صحيفة: كيف يمكن للعراق منع ظهور تنظيم دولة آخر؟

قالت وول ستريت جورنال في افتتاحية لها إن انتصار العراق على تنظيم الدولة في مدينة الموصل سيكون قصير المدى إذا عادت بغداد وواشنطن لتكرار أخطائهما الماضية عقب زيادة عدد القوات الأميركية هناك في 2007-2008.

وأوضحت أن الانتصار أبعد تنظيم الدولة من عاصمة دولة الخلافة، وبدد خوف آلاف العراقيين الذين كانوا يعيشون تحت التضييق والانتهاكات المستمرة للتنظيم، وعزز الروح المعنوية للجيش العراقي ولرئيس الوزراء حيدر العبادي الذي أثبت أنه أفضل كثيرا من سلفه رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

وأضافت أن خطر تنظيم الدولة لن يزول، نظرا إلى أن مقاتليه انتشروا وتفرقوا خلايا صغيرة في المدن والبلدات السنية العراقية انتظارا لاستغلال سوء في الحكم أو مزيد من الصراعات الطائفية.

وقالت إن العبادي يجب أن يبدأ عمله عقب استعادة الموصل بدعم الحكم المحلي لمناطق السنة ومنع المليشيات الشيعية التي تدعمها إيران من معاملة المواطنين السنة مثلما تعامل مقاتلي تنظيم الدولة وتطاردهم من منزل لآخر.

ومضت تقول أيضا إن على العبادي أن يعيد بناء الموصل بأسرع ما يمكن وبكفاءة أعلى مما فعلته حكومته في الفلوجة أو غيرها من المدن والبلدات التي كانت تحت إدارة تنظيم الدولة.

ومن الممكن أن تساعد الإدارة الأميركية بمناقشة وجود متواضع لقوات أميركية تبقى بالعراق على المدى البعيد للتدريب والتوجيه وكصوت معتدل وسط السنة والشيعة والأكراد، كما قال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أمام الكونغرس، الأمر الذي من شأنه أيضا أن يشجع العبادي على الابتعاد عن أن يكون فرعا لإيران أو حزب الله في العراق.

وأضافت أن ذلك يكتسب أهمية في الوقت الذي يقترب فيه الاستفتاء المزمع في كردستان العراق في سبتمبر/أيلول القادم والذي ربما يهدد حكومة العبادي، مشيرة إلى أن إيران تسعى لإضعاف حكومته ليكون المالكي بديلا عنه.

وقالت إن عراقا مستقرا ومستقلا سياسيا سيحسّن من فرص استقرار سوريا عقب استعادة الرقة. واختتمت بالقول إنه لا توجد انتصارات دائمة في الشرق الأوسط، لكن استعادة الموصل تشكل خطوة كبيرة في المعركة ضد "التطرف".