شاهد على العصر

مهاتير محمد: لست قمعيا وأريد أن أنجز الواجبات قبل أمس حتى أبني ماليزيا

تحدث مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي السابق وصانع نهضتها الحديثة في الحلقة الرابعة من شهادته على العصر عن أهم الآليات والسياسات التي اعتمدها وصولا لبناء ماليزيا الحديثة.

نفى مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي السابق وباني نهضتها الحديثة التهم التي وُجهت إليه بأنه كان قمعيا مع طلبة الجامعات خلال توليه وزارة التعليم في ماليزيا، لكنه شدد على أنه كان ضد انشغال الطلبة بأمور غير التحصيل العلمي، وهو الأمر الذي تنفق عليه الدولة الكثير من الأموال، سعيا لبناء الدولة وتطوير مواطنيها.

وبشأن المظاهرات الجامعية التي اندلعت إبان تولية وزارة التعليم، وقمع الحكومة لها، قال السياسي المخضرم في الحلقة الرابعة من شهادته على العصر؛ إن الحكومة اعتقلت بعض الطلبة المتظاهرين، لكن الأمور عادت للهدوء بعد اعتقال أنور إبراهيم الذي كان يترأس التحرك الطلابي آنذاك، "مع أنه لم يشارك في المظاهرات لكن جرى اعتقاله لدى تردده على أحد المراكز الأمنية ليطلب عدم اعتقال الطلبة المتظاهرين".

وأوضح مهاتير أن رفضه تظاهر الطلبة بالجامعات قائم على أساس أن معظم الطلبة من الملاويين، والحكومة تدفع لتعليمهم الكثير من الأموال، لذلك عليهم أن يواصلوا تحصيلهم العلمي، وألا ينشغلوا بالسياسة التي يمكن أن يمارسوها لاحقا، كما حصل معه هو شخصيا.

وقال رئيس الوزراء السابق إن أبرز البصمات التي تركها بعد أن شغل منصب وزير التعليم ووزير الصناعة والتجارة أنه سعى للتركيز على العلوم الأساسية، مثل الهندسة والعلوم والتكنولوجيا، كما جعل اللغة الإنجليزية معتمدة بالنسبة لطلبة المرحلة الثانوية العامة.

وقال إن أبرز انتقاداته لرئيس الحكومة الأسبق تون حسين -الذي كان هو نائبا له- أنه كان بطيئا جدا، ويؤثر ذلك على سير العمل، ويعطل الاستثمار وعجلة التقدم بالبلاد، وهو الأمر الذي كان يثير حفيظة المستثمرين، حيث كان رئيس الحكومة يستغرق وقتا طويلا جدا في قراءة كل الوثائق، حتى بالنسبة للأمور المستعجلة.

أما مهاتير محمد فكان يتميز بالسرعة في الأداء والإنجاز والمتابعة واتخاذ القرار أيضا، ويقول إنه كان يعمل على مبدأ "أريد أن أنجز أمس وليس اليوم"، وأنه استدعى ذات مرة عمدة العاصمة الماليزية كوالالمبور وسأله عن سبب عدم وجود أبنية مرتفعة بالعاصمة، فأخبره العمدة أن الأمر معقد بسبب كثرة القرارات التي تحتاجها إقامة مبنى واحد.

وكتب مهاتير محمد في مذكراته منتقدا الوضع العام، حيث قال إن إقامة مبنى كان يحتاج أكثر من أربعمئة قرار.