شاهد على العصر

عبده: عدم الثقة بالجيش وسباق التسلح قاد لبنان للحرب

تحدث المدير السابق للمخابرات العسكرية اللبنانية جوني عبده في الحلقة الرابعة من شهادته على العصر، عن الظروف السياسية التي سبقت الحرب الأهلية اللبنانية.

قال المدير السابق للمخابرات العسكرية اللبنانية جوني عبده في الحلقة الرابعة من شهادته على العصر، إن "اتفاقية القاهرة التي وقعت بين رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات وقائد الجيش اللبناني إميل البستاني عام 1969 لم تكن إلا هدنة طويلة لم يلتزم بها أي من الطرفين، وفي أبريل/نيسان 1973 وقعت اشتباكات عنيفة بين الجانبين بسبب اغتيال كمال ناصر وكمال عدوان وأبو يوسف النجار على يد قوات خاصة إسرائيلية".

وفي الحلقة التي بثت يوم الأحد (2016/11/27)، أقر عبده بأن الدولة اللبنانية لم تكن تملك القدرة على مواجهة المفاجآت والخطط التي تقوم بها المخابرات الإسرائيلية، كما لم تكن مهتمة بحماية الفلسطينيين لأنهم كانوا مصرين على حماية أنفسهم.

وردا على سؤال حول أسباب ضعف الدولة اللبنانية خلال عهد الرئيس سليمان فرنجية، أكد أن الأخير لم يكن السبب في ضعف الدولة، بل كان السبب يرجع إلى عدم قدرة الدولة على ضبط الأمن وفرض سيطرتها، فقد كان المسلمون مثلا يفتخرون بدعم منظمة التحرير ويخجلون من دعم الجيش، ولم يختلف الأمر كثيرا عند المسيحيين الذين لم يكونوا يثقون في الجيش وشكلوا مليشيات خاصة بهم.

وبحسب عبده فإن تهديد رشيد كرامي عام 1974 بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية متوافق مع الدستور، وربما جاء بسبب اعتقاد السنة بأن فرنجية يسعى لتهميشهم، مشيرا إلى أن هناك اتفاقا سياسيا بأن تكون رئاسة الجمهورية للمسيحيين الموارنة ورئاسة البرلمان للشيعة ورئاسة الحكومة للسنة، لكن لا يوجد في الدستور ما يمنع مسلما من الترشح للرئاسة.

توتر طائفي
وأكد عبده أن تهديد كرامي دفع الموارنة إلى تشكيل مجموعات مسلحة، في حين قام السنة بدعم منظمة التحرير وتشكيل مجموعات خاصة بهم أيضا، قبل أن يظهر موسى الصدر في المشهد السياسي اللبناني ويدعو إلى ثورة ضد الحرمان، ويصف السلاح بأنه زينة الرجال، ليبدأ الشيعة أيضا بالتسلح.

وكشف المدير السابق للمخابرات العسكرية اللبنانية أن المخابرات العسكرية والدولة اللبنانية ممثلة في الموارنة، هي التي سعت لأن يكون للشيعة دور سياسي أكبر عبر منحهم منصب وزارة المالية الذي يجب الحصول على توقيعه على أي قانون بجانب توقيع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، لكن طموحات الشيعة ارتفعت بعد وفاة الصدر حتى تغولوا على الدولة، على حد قوله.

وبحسب عبده فإن إسرائيل شنت عام 1974 نحو 1400 غارة جوية على لبنان، بهدف دفع المليشيات المارونية والجيش اللبنانية إلى معاداة الفلسطينيين باعتبارهم السبب لما يتعرض له اللبنانيون من غارات. وعند اندلاع الحرب الأهلية قدمت شحنات أسلحة للموارنة، وتطور الأمر لاحقا إلى تعاون عسكري على الأرض.

وفيما يتعلق بأسباب انحياز حافظ الأسد إلى الموارنة خلال الحرب الأهلية، رأى عبده أن الأسد كان يعتقد بأن سيطرة منظمة التحرير -الطرف الأقوى في الحرب وغير الخاضع لإدارته على لبنان- يعني خروج النظام السوري من المعادلة في لبنان، لكنه استبعد أن يكون الأسد تلقى إذنا أو موافقة من إسرائيل على الدخول العسكري في لبنان.