ما بعد حفتر.. ما المصير الذي ينتظر ليبيا؟

عملية مرتقبة لقوات حفتر في درنة بإشراف مصري
تم نقل الجنرال الليبي خليفة حفتر إلى مستشفى في باريس، وتقول بعض المصادر إنه في غيبوبة وحالته قد تكون حرجة.. فما تداعيات غيابه المحتمل على الساحة السياسية الليبية؟

سؤال طرحته الكاتبة بصحيفة لاكروا الفرنسية ماري فرديي، لتستعرض بعد ذلك مكانة الرجل محليا ودوليا كتوطئة لجوابها عن السؤال المذكور.

فقد عمل حفتر قائدا للأركان تحت إمرة الزعيم الراحل معمر القذافي قبل أن يهرب إلى الولايات المتحدة ويمكث هناك عشرين عاما، ولم يعد إلى ليبيا إلا في خضم الثورة الليبية عام 2011.

وتوضح فرديي -في تقريرها المعنون "بعد حفتر.. ما المصير الذي ينتظر ليبيا؟"- أن جزءا من الجيش النظامي السابق انضم لحفتر كما حصل على تأييد جزء من نواب البرلمان المنتخب عام 2014، لكنه ظل حبيس مدينة طبرق في الشرق الليبي بسبب استمرار الحرب الأهلية.

لكن منذ إطلاق عمليته العسكرية الرئيسية "الكرامة" في مايو/أيار 2014 ضد المليشيات الإسلامية ومعارضيه الذين يصفهم جميعهم بـ "الإرهابيين" لم يتمكن حفتر من السيطرة الكاملة على برقة المنطقة الشرقية الكبرى بالبلاد.

كما فشل في حشد تأييد مليشيا مقاتلي طرابلس في الغرب، مما جعل الطريق إلى العاصمة يبقى موصدا أمامه بشكل محكم، خصوصا أنه فضل انتهاج خط معارض كليا لـ حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا والتي تعتمد في بقائها على دعم مليشيات الغرب الليبي.

‪أهم داعمي حفتر الدوليين‬ الإمارات أهم داعمي حفتر الدوليين (رويترز)
‪أهم داعمي حفتر الدوليين‬ الإمارات أهم داعمي حفتر الدوليين (رويترز)

وحسب الباحث بجامعة "باريس 8" جلال حرشاوي، فإن حفتر تمكن من الحصول على بعض الاعتراف الدولي بدءا بدولة الإمارات التي تعد أهم ظهير له، غير أن روسيا ومصر انضمتا إليها لدعم هذا الجنرال الذي يحب أن يقارن نفسه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وحتى أن الدبلوماسيين الغربيين حرصوا -بشكل غير رسمي- على الوقوف إلى جانبه خشية أن تكون الغلبة له نهاية المطاف في المستنقع الليبي.

ويقول حرشاوي إن قصصا خيالية نسجت حول هذا الرجل "القوي" طمست حقيقة مهمة، وهي أن القبائل والفصائل التي قاتلت معه متنازعة ومنقسمة جدا.

ويتوقع أن يجعل تدهور صحة حفتر تلك الانقسامات تطفو على السطح، بل يخشى أن يزيد وضعه الصحي من حدة هذه النزاعات.

ويحذر حرشاوي -في ظل الوضع الصحي الحالي لحفتر- من أن " شرق ليبيا أصبح خطيراً للغاية" مشيرا في الوقت ذاته إلى أن اختفاء حفتر من الساحة ربما يساهم في صقل الموقف الدولي بخصوص وضع هذا البلد وجعله أكثر وضوحا.

المصدر : الصحافة الفرنسية