شاهد على العصر

الصادق المهدي: النميري حاول قتلي لأنني عارضته ج9

خصص رئيس وزراء السودان الأسبق وزعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي شهادته التاسعة لبرنامج “شاهد على العصر” للحديث عن انقلاب جعفر النميري عام 1969.

يؤكد رئيس وزراء السودان الأسبق وزعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي أن نظام  جعفر النميري الذي قاد انقلاب مايو/أيار 1969 في السودان حاول قتله، لأنه كان معارضا للانقلاب الذي قال إنه فوجئ به.   

ويضيف -في شهادته التاسعة لبرنامج "شاهد على العصر"- أن النميري خطط لقتله ثم قام بسجنه، حيث التقى المهدي -كما يكشف هو بنفسه- مع النميري واشترط عليه أن تتحول العملية الانقلابية إلى عملية إصلاح قومي، في مقابل إعلان تأييد حزب الأمة له، ووافق النميري على الشرط، لكنه تراجع عن موقفه لاحقا وقام باعتقاله. 

ويكشف المهدي في شهادته أنه أخبر النميري برفض حزب الأمة فرض النظام برنامج الحزب الشيوعي على الأمة السودانية، ويشير إلى أن الانقلاب أيدته قوى اليسار والاتحادات التي كانت واجهة للحزب الشيوعي، وأن قادة الانقلاب شنوا حملة على الأحزاب الإسلامية.

ويؤكد زعيم حزب الأمة في السياق نفسه أنه نصح أنصار حزب الأمة بعدم الدخول في مواجهة عسكرية مع نظام النميري، وأن ينتظروا الزمان والمكان المناسبين.

من جهة أخرى، يقول المهدي في شهادته التاسعة أن قادة الانقلاب انحازوا للمعسكر الشرقي دون مراعاتهم التوازنات الدولية، وأن الولايات المتحدة الأميركية لم يكن لها دور في انقلاب عام 1969، ولم تدخل على الخط إلا بعد أن قام النميري بضرب الشيوعيين.

كما أن الناصريين داخل السودان -يواصل ضيف "شاهد على العصر"- كان لهم دور في انقلاب النميري، أما الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر فلم يكن له دور مباشر في العملية.   

وتحدث المهدي في شهادته أيضا عن الظروف التي قادت إلى انقلاب عام 1969، منها فشل الإدارة الاقتصادية للسودان، وعودة الإهمال لقضية الجنوب، كما تحدث عن توحيد حزب الأمة.

ويذكر أنه بعد ثورة أكتوبر/تشرين الأول 1964، انقلب الجيش السوداني مجددا في 25 مايو/أيار 1969 على الديمقراطية الحزبية التي جاءت نتيجة انتخابات حرة عام 1965، وهذه المرة كان  النميري هو زعيم الانقلاب، لكن هذا الأخير أطاحت به لاحقا ثورة شعبية.

وتجدر الإشارة إلى أن والد المهدي هو الصديق المهدي مؤسس حزب الأمة وإمام طائفة الأنصار خلفا لجده عبد الرحمن المهدي.

يذكر أن المهدي هو سياسي ومفكر سوداني، توزعت سنوات عمره بين كراسي السلطة وزنازين السجون وغربة المنفى وجبهات المعارضة الداخلية، فقد ذاق السلطة رئيسا للوزراء فترتين، والسجن والمنفى معارضا مرات عدة.