معارك صعبة تنتظر تشريعات ترمب في الكونغرس

US Vice President Joe Biden receives the official tally of the electoral ballots for the presidency in the House Chamber during a joint session of Congress in the U.S. Capitol in Washington, DC, USA, 06 January 2017. The ballots from the electoral college had been sealed until this vote, which confirmed the election of President-elect Donald Trump.
الكونغرس الأميركي بات منهكا بالانقسامات (رويترز-أرشيف)

 
يواجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب معارك تشريعية صعبة لإنجاز أولوياته، بينما يبدو الكونغرس منهكا بفعل الانقسامات في صفوفه ومشوشا جراء التحقيقات المتعلقة بروسيا واقتراب المهل النهائية لاتخاذ قرارات مالية.
  
ومنذ الأشهر الأولى لتوليه منصبه، تعلم ترمب كم أن سيطرته محدودة على الكونغرس، حتى وإن كان مجلساه بقيادة حزبه الجمهوري. 

وغدا الاثنين يعود النواب إلى واشنطن تحت الضغط لإحراز تقدم في أجندة ترمب، بما في ذلك مشاريع قوانين لاستبدال إصلاحات سلفه باراك أوباما المتعلقة بقطاع الصحة وتعديل قانون الضرائب الأميركي. 

وتسعى إدارة ترمب جاهدة إلى تحقيق فوز يعيد إليها عافيتها في وقت تعكر الأزمات أجواء البيت الأبيض، بما في ذلك تقرير مفاجئ أفاد بأن صهر ترمب وكبار مستشاريه جاريد كوشنر سعى إلى فتح خط اتصالات سرية مع روسيا.

وتتضاءل فرص نجاح إدارة ترمب في تحقيق انتصار تشريعي، فلم يعد أمام الكونغرس إلا سبعة أسابيع عمل قبل تعليق أعماله حيث يتوجه أعضاؤه لقضاء إجازاتهم الصيفية التي تمتد من نهاية يوليو/تموز وحتى مطلع سبتمبر/أيلول المقبلين.

سير الأمور
وأعرب مسؤولو البيت الأبيض مرارا في جلساتهم الخاصة عن تململهم من بطء وتيرة سير الأمور في كابيتول هيل، إضافة إلى الحرج بشأن الكيفية التي انهار فيها جهد أولي لتمرير تعديلات في منظومة الرعاية الصحية "أوباما كير" في مجلس النواب في مارس/آذار الماضي، بينما يعمل الجمهوريون بمجلس الشيوخ للتوصل إلى نسخة أخرى خاصة بهم.
  
وأقر رئيس كتلة الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل بأنه سيكون من الصعب تمريره في المجلس، حيث لدى حزبه أغلبية ضئيلة بـ52 صوتا مقابل 48 صوتا.
 

‪ترمب يحث مجلس الشيوخ على تغيير القواعد المعمول بها لتمرير قانون الرعاية الصحية‬  ترمب يحث مجلس الشيوخ على تغيير القواعد المعمول بها لتمرير قانون الرعاية الصحية (الأوروبية)
‪ترمب يحث مجلس الشيوخ على تغيير القواعد المعمول بها لتمرير قانون الرعاية الصحية‬  ترمب يحث مجلس الشيوخ على تغيير القواعد المعمول بها لتمرير قانون الرعاية الصحية (الأوروبية)

هاجس
وحض ترمب مجلس الشيوخ على تغيير قواعده المعمول بها منذ زمن طويل، وتمرير الرعاية الصحية والإصلاحات الضريبية من خلال الحصول على 51 صوتا مؤيدا بدلا من الانتظار للحصول على 60 صوتا كما هو ضروري حاليا، بهدف التغلب على تكتيكات المعارضين المعرقلة.

وبعد أسابيع من الاجتماعات المغلقة، لا يزال على أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الكشف عن مشروع قانون جديد للرعاية الصحية.
  
وتلقت جهودهم ضربة قاضية الشهر الماضي، عندما كشفت دراسة مستقلة أجراها الكونغرس عن تقديرات بأن الخطة الجديدة قد تخفض عدد المستفيدين من التأمين الصحي في الولايات المتحدة بـ23 مليونا.
 
وفيما يتعلق بخطته للإصلاح الضريبي أعلن ترمب الخميس الماضي أنها "تمضي قدما" في الكونغرس وتجري بشكل "جيد للغاية".
  
في المقابل رسمت رئيسة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي صورة مغايرة، قائلة إن ما حصل عليه النواب من البيت الأبيض مجرد خطة ضريبية فيها عناصر رئيسية وتتكون من صفحة واحدة، وترسم الإطار لتخفيض كبير للضرائب للأعمال التجارية والأفراد.
  
وقالت بيلوسي أول أمس الجمعة إن "الرئيس يقول مرارا إن مشروع قانون الضرائب يمضي قدما في الكونغرس، إلا أنه لا وجود له أساسا".

‪‬ رئيسة الأقلية الديمقراطية نانسي بيلوسي (يسار) قالت إنه لا وجود لقوانين يروج لها ترمب(الأوروبية)
‪‬ رئيسة الأقلية الديمقراطية نانسي بيلوسي (يسار) قالت إنه لا وجود لقوانين يروج لها ترمب(الأوروبية)

خطة وأهداف
وما يزيد من تعقيد البرنامج أن على الكونغرس التوصل إلى وضع ميزانية والتصويت على الإنفاق قبل نهاية العام المالي يوم 30 سبتمبر/أيلول المقبل. وبإمكان الانقسامات في صفوف الجمهوريين بشأن أولويات الإنفاق تعقيد هذه المهمة.

ويعتبر التعديل الضريبي وإلغاء "أوباما كير" والإصلاحات في ملف الهجرة، بما في ذلك تمويل الجدار على الحدود الأميركية المكسيكية، من خطة المئة يوم الأولى للرئيس الأميركي التي انقضت بالفعل ولم تتحقق أي من هذه الأهداف.
  
وحتى وإن كان الجمهوريون مستعدين للقفز أولا إلى الرعاية الصحية والضرائب، فهناك ارتباكات تعقد ذلك، إذ تم تعيين مدع خاص للتحقيق في التدخل الروسي المحتمل بالانتخابات الأميركية العام الماضي وللنظر في صحة تنسيق أو تعاون فريق حملة ترمب مع موسكو في هذا السياق. وأما لجان الكونغرس فهي منشغلة بإصدار مذكرات إحضار.
  
وفي لحظة قد تعد بالكثير من المفاجآت، سيدلي مدير مكتب التحقيقات الاتحادي السابق جيمس كومي بشهادته الخميس المقبل أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ.
  
وسيسأله النواب خلال جلستين -إحداهما علنية والثانية مغلقةـ إن كان ترمب حثه على وقف التحقيق في مستشاره المقال للأمن القومي مايكل فلين.

المصدر : الفرنسية