شاهد على العصر

ولد حننا يروي تفاصيل ثاني محاولاته الانقلابية ج4

يروي السياسي والعسكري الموريتاني الرائد صالح ولد حننا في شهادته الرابعة تفاصيل المحاولة الانقلابية التي قام بها عام 2003 ضد الرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطايع.

بعد فشل محاولته الانقلابية الأولى ضد الرئيس الأسبق معاوية ولد سيد أحمد الطايع عام 2000، قام السياسي والعسكري الموريتاني الرائد صالح ولد حننا بمحاولة انقلابية أخرى ضد الرئيس نفسه عام 2003، يروي تفاصيلها في شهادته الرابعة لبرنامج "شاهد على العصر".

ويروي ولد حننا أنه وجماعة من الضباط (حوالي 12 ضابطا) حضروا للمحاولة الانقلابية التي حددوا تاريخ الثامن من يونيو/تموز 2003 لبدء تنفيذها، ولكن قبل يوم من هذا الموعد اكتشفوا أن أحد الضباط أبدى تردده حيال الموضوع، ما أحدث مفاجأة كبيرة، خاصة وأنه كان يعول عليه كونه يشغل موقعا حساسا في قيادة الأركان.

ورغم أن ولد حننا وجماعته نجحوا لفترة في إقناع الضابط، واسمه الحسن ولد مكت، في التراجع عن موقفه، فإن الضابط هرب وأبلغ قائد الأركان بمخطط المحاولة الانقلابية، وذلك قبل حوالي ثلاث ساعات ونصف الساعة من بدء التنفيذ.

ويقول ضيف "شاهد على العصر" إن قائد الأركان لم يأخذ المعلومة التي قدمها له الضابط على محمل الجد، ولم يتخذ إجراءات عاجلة بشأن المسألة، بسبب وقع المفاجأة عليه ولتشكيكه في إمكانية قيام بعض الشخصيات المعروفة بانضباطها مثل الرائد محمد شيخنا بالانقلاب.  

ويكشف أن من كانوا يخططون للانقلاب وقعوا بين خيارين، إما تأجيل أو إلغاء المحاولة من أساسها، وإما التعجيل بالتنفيذ. وتم التوافق على الخيار الأخير حيث تمكن ولد حننا ورفاقه -كما يؤكد في شهادته- من السيطرة على بعض المواقع من دون مقاومة تذكر، مثل إدارة الهندسة العسكرية وقيادة الطيران والبحرية، وأرسلوا دبابتين إلى قيادة الأركان ودبابتين إلى القصر الرئاسي.

بعد سيطرتهم على القصر الرئاسي، تمكنوا من السيطرة على قيادة الأركان في الساعة العاشرة من الثامن من يوليو/تموز 2003، لكنهم لم يعرفوا، كما يؤكد السياسي والعسكري الموريتاني، مصير ولد الطايع، ليتبين لاحقا أنه التحق بالحرس الوطني.

بيان الانقلاب
وبحسب ولد حننا فإن بعض الأمور قد حصلت لم يجد لها تفسيرا خلال قيامهم بالمحاولة الانقلابية، منها على سبيل المثال أن بعض الضباط الذين كلفوا بالسيطرة على الحرس الوطني لم يفعلوا ذلك، وكذلك دخول المنطقة السادسة على خط المواجهة، ولم يستبعد أن يكون بعضهم  قد انقلب وأصبح في صف ولد الطايع. 

ويقر بأن المحاولة الانقلابية الثانية فشلت، وأنهم أدركوا هذه الحقيقة في الساعة الثانية ظهرا يوم الثامن من يوليو/تموز 2003 لعدة أسباب من بينها قلة الإمكانيات والارتباك، خاصة بعد أن تم التبليغ عنهم. غير أن الطريف في الموضوع أن ولد حننا عندما ذهب إلى الإذاعة من أجل قراءة البيان الأول الذي كان يفترض أن يعلن فيه عن الانقلاب لم يجد أحدا هناك لأن الجميع هربوا.

ويقول ولد حننا إنه بقي في الإذاعة طوال ست ساعات، لكنه لم يتمكن من إذاعة بيان الانقلاب لهروب الفنيين والعاملين هناك، ولأن من جهزوا للمحاولة الانقلابية لم يرتبوا لمسألة السيطرة على الإذاعة والتلفزيون.