان للجيش تحفظاته، ورفع هذه التحفظات إلى الرئيس السابق عمر البشير الذي قرر تكوين قوات مساندة لتقوم بواجبات أمنية وعسكرية.