ما وراء الخبر

عجلة السياسة اليمنية بعد ثلاثة أسابيع من العاصفة

مع الأسبوع الثالث لعاصفة الحزم، بدأ حزب المؤتمر الشعبي اليمني بزعامة الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح مساعي لوقف العاصفة. “ما وراء الخبر” تساءل عن أسباب هذه المساعي وآفاق الحل.

مع الأسبوع الثالث لعاصفة الحزم التي يقودها تحالف عربي لدعم الشرعية في اليمن، بدأ حزب المؤتمر الشعبي اليمني الذي يتزعمه الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح مساعي لوقف العاصفة.

وها هو الأمين العام المساعد للحزب أبو بكر القربي يبدأ جولة تشمل سلطنة عمان وروسيا والولايات المتحدة ومصر والأمم المتحدة.

وفي هذا السياق جاءت حلقة 11/4/2015 من برنامج "ما وراء الخبر" طارحة سؤالين: ما الذي يدفع جماعة الحوثي وصالح للبحث عن مخرج سلمي؟ وهل ثمة فرصة حقيقية للتوصل إلى حل؟

أبدى الكاتب والباحث السياسي اليمني محمد جميح مخاوفه من أن تكون هذه الخطوة تكتيكا من علي عبد الله صالح "البرغماتي" الذي يلعب بالأوراق جيدا، وما إن يحقق مبتغاه من الخطوة حتى يعود للمناكفة، مشيرا إلى أن المشكلة الماثلة الآن هي أن الثقة منزوعة تجاه الطرفين الحوثي والرئيس المخلوع.

أما الحل في نظر جميح فقد كان متوافرا في مؤتمر الحوار الوطني قبل انقلاب الحوثي بمساعدة صالح، والآن "بعد أن خربت مالطا أو كادت" فإن الحل هو القبول بالرئيس المنتخب وانسحاب الحوثي وتسليم أسلحة الدولة اليمنية، والكف عن التوسع الميداني وقصف مدن عدن والضالع والبيضاء التي "تجعلني أشك بأن التحرك السياسي ما هو إلا كسب للوقت".

ماء الوجه
من ناحيته قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود بالرياض إبراهيم النحاس إن خطوة جولة الزيارات هذه تأتي لحفظ ماء الوجه بعد أن عرف علي صالح أن الاستمرار المعاند في فرض أمر واقع سيجعله يخسر نفسه "ويخسر رأسه"، خصوصا أن عاصفة الحزم في طريقها لإنزال قوات على الأرض.

وأشار النحاس إلى أن هدف عاصفة الحزم هو الوصول إلى تحقيق عملية سياسية، وبالتالي فإن مغادرة طائرة القربي من مطار صنعاء تمت برضا تحالف العاصفة من أجل المضي في الخطوات السياسية وإلا لضربت الطائرة في مكانها.

ورأى أن المبادرة الخليجية التي انتخب على أساسها الرئيس عبد ربه منصور هادي هي الحل، وأي حلول أخرى ما هي إلا ذر للرماد في العيون، متسائلا "ما الذي يضر الحوثي أن يكون فريقا سياسيا؟ ولماذا يعطي لنفسه الحق بتأسيس عاصمة في صعدة ثم يمارس البطش" باليمنيين؟

أما الكاتب والمحلل السياسي عبد الوهاب الشرفي فقال لدى سؤاله عما يحمله القربي في جولته ليوقف عاصفة الحزم، إن العودة إلى طاولة المفاوضات و"إيقاف العدوان" أساس الجولة، أما الموقف الجديد فهو عدم استثناء هادي من المفاوضات على خلاف الموقف السابق.

ورأى الشرفي أن الحل في اليمن هو بداية الشراكة بدل الهيمنة، مضيفا أن من يطالبون أنصار الله (الحوثيين) بتسليم أسلحتهم عليهم الاعتراف بأن المشكلة في بنية أجهزة الدولة بما يجعل أنصار الله مطمئنين، على حد قوله.