الدويري: قوات الاحتلال لن تتمكن من التثبت بنتساريم وستدفع ثمنا باهظا

قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن عمليات المقاومة الأخيرة تبعث رسالة واضحة مفادها أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لن تتمكن من التثبت شبه الدائم، وليس الدائم في محور نتساريم، وسط قطاع غزة، وأنها ستدفع ثمنا باهظا إذا استمر بقاؤها في المنطقة.

وأضاف في حديث لقناة الجزيرة أن هذه العمليات تؤكد كذلك أن المناطق التي كانت توصف عسكريا بأنها مناطق رخوة، ثبت بعد 207 أيام من الحرب على قطاع غزة أنها مناطق لا تزال صلبة، ويمكن للمقاومة أن تنفذ فيها عمليات ناجعة.

ويرى الدويري أن الكمين الأخير الذي نفذته كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- لن يكون الأخير كما أنه لم يكن الأول، لافتا إلى أنه بني على معلومات استخباراتية دقيقة تم توظيفها من أجل بناء خطة خداع تكتيكي.

وتابع الخبير العسكري أن هذه الخطة شملت عمليات استطلاع ومراقبة لقوات جيش الاحتلال، حيث تم الدفع بعناصر للاشتباك الأولي ثم الانسحاب ضمن منطقة شارع السكة، في حين كان قد تم إعداد منطقة تقتيل استخدمت فيها مجموعة من الحشوات ومخلفات بعض الصواريخ والقنابل الإسرائيلية.

الإستراتيجية العظمى

ولفت إلى أن هذه العملية وضعت في إطار أشمل استخدم فيه قذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا 107 على مناطق أخرى من أجل إكمال عملية التضليل والتشتيت والخداع التكتيكي الذي وصل حد الإستراتيجية العظمى.

وفي هذا السياق، أوضح الدويري أن القدرات الاستخباراتية بلغت ذروتها لدى كتائب القسام قبل عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث تخطت عملية الخداع التكتيكي إلى البعد السياسي، الذي كان مشمولا ضمن الخداع.

وتابع أن مسيرة المعارك على الأرض أثبتت كذلك أن تلك القدرات كانت ناجعة جدا، حيث تبين امتلاك المقاومة شبكة جمع معلومات قوية، معظمها مراقبات أرضية في ظل محدودية الإمكانيات وعدم توفر أدوات أخرى.

ويرى الخبير العسكري أن المقاومة لتخطي حدود التقنيات المتقدمة جدا والذكاء الاصطناعي لجأت إلى وسائل قريبة من البدائية، لعملية توصيل المعلومة من خلال الإشارة على سبيل المثال، وذلك في حال تعذر توصيلها من خلال الأجهزة اللاسلكية.

وشدد الدويري على استمرار كفاءة المقاومة وامتلاكها كتائب في جل مناطق القطاع بخلاف ما تدعي قيادات الاحتلال، مشيرا في هذا السياق إلى أن الجيش الإسرائيلي لدغ عشرات المرات بنفس المقاربة ووقع في كمائن بذات المواصفات دون الاستفادة من تجاربه السابقة.

المصدر : الجزيرة