هل بدأ تنظيم الدولة استعادة قوته بليبيا؟

مسلحو تنظيم الدولة يسيطرون على مدينة سرت
تنظيم الدولة سيطر على مدينة سرت الساحلية منتصف 2015 وطردته قوات البنيان المرصوص منها نهاية 2016 (الجزيرة)

فؤاد دياب-الجزيرة نت

يرى ساسة ومحللون أن الهجوم الأخير الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية بمنطقة الجفرة وسط ليبيا، ينذر بتنامي وجوده وإعادة ترتيب صفوفه مرة أخرى، بعد مضي نحو تسعة أشهر على هزيمته في مدينة سرت شرق العاصمة طرابلس.

وكان نحو عشرة جنود من قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر قتلوا الأربعاء الماضي إثر هجوم مسلح تبناه تنظيم الدولة على حاجز أمني جنوب منطقة الجفرة وسط البلاد.

ودان كل من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق ومجلس النواب بطبرق الهجوم ووصفاه بالعمل الإجرامي والإرهابي.

ويقول النائب بمجلس النواب عن منطقة الجفرة إسماعيل الشريف إن الانقسام السياسي والعسكري في مؤسسات الدولة مكّن عناصر التنظيم من القيام بعملياتهم الإرهابية.

وفي حديث للجزيرة نت، قال رئيس الأركان الأسبق اللواء المتقاعد يوسف المنقوش إن الهجوم سيعطي حافزا لتنظيم الدولة للقيام بهجمات أخرى، "خاصة أنه لم يتكبد أي خسائر تذكر".

ووفق المنقوش، فإن الهجوم أظهر أن القوات الموجودة بالمنطقة والتابعة لعملية الكرامة بقيادة حفتر لا تملك أي كفاءة لحماية نفسها.

الفراغ الأمني
وتوقع أن يحاول التنظيم الانتشار في المناطق النائية التي تفتقد للوجود الأمني، خاصة أن هناك أنباء عن انتقال أفراد من التنظيم إلى ليبيا بعد هزيمته في العراق.

واعتبر المنقوش أن قوات "عملية الكرامة" هي من تتحمل المسؤولية في الدرجة الأولى "لعدم اتخاذها الإجراءات الكافية للحفاظ على النقاط الأمنية، وعدم وضع خطة لنجدة هذه النقاط عند الحاجة للمساعدة".

وحث المنقوش الجهات المسؤولة على القيام بعمليات استخباراتية واستطلاعية واسعة بمساعدة المجتمع الدولي، لتحديد أماكن وجود وحجم قوة عناصر التنظيم تمهيدا لضربهم والقضاء عليهم.

وقال الخبير العسكري عادل عبد الكافي إن الهجوم سيمنح أفراد التنظيم القدرة على القيام بالمزيد من "عمليات الذئاب المنفردة"، خاصة مع عدم تصدي قوات "عملية الكرامة" لهم.

وأشار إلى أن التنظيم بدأ في تنظيم صفوفه بعد التحام العناصر التي هربت من سرت مع تلك التي خرجت من بنغازي ودرنة شرقي ليبيا.

لكن عبد الكافي حمّل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المسؤولية "لعدم دعمه قوات البنيان المرصوص التي كان يجب أن تستكمل خطتها في مكافحة الإرهاب، خاصة أن التنظيم آنذاك كان في حالة فرار من المواجهات".

‪قوات البنيان المرصوص قتلت 3 آلاف عنصر من تنظيم الدولة خلال معارك استمرت تسعة أشهر‬ (الجزيرة)
‪قوات البنيان المرصوص قتلت 3 آلاف عنصر من تنظيم الدولة خلال معارك استمرت تسعة أشهر‬ (الجزيرة)

ودعا كل من عبد الكافي والمنقوش الجهات المسؤولة إلى دعم قوات عملية البنيان المرصوص باعتبارها اكتسبت الخبرة والكفاءة في التعامل مع أفراد التنظيم، وهو ما يمكنها من العمل على تجفيف منابع الإرهاب جنوب مدينة سرت وإجراء تعاون مع دول جوار ليبيا في تبادل المعلومات للحد من تدفق الجماعات الإرهابية.

وتتحدث تقارير عن عدم جدية حفتر في التعامل مع وجود تنظيم الدولة "لكون مصر ترفض تصنيف فرعه في ليبيا ضمن المنظمات الإرهابية".

تواطؤ وانقسام
وكانت الجزيرة حصلت في وقت سابق من العام الجاري على وثائق كشفت عن اعتراض الوفد المصري في مجلس الأمن على فرض عقوبات دولية على  فرع تنظيم الدولة بليبيا.

ولا يستبعد الباحث محمد إسماعيل ذلك، قائلا "إذا صح هذا الاعتراض فهذا يضع علامات استفهام، خاصة أن حفتر يعتبر أكثر من حليف لمصر".

ويرى النائب جاب الله الشيباني أن الانقسام السياسي يساعد على عودة تنظيم لدولة، ولكنه شدد على أن قوات عملية الكرامة تتعامل بجدية في مكافحة الإرهاب، بدليل سيطرتها على مدينة بنغازي والجنوب الليبي.

يذكر أن نحو 3 آلاف عنصر من تنظيم الدولة الإسلامية قتلوا خلال معارك مع قوات البنيان المرصوص استمرت تسعة أشهر في سرت وأسفرت عن طرد التنظيم من المدينة الساحلية.

ويقول الناطق باسم غرفة عمليات البنيان المرصوص العميد محمد الغصري إن عناصر التنظيم الذين فروا أثناء الحرب متوجهين إلى جنوب مدينة سرت وضواحي مدينة بني وليد وجنوب منطقة الجفرة وسط البلاد، مقدرا عددهم بنحو ألف مقاتل.

المصدر : الجزيرة