حديث الثورة

آثار "عاصفة الحزم" على اليمن والمنطقة

ناقش برنامج “حديث الثورة” دلالات المواقف الدولية والإقليمية ومجمل تطورات الأزمة اليمنية، وشروط إطلاق حوار جديد بين كافة الفرقاء السياسيين في اليمن.

أوضح المتحدث باسم عملية عاصفة الحزم العميد ركن أحمد العسيري أن العاصفة قد نالت من قدرة الحوثيين على بثّ الرعب في اليمن. ومن جانبه، لم يستبعد وزير الخارجية اليمني رياض ياسين الاستعانة بقوات برية في المرحلة المقبلة.

توقف الزخم
حول آثار عاصفة الحزم على مقدرات الحوثيين، قال الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي لحلقة السبت 28/3/2015 من برنامج "حديث الثورة" إن الزخم الذي كان يصاحب تحركات الحوثيين قد توقف، ولكنه حذّر من أنهم ما زالوا يقاومون ويأملون وقوع بعض الأخطاء من قبل قوات التحالف التي يمكن أن يستغلوها لصالحهم، وأكد أن أهداف العملية تتمثل في إعادة الحوثيين إلى وضعهم الطبيعي كحزب سياسي غير مسلح يتفاوض حول مستقبل اليمن.

وفي ما يتعلق بالتدخل العسكري الأرضي، أوضح خاشقجي أن المراهنة تقوم على أن تتولى القوات اليمنية التابعة للقبائل هذا الجانب، وأشار في الوقت نفسه إلى الشرخ الذي ظهر بين الحوثيين والرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح الذي دعا إلى حوار في دولة الإمارات وقوبل طلبه بالرفض تماما من قبل التحالف.

واتفق خاشقجي مع ضيف الحلقة عبد الوهاب الأفندي على أن السياسة السعودية الجديدة تؤسس لعلاقات قوية بين الدول الإقليمية ودول العالم، مؤكدا أن عملية عاصفة الحزم ستتبعها عمليات تعتمد على المواقف الأخلاقية للدول.

ودعا السعودية إلى مساعدة اليمنيين على اعتماد وسيلة سلمية لتداول السلطة عوضا عن النظام السلطوي الشمولي، وذلك لمصلحة الجميع بما فيهم الحوثيون.

ورأى الكاتب الصحفي أن عهد الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بعث شعورا وروحا جديدة في سياسات المملكة، وأوضح أنه يسعى لوقف حالة التداعي في المشرق العربي، ووقف التمدد الإيراني في المنطقة وإرجاء باقي المشاكل الأخرى إلى حين.

خطر إقليمي
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة جونز هوبكنز خليل العناني فقد أكد أن الاهتمام العربي بالأزمة اليمنية أعاد الحياة إلى العمل العربي المشترك، حيث اتفق العرب على إعادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته إلى السلطة.

وبحسب العناني، فإن المنطقة دخلت مرحلة جديدة أدركت فيها الدول العربية أن الخطر الرئيسي لم تعد تمثله جماعات الإسلام السياسي، لكنه خطر إقليمي يأتي من مشروع طائفي يسعى لفرض سيطرته على بعض الدول عبر الجماعات الطائفية المحلية المؤيدة له.

ومن ناحيته، رأى الباحث السياسي اليمني إبراهيم القعطبي أن طاولة الحوار ينبغي أن تكون لكل اليمنيين "المسالمين" لا الذين يحملون السلاح، وأن يكون الحوار من أجل بناء الدولة، بل وطالب بنقل الحوار إلى مرحلة تطبيق مخرجات الحوار الوطني الذي انقلب عليه الحوثيون.

ودعا إلى عدم فرض رئيس على اليمنيين من الخارج، وإلى عدم فرض الحوار على القوى اليمنية التي أصبحت "عجوزة"، على حد وصفه. كما نادى باستبعاد "المجرمين والقتلة"، والأشخاص الذين ارتكبوا جرائم بحق اليمنيين مثل عبد الملك الحوثي والرئيس المخلوع علي صالح.

وتمنى القعطبي ألا تقتصر الدبلوماسية السعودية والعربية على إسقاط القنابل وإشعال الحروب فقط، مشددا على ضرورة الاهتمام بالتنمية والبناء وإعمار "اليمن الجديد"، خاصة أن أكثر من 50% من الشعب اليمني يعيش تحت خط الفقر.

وحمل الباحث السياسي اليمني المبعوث الأممي جمال بن عمر جزءا من المسؤولية لما حدث باليمن، واتهمه باستضافة المسلحين والجلوس معهم وهم يقصفون ويضربون يمنة ويسرة دون أن يمنعهم أو يحرك ساكنا، بحسب رأيه.

انتصار دبلوماسي
من جانبه، دعا الناشط الحقوقي وعضو ائتلاف شباب الثورة اليمنية خالد الآنسي الخليجيين وقوات التحالف إلى عدم شن الحرب ضد الحوثيين فقط، واتهم قوات الرئيس المخلوع علي صالح بممارسة التخريب والنهب الذي يحدث الآن.

وأكد أن صالح ظل طوال تاريخه يرتكب الجرائم ويوفر لها كبش فداء، مستشهدا ببعض الأحداث التي تؤيد وجهة نظره، داعيا إلى توجيه سهام الحرب إلى قوات المخلوع.

من جهة أخرى، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة وست مانستر عبد الوهاب الأفندي أن نجاح السعودية في حشد هذا التحالف يعتبر انتصارا لدبلوماسيتها، كما رأى أن نجاح العمليات العسكرية حتى الآن يمكن النظر إليه على اعتباره انتصارا للقدرات العسكرية السعودية التي حققت كفاءة عالية في الميدان، وعبر عن أمله أن يكون هذا التحالف الفاعل نواة لتوحد عربي.

وتوقع الأفندي أن يقوم التحالف بالعمل على حل الأزمة السورية عقب الانتهاء من "مهمة اليمن"، وقال إن المعارضة السورية التي وقفت ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد لمدة أربعة سنوات تعتبر قوية جدا، وبدعم قليل من هذا التحالف يمكنها إسقاط النظام.