ما وراء الخبر

الهجوم على الكنيس بالقدس الغربية.. التراكمات والتداعيات

توقفت الحلقة عند خبر الهجوم على الكنيس اليهودي بالقدس الغربية، وتساءلت مع ضيوفها بشأن التراكمات التي قادت إلى وقوعه والتداعيات المحتملة للهجوم في ظل الإجراءات الإسرائيلية المعلنة ردا عليه.

لقي خمسة إسرائيليين حتفهم وأصيب ثمانية آخرون -بينهم أربعة في حالة خطيرة- في هجوم شنه فلسطينيان على كنيس يهودي في القدس الغربية.

الهجوم الذي انتهى باستشهاد المهاجمين الاثنين أعقبته الحكومة الإسرائيلية بإجراءات أمنية مشددة بحق فلسطينيي القدس وباتهامات شملت كلا من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والسلطة الفلسطينية.

حلقة الثلاثاء (18/11/2014) من برنامج "ما وراء الخبر" توقفت عند هذا التطور وناقشته من زاوية التساؤل بشأن التراكمات التي قادت إلى وقوع الهجوم على الكنيس اليهودي، والتداعيات المحتملة للهجوم في ظل الإجراءات الإسرائيلية المعلنة ردا عليه.

مباركة ولا تبني
وكان من بين ضيوف الحلقة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر والذي تحدث من غزة، وقال في مستهل مداخلته إن الجبهة الشعبية باركت هذه العملية البطولية التي نفذت على قرية دير ياسين المهجرة والمدمرة، واعتبرتها تأتي في إطار الرد الطبيعي على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق المقدسات والمقدسيين.

وأكد أنه أمام الاعتداء المتواصل بالاستيطان والتهويد فإنه من حق الفلسطينيين أن يدافعوا عن أنفسهم، وأن يحموا مقدساتهم وممتلكاتهم.

واعتبر مزهر عملية القدس الغربية من العمليات النوعية التي يجب أن تتوالى حتى تردع الاحتلال وسياساته العدوانية، لافتا إلى أنه لم يتوفر لدى الجبهة ما يؤكد تبنيها الهجوم.

وقال إن الأزمة تتمثل في الاحتلال، والمطلوب إنهاء الاحتلال ورحيله وتفكيك المستوطنات وإعطاء الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير ودولته المستقلة وعاصمتها القدس.

وأكد القيادي في الجبهة الشعبية أن الاحتلال الإسرائيلي مهما فعل ومهما اتخذ من إجراءات فلن يخيف الشعب الفلسطيني، مستغربا أن يوازي البعض بين الضحية والصهاينة المحتلين الذين جاؤوا من كل أصقاع الدنيا ليحتلوا الأرض الفلسطينية.

ومن القدس المحتلة تحدث العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي جمال زحالقة عن التجمع الوطني الديمقراطي، وذكر أن الشعب الفلسطيني لن يسمح بنكبة ثانية لا في القدس ولا في أي مكان آخر، مؤكدا تمسك الفلسطينيين بوطنهم وبوجودهم.

قضية احتلال
وقال إن القضية ليست قضية عنف متبادل، بل هي قضية احتلال يجب إنهاؤه، مضيفا أنها لن تحل بواسطة مفاوضات عبثية.

ودعا زحالقة إلى تطبيق كامل للقرارات الدولية حول عودة اللاجئين وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

ورأى أن إسرائيل تلعب بالنار في الفترة الأخير من خلال محاولات الاقتحام والاستفزاز المستمرة في القدس، لافتا إلى أن الاستفزازات الإسرائيلية المتكررة في القدس والأقصى تثير احتقانا وتنتج جوا مشحونا سيؤدي إلى انفجار.

وحمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -الذي قتل المئات في غزة قبل أشهر قليلة- مسؤولية مقتل الإسرائيليين في القدس الغربية.

وخلص النائب العربي إلى أن إنهاء الاحتلال والقمع وإرجاع الحقوق لأصحابها كفيلان بوقف العنف وسفك الدماء.

أما أستاذ الدراسات الشرق أوسطية بجامعة تل أبيب إيال زيسر فذكر أن الوضع ليس بحاجة لتصريحات متطرفة أدت إلى نكبات متكررة للفلسطينيين.

وقال إن العنف يؤدي إلى مزيد من العنف، ونحن بحاجة إلى احتواء الأزمة ومعالجة التوتر.

وتحدث عن وجود تطرف من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مشددا على ضرورة الضغط على القيادات الفلسطينية والإسرائيلية كي تستأنف عملية السلام.

واعتبر زيسر أنه ليس هنالك من شيء يبرر قتل الأبرياء بصفوف الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، وفق تعبيره.