العاصمة الليبية طرابلس

Tripoli, Libya مدينة طرابلس الليبية - الموسوعة
طرابلس اختيرت عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2007 (غيتي)

عاصمة ليبيا وأكبر مدنها ومركزها الاقتصادي والسياسي والسياحي. تقع على مرتفع صخري مطل على البحر الأبيض المتوسط، ويتوسطها  ميدان الشهداء والسراي الحمراء. تعرف بـ"عروس البحر المتوسط" وتسمى أحيانا بـ"طرابلس الغرب" لتمييزها عن طرابلس في شمال لبنان.

الموقع
تقع مدينة طرابلس في شمال غرب ليبيا، على مرتفع صخري مطل على البحر الأبيض المتوسط ومحاذ للسواحل الإيطالية، ويحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط، ومن الجنوب منطقة السواني، أما شرقا فتحدها منطقة تاجوراء وغربا منطقة جنزور.

السكان
بلغ عدد سكان طرابلس 941 ألف نسمة وفق تقديرات عام 2012، ويعمل أغلب سكانها في التجارة والوظائف الحكومية في مختلف الإدارات، ويعتمدون على دعم الدولة من خلال مداخيل النفط والغاز التي ساهمت في ازدهار الاقتصاد الليبي وتنشيط حركة الإعمار وتطوير البنية التحتية منذ بداية السبعينيات.

التاريخ
عرفت مدينة طرابلس في القديم باسم "تريبولي" و"أويا"، ويعود تأسيسها إلى منتصف القرن الثامن قبل الميلاد على يد الفينيقيين الذين قدموا إليها واتخذوا منها مركزا تجاريا لعرض بضائعهم وتسويقها إلى الأسواق المجاورة.

كانت طرابلس من مدن الشمال الأفريقي التي شملها الفتح الإسلامي على يد القائد الصحابي الجليل عمرو بن العاص عام 23 للهجرة/643 للميلاد بعد حصار استمر شهرين، ثم حول اسمها إلى طرابلس.

استمر الحكم الإسلامي على المدينة إلى أن احتلها الإسبان عام 1510 بعد مقاومة عنيفة أدت إلى مجزرة كبيرة وسط سكان المدينة، لكن العثمانيين سرعان ما تمكنوا بالتعاون مع السكان من طرد الإسبان وإعادة المدينة إلى حظيرة الحكم الإسلامي عام 1551.

وفي عام 1911 هاجمت إيطاليا طرابلس وتمكنت من الاستيلاء عليها، ليستمر الاستعمار الإيطالي حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. وفي عام 1951 تمكنت طرابلس وعموم ليبيا من الاستقلال عن المستعمر.

ونظرا للمكانة الثقافية والتاريخية لطرابلس، قرر وزراء الثقافة في دول منظمة المؤتمر الإسلامي اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2007.

ورغم أنها خضعت لموجات من الغزو قديما وحديثا، فإنها كانت تنتصر في نهاية المطاف وتطرد غزاتها ومحتليها. وتمت محاولات عديدة في العقود الماضية لتحويل الثقل السياسي والاقتصادي إلى مناطق أخرى من ليبيا، مثل محاولة العقيد معمر القذافي اتخاذ مسقط رأسه مدينة سرتعاصمة للبلاد، لكن موقع طرابلس وتاريخها وأهميتها ظلت تحميها وتحفظ لها مكانتها بوصفها عاصمة وحيدة للبلاد.

المعالم
تضم المدينة معالم أثرية وسياحية عديدة، منها المدينة القديمة وسط طرابلس، وهي أحد أبرز أماكن الجذب السياحي في المدينة لما تختزنه من تواريخ آخرها العهد العثماني والقرمانلي، حيث كانت طرابلس مركزا للتجارة العابرة للصحراء إلى البحر الأبيض المتوسط عبر ميناء المدينة.

ولا تزال فنادق تلك المرحلة شاهدة تستقطب الزوار، وأبرزها "فندق زميت" الذي يعود إنشاؤه إلى عام 1883، وتمت صيانته وإعادة توظيفه عام 2006.

ومن المعالم أيضا السرايا الحمراء وجامع الناقة وكاتدرائية طرابلس (سابقا) وبرج الساعة بالمدينة القديمة، بالإضافة إلى حوش القرمانلي المشيد أواسط القرن الثامن عشر، وسوق الترك وأسواق قديمة وأبراج وجوامع كجامع سيدي الشعاب وجامع الناقة.

ثورة 17 فبراير
بعد انطلاق الثورة الليبية على نظام معمر القذافي في فبراير/شباط 2011، وسقوط أغلب المناطق الليبية -خصوصا في الشرق- في يد الثوار، ركز النظام على طرابلس وباب العزيزية مقره الرئيسي، والقاعدة العسكرية والأمنية الأكثر تحصينا حيث بيت القذافي.

لكن الثوار وصلوا إليها صباح السبت 20 أغسطس/آب 2011، وأعلن المجلس الوطني الانتقالي تحرير كافة مناطقها من قوات نظام القذافي وكتائبه يوم 27 من الشهر ذاته.

شهدت المدينة في فترات متقطعة أحداثا وصفت بالخطيرة وصراعات واشتباكات بين مجموعات مسلحة قاتلت جنبا إلى جنب نظام القذافي، من قبيل اقتحام المؤتمر الوطني العام يوم الأحد 18مايو/أيار 2014.

المصدر : الجزيرة