حديث الثورة

تحولات الجيوش العربية خلال خمسة عقود

ناقش برنامج “حديث الثورة” موضوع تحولات الجيوش العربية خلال خمسة عقود.. بنادق تنكس في الحروب وترفع في مواجهة الشعوب.

من النكبة إلى النكسة إلى اليوم ما زال السؤال قائما عن مدى التحولات في الجيوش العربية، وكيف لم تتمكن بحكم التاريخ والميزانيات المهولة المخصصة لها إلا من إلحاق هزيمة واحدة غير حاسمة بدولة صغيرة حديثة النشأة مثل إسرائيل؟

حلقة الأحد (5/6/2016) من برنامج "حديث الثورة" ناقشت موضوع تحولات الجيوش العربية خلال خمسة عقود.. بنادق تنكس في الحروب وترفع في مواجهة الشعوب.

وفي هذا الصدد عزا الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء مأمون أبو نوار هزيمة 5 يونيو/حزيران 1967 إلى التخبط في الأوامر وعدم التنسيق بين قيادات الجيوش العربية، وافتقارها إلى التدريب المشترك لمواجهة إسرائيل التي دمرت المطارات الجوية في مصر والأردن وسوريا.

من جهته قال الخبير العسكري والإستراتيجي العراقي العميد صبحي ناظم توفيق إن القوات الجوية العربية كلها وكذلك الدبابات التي تملكها الجيوش العربية لم تكن مهيأة لمواجهة سلاح إسرائيل النوعي في تلك الحرب، ولم تكن تملك إستراتيجية للمواجهة.

بدوره قال أستاذ العلوم السياسية في معهد الدوحة للدراسات العليا الدكتور خليل العناني إن هزيمة 67 كانت درسا تاريخيا مهما، عازيا هزيمة الجيوش العربية فيها إلى ضعف الإعداد العسكري والفساد السياسي داخل المؤسسة العسكرية، وسوء إدارة المعركة، وعدم وجود تنسيق بين الجيوش العربية، وعدم وجود مشاركة سياسية في قرار الحرب الذي اتخذه قادة عسكريون فقط.

حماية الأنظمة
وبشأن انغماس الجيوش العربية في شؤون السياسة والحكم وتحولها إلى حماية الأنظمة، اعتبر الخبير العسكري والإستراتيجي اليمني العميد عبد الله الحاضري أن مشكلة الجيوش العربية -ومن ضمنها الجيش اليمني- هي أنها أنشئت بدون ثوابت معنوية ومشروع حضاري، ولذلك تتدخل فيها الأنظمة السياسية وتستغلها لحمايتها وقمع الشعوب.

واعتبر أنه يمكن بناء جيش وطني في اليمن على أسس وطنية ووفقا لمشروع حضاري شامل في حال التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية.

أما صبحي ناظم توفيق فقال إن الجيش العراقي بنته الولايات المتحدة على أسس طائفية وفق تخطيط متقن بعد غزوها العراق عام 2003، حيث يشكل الشيعة معظم قياداته وأفراده. واعتبر أن إعادة بناء الجيش العراقي على أساس أن يضم كل الطوائف "حلم لن يراه يتحقق إلا بمعجزة".

بدوره قال الخبير العسكري والإستراتيجي السوري عبد الناصر العايد إن الجيش السوري مر بمسار طويل منحرف أثمر الثمرة السوداء القاتلة التي نراها حاليا، مشيرا إلى أنه أصبح منذ تولي حزب البعث السلطة وانفراد حافظ الأسد بها علويا بالمطلق.

واعتبر أنه لا يمكن إصلاح الجيش السوري، خاصة في ظل انحراف عقيدته العسكرية والمهنية والفئوية والاجتماعية، مشيرا إلى أن إصلاح كل الجيوش العربية يتمثل في تحييدها عن السياسة واقتصار دورها على حماية الأمن الإقليمي للدولة.

أما خليل العناني فقال إن المشكلة في مصر هي أن المؤسسة العسكرية دولة داخل الدولة، مشيرا إلى أنها منذ العام 1952 تمارس الهيمنة والوصاية على المجتمع، ومعتبرا أن عسكر مصر عقبة كبيرة أمام التحول الديمقراطي.