ما وراء الخبر

ما هي تحديات "التعاون الإسلامي" بقيادة تركيا؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” طبيعة التحديات التي تواجهها الدول الإسلامية مع انعقاد قمتها الحالية في إسطنبول، ومدى مقدرة منظمة التعاون الإسلامي على التعامل معها.

ملفات عامرة بالتحديات على طاولة القمة الثالثة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي التي انطلقت في إسطنبول، فلا الأوضاع بين الدول الإسلامية كما يأمل المسلمون (1.7 مليار نسمة)، ولا علاقتهم بالعالم على ما يرام.

تركز القمة على ملفات الإرهاب والأوضاع في سوريا واليمن وليبيا والعراق، وإقليم ناغورنو كرباخ المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا، والتعاون الاقتصادي، وأوضاع الأقليات المسلمة، إلى جانب ظاهرة الإسلاموفوبيا.

لكن هذا غيض من فيض التحديات التي تدفع للسؤال عن مدى قدرة منظمة التعاون الإسلامي على مجابهتها بقيادتها التركية في الفترة المقبلة.

أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت عبد الله الشايجي قال لحلقة الخميس (14/4/2016) من برنامج "ما وراء الخبر" إن كل قمة إسلامية تشهد تحديات أصعب مما سبقها، لافتا إلى أن أبرز الظروف صعوبة هو ظرف الفتنة المذهبية بين الأغلبية السنية والأقلية الشيعية والصراعات الإقليمية وفي مقدمتها سوريا "الجرح الدامي".

وأضاف أن أجواء القمة عرفت فتورا واضحا بين الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس الإيراني حسن روحاني، وفتورا بين مصر وتركيا، حيث لم يصافح رئيس القمة رجب طيب أردوغان وزير الخارجية المصري سامح شكري.

من جانبه علق الباحث التركي في الشؤون الإقليمية يوسف كاتب أوغلو بأنه لا ينفي وجود خلافات بين الدول الإسلامية. أما إشارة الشايجي إلى عدم المصافحة التركية المصرية فقال إن بلاده لعبت دور المضيف وشكرت مصر على دورها كرئيسة سابقة للقمة.

غير أن ثمة سوء تصرف واضحا من قبل وزير الخارجية المصري -كما أضاف- ولم يشكر تركيا كونها البلد المضيف، بل إنه ألقى كلمته وانسحب قبل نهاية اليوم الأول، مما يعد خرقا بروتوكوليا.

ومضى أوغلو يقول إن تركيا تعي حجم مسؤوليتها وهي ترأس في المرحلة المقبلة منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة، وتعد ثاني أكبر منظمة بعد الأمم المتحدة، وبما يقف أمامها من تحديات قوية وضعف في الأداء.

ولفت أيضا إلى دعوة أردوغان لتشكيل تكتل إسلامي يحل مشاكله داخليا، مضيفا أن رسالة تركيا كانت قوية بضرورة إيجاد مرجعية تحكيمية داخل العالم الإسلامي وألا تبقى قرارات منظمة التعاون حبرا على ورق، وأن يكون لديها وسائل إعلام متقدمة.

وأضاف أوغلو أن أوروبا التي قاست حروبا وصل بعضها إلى 300 عام، أسست الاتحاد الأوروبي ووحدت العملة بعدما استشعرت ضرورة مواجهة قطبي الصين والهند.

وهو الأمر الذي أكد عليه الشايجي بالقول إنه لا يمكن أن يكون ربع البشرية مهمشين بهذه الطريقة، وأن تعاني هذه الكتلة الكبيرة من فراغ إستراتيجي وفقر وجوع وإرهاب وشيطنة للإسلام.

الإسلام والإرهاب
وحول آليات مكافحة الإرهاب قال إن أكبر ضحايا الإرهاب هم من المسلمين وليس من الغرب، وإن هناك ازدواج معايير في تعريف الإرهاب داخل العالم الإسلامي، وفي التفريق بين المليشيات والمناضلين.

وثمن الشايجي التحالف الإسلامي ودعوة تركيا إلى إنشاء إنتربول إسلامي، مضيفا أن 99% من المسلمين معتدلون، أما شيطنة الإسلام فتستفيد منها الصهيونية ودوائر غربية مستغلة فئة قليلة شاذة كتنظيم الدولة.