زيارة استعراضية لانتقالي الجنوب إلى حضرموت.. أي دلالات؟

محمد عبد الملك - استقبال ضعيف لقيادات الاتقالي في حضرموت - تويتر - زيارة قيادات انتقالي جنوب اليمن لحضرموت .. استعراض يقابل بالرفض
استقبال ضعيف لقيادات المجلس الانتقالي في حضرموت (مواقع تواصل)
الجزيرة نت-خاص

بطائرة إماراتية خاصة، وصلت قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي إلى مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت شرقي اليمن، لكن سبقها قبل ذلك وصول عشرات العربات العسكرية من مدينة عدن جنوبي البلاد إلى المكلا في يوم واحد، لاستخدامها في تنقلات القيادات خلال جولاتهم في المدينة بموكب استعراضي، وهو ما أثار استياء أبناء حضرموت.

وبحسب مراقبين، أراد المجلس الانتقالي -المدعوم من الإمارات– من خلال هذه الزيارة، توجيه رسائل إلى الحكومة اليمنية وربما السعودية التي أصبح موقفها مناوئا له.

ورجّح سياسيون تحدثت معهم الجزيرة نت أن السعودية باتت لا تقبل باستقواء الانتقالي على الحكومة اليمنية التي تتخذ من الرياض مقرا لها، إضافة إلى رفض شعبي واسع لأهالي حضرموت للطريقة التي تعمد الانتقالي القدوم بها إلى المدينة. 

ووفق مراقبين، تواصل أبو ظبي منع الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي من العودة إلى البلاد، كما تحاول إيصال رسائل إلى الحكومة اليمنية من خلال تمكين أدواتها وقيادات الانتقالي من التحرك على الأرض.

‪عشرات العربات العسكرية سبقت قيادات الانتقالي من عدن إلى حضرموت‬  (مواقع تواصل)
‪عشرات العربات العسكرية سبقت قيادات الانتقالي من عدن إلى حضرموت‬  (مواقع تواصل)


ويقول الناشط أمين بارفيد -وهو أحد أبناء حضرموت- أن الإمارات تعمل على منح الانتقالي شعبية اجتماعية هو في الواقع يفتقدها، وذلك عبر محاولات إبراز قوته عسكريا بموكب شمل عشرات العربات العسكرية فاق موكب الرئيس الفعلي للبلاد.

وعلى مدى الأشهر الأخيرة، تعرض المجلس الانتقالي الذي يحمل مشروع الانفصال -وفقا للهدياني- لحملات متواصلة عبر فعاليات شعبية واحتجاجات شبه يومية وتقارير دولية وتصريحات خبراء خليجيين وفضح إعلامي واسع، تحدثت عن تنسيق بينه وبين جماعة الحوثي لخلط أوراق المشهد اليمني.

وبحسب المحلل السياسي الجنوبي عبد الرقيب الهدياني، فقد جاءت زيارة الانتقالي إلى حضرموت بتلك الطريقة الاستعراضية للتنفيس عنه، حيث يعاني من أزمة حقيقية نتيجة العزلة المحلية والرفض الإقليمي والنقد الدولي غير المسبوق لممارساته. 

ويكمن الهدف الفعلي من الزيارة إلى حضرموت ومدينة المكلا الواقعة على ساحل البحر العربي، وفقا لما نقله موقع "الانتقالي" الرسمي، في تدشين أعمال الدورة الثانية لما يطلق عليه الجمعية الوطنية التي يترأسها اللواء أحمد سعيد بن بريك محافظ حضرموت السابق وأحد قيادات الانتقالي.

وبالتزامن مع هذه الزيارة، اتهم التقرير النهائي لفريق الخبراء الدوليين التابع للأمم المتحدة في اليمن، "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم من الإمارات بممارسة الأعمال العدائية المسلحة ضد الحكومة اليمنية، الأمر الذي تسبب -وفقا للتقرير- بعدم سيطرة الحكومة بشكل فعلي على المحافظات الجنوبية.

رفض شعبي
ولم يتردد الناشطون في حضرموت واليمنيون في التعبير عن رفضهم للطريقة الاستعراضية التي ظهرت فيها قيادات الانتقالي أثناء زيارتها للمدينة، حيث دشنو حملة مناهضة لزيارتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وأفصح الكثير منهم عن مواقفهم من خلال وسم #حضرموت_ترفض_الانتقالي.



وكتب الناشط عبد السلام باتيس -وهو من أبناء المحافظة- على صفحته في فيسبوك "لا يدخلون محافظة إلا أفسدوها وقتلوا علماءها وأئمة مساجدها، حذار يا حضرموت حذار".

وسخر آخرون من أنصار الانتقالي الذين كانوا في استقبال قياداتهم بحضرموت، من خلال نشر صور تظهر عددا من المواطنين يحملون صور رئيس المجلس عيدروس الزبيدي في شوارع مدينة المكلا، وكتب الناشطون "هذه الحشود المليونية التي تستقبل الانتقالي". 



وعن التحشيد العسكري الذي ظهر به الانتقالي، قال الصحفي الجنوبي صالح الحنشي "لا شيء يدفع الإنسان لإظهار امتلاك القوة أكثر من شعوره بالخطر وإحساسه بقوة الخصم، وذلك يبدو مؤشرا لأعمال وشيكة قد تحدث وتستهدف حضرموت والمناطق الساحلية في المدينة". 

من جهته، أوضح أمين بارفيد أن رفض أبناء حضرموت زيارة الانتقالي هو في الواقع يعبر عن قناعتهم بأن استحقاقاتهم الحقيقية تكمن في النظام الفدرالي الذي يضمن لهم توزيعا عادلا للسلطة والثروة، وعدم ثقتهم بالانتقالي الذي أوصل العاصمة المؤقتة عدن إلى مستنقع الفوضى والاقتتال، وهناك مخاوف من أن ينقل السيناريو ذاته إلى مدينتهم حضرموت.



وفي رد للأمين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي أحمد لملس على هذا الرفض الشعبي والحملة التي أطلقها أبناء حضرموت، قال إن الشعب الجنوبي يحمل قضية عادلة، وأكد لملس في تصريحات صحفية خلال زيارتهم لحضرموت أنهم يعملون من أجل استعادة دول الجنوب ولن تؤثر عليهم حملات المؤامرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

المصدر : الجزيرة