الفن أداة اللاجئين للتذكير بقضاياهم في ألمانيا

فرقة الحكواتي تخصصت بالعروض الفنية المتعلقة باللاجئين,
فرقة الحكواتي خلال تقديم عرضها بالمهرجان (الجزيرة)
خالد شمت-برلين

صفق حشد كبير من المواطنين الألمان بحرارة لمجموعة الحكواتي تعبيرا عن إعجابهم بأدائها التمثيلي بمهرجان برلين للاجئين الذي أقيم أمس السبت أمام وزارة الداخلية الألمانية تحت عنوان "لن نشارك في الانتخابات لكن لنا صوت".
 
وشارك في المهرجان نحو عشرة آلاف شخص نصفهم من اللاجئين، ونصفهم الآخر من عامة المواطنين الألمان والمتطوعين بمساعدة طالبي اللجوء وأنصار التيارات اليسارية.

وجاء المهرجان قبل أسبوع من الانتخابات التشريعية بهدف تذكير السياسيين بالمشكلات التي يعاني منها اللاجئون، وفي مقدمتها بطء إجراءات لم شمل فريق منهم، وتجميد هذه الإجراءات لفريق آخر حتى العام القادم.
 
وكانت مجموعة "الحكواتي" الفنية الأكثر لفتا لأنظار المشاركين بالمهرجان ممن توافدوا من مدن مختلفة في ألمانيا للتعبير عن رفضهم لتشديد حكومة المستشارة أنجيلا ميركل العام الماضي إجراءات اللجوء، ومطالبة أعضاء البرلمان والحكومة المرتقبتين بتمكين اللاجئين من جمع شملهم ليتمكنوا من الاندماج سريعا في مجتمعهم الجديد.

‪قائمة بأسماء 17 ألف لاجئ قضوا نحبهم خلال محاولة الوصول لأوروبا‬ قائمة بأسماء 17 ألف لاجئ قضوا نحبهم خلال محاولة الوصول لأوروبا (الجزيرة)
‪قائمة بأسماء 17 ألف لاجئ قضوا نحبهم خلال محاولة الوصول لأوروبا‬ قائمة بأسماء 17 ألف لاجئ قضوا نحبهم خلال محاولة الوصول لأوروبا (الجزيرة)

الأبواب المغلقة
ووفر اتحاد "مرحبا" المنظم للمهرجان ثلاثة آلاف تذكرة قطار مجانية، وعدة حافلات لسفر اللاجئين من مدن ألمانيا المختلفة إلى العاصمة برلين، وبسطت بالشارع الطويل المواجه لوزارة الداخلية قائمة مسجل عليها أسماء 17 ألف مهاجر وطالب لجوء قضوا نحبهم في مياه البحر المتوسط وفي الصحراء خلال محاولتهم الوصول لأوروبا منذ عام 2005.

وقالت ليزا تيغر (من منظمي المهرجان) إن هدف هذه القائمة -التي دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية- هو التذكير بهؤلاء الضحايا و"التعبير عن رفض تحصين أبواب أوروبا في وجه الباحثين عن حماية، ومواجهة الأسباب الحقيقية التي تدفع البشر للمخاطرة بحياتهم من أجل الوصول إلى أوروبا، وإتاحة طرق آمنة ومشروعة لوصول الباحثين عن حماية للدول الأوروبية".
 
وأضافت في تصريحات للجزيرة نت أن مهرجان اللاجئين "يوجه رسالة ضد العنصرية والتمييز ومعاداة القادمين الجدد ورفض ترحيل اللاجئين المرفوضين إلى بلاد تمر بأوضاع خطرة مثل أفغانستان، ورفض تجميد جمع شمل اللاجئين الحاصلين على حماية جزئية كالسوريين".

‪لاجئون أفغان يرفعون لافتات عن اضطراب بلدهم‬ لاجئون أفغان يرفعون لافتات عن اضطراب بلدهم (الجزيرة)
‪لاجئون أفغان يرفعون لافتات عن اضطراب بلدهم‬ لاجئون أفغان يرفعون لافتات عن اضطراب بلدهم (الجزيرة)

لم الشمل
وأثير جدل حاد خلال حملة الانتخابات الألمانية حول إيقاف لم شمل اللاجئين الحاصلين على حماية جزئية، وأكثرهم من السوريين المصنفين كغير ملاحقين سياسيا ولا يمكن إعادتهم لبلادهم بسبب اضطراب أوضاعها.

وحول هذا الموضوع، قالت اللاجئة السورية رغد -خلال مشاركتها مع ابنها بالمهرجان – إن تجميد إجراءات لم الشمل حال دون استقدام زوجها وبنتيها العالقين في اليونان لكونها واحدة من كثير من مواطنيها الذين حصلوا مؤخرا على حماية جزئية، مضيفة أنها تتابع "بأسف" تحويل أحزاب ألمانية لموضوع جمع الشمل إلى وسيلة للإثارة وكسب مزيد من الأصوات في حملتها الانتخابية.
 
وشهد مهرجان اللاجئين أنشطة فنية مختلفة حيث عرض فتيان إريتريون رقصات من تراث بلدهم الذي قدم منه لألمانيا خلال عامين نحو مئة ألف شاب، وعبر شبان أفغان بأعمال تمثيلية عن مخاوفهم من تهديد حياتهم إن تم ترحيلهم لبلدهم المضطرب.

‪المشاركون بالمهرجان تظاهروا في ختامه بشوارع برلين ضد العنصرية‬ المشاركون بالمهرجان تظاهروا في ختامه بشوارع برلين ضد العنصرية (الجزيرة)
‪المشاركون بالمهرجان تظاهروا في ختامه بشوارع برلين ضد العنصرية‬ المشاركون بالمهرجان تظاهروا في ختامه بشوارع برلين ضد العنصرية (الجزيرة)

غرونيكا
وقدمت مجموعة الحكواتي مسرحية صغيرة بعنوان "غرونيكا" تحمل الاسم نفسه للوحة الشهيرة للرسام الإسباني بابلو بيكاسو المعبرة عن مأساة الحرب وما تسببه من معاناة للبشر.

وقال مشرف المجموعة أحمد شاه إن الحكواتي تأسست قبل عامين في برلين من لاجئين من بلدان مختلفة ومن متضامنين ألمان.

 وأوضح أحمد -وهو لاجئ باكستاني- أن مجموعته التي حظيت باهتمام جماهيري وإعلامي تناولت أوضاع القمع والحرب في البلدان التي جاء منها الباحثون عن حماية، ومخاوف اللاجئين وقضايا العنصرية والتمييز والإسلاموفوبيا.

وفي ختام المهرجان، جابت مظاهرة ضخمة من المشاركين -تتقدمهم 19 حافلة تحمل أسماء ذات علاقة باللجوء- شوارع برلين مرددين هتافات تطالب أعضاء الحكومة والبرلمان الألمانيين بالعناية بمشكلات اللاجئين وأهمية حلها لتسريع اندماجهم في مجتمعهم الجديد.

المصدر : الجزيرة